22 شعبان 1436

السؤال

السلام عليكم أنا طالبة في الثانوية عندي بعض المشكلات التي تواجهني حينما أتواصل مع الآخرين وخاصة أبي عندما أتحدث إليه أشعر بخوف وتوتر ولا يمكنني التعبير وأتلعثم في الكلام و أيضا لا يمكنني التعبير عن مشاعري أو رأيي الخاص حيث أقوم بتقليد الآخرين في رأيهم ويصعب على اتخاذ القرارات وعندما أتحدث مع بعض الأشخاص لا أفهم ما يقولونه لكن أضحك وأشعرهم أني فهمت والحقيقة لا، لم أفهم وشخصيتي تختلف على حسب الأشخاص الذين أجلس معهم وهذا أكثر ما يضايقني وأرجو أن ترشدني إلى كيفية التعامل مع نفسي وأصبح شخصاً مهماً اجتماعياً.. وشكراً جزيلاً.

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالأخت الفاضلة
نشكرك في البداية على ثقتك الكبيرة في موقعنا..
الأخت الفاضلة من الواضح أنك تفتقدين قدرتك على التعبير عن نفسك وأيضا تحتاجين إلى تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديكِ حتى تتمكني من التعبير عن نفسك بثبات وثقة وتتواصلي مع الآخرين بحرِّيَّة ودون قيود نفسية تعوقك عن أداء مهمتك وهذا يتطلب منك قوة إرادة وعزماً وتصميماً على تنمية تلك المهارات ويتم كل هذا من خلال بعض الإرشادات والتكنيكات أو الفنيات المعرفية السلوكية النفسية كما يلي:
- في البداية لابد من التعرف على ذاتك وإمكانياتك وطاقتك الداخلية ويتم ذلك من خلال معرفتك ببواطن الضعف والقوه في شخصيتك فلابد من وضع قائمه بالايجابيات والمميزات التي تدركينها عن ذاتك وتوضحيها من خلال نقاط معلومة وبالمثل نقاط الضعف أو السلبية التي تريدين التخلص منها في شخصيتك وعليك بوضع خطه لتنمية الايجابيات والتخلص من السلبيات والعمل جاهدا للتوصل إلى نتائج لتحقيق تلك الخطة خلال مراحل زمنية محدده ومتابعتها حتى تشعرين بنمو في بناء شخصيتك وثقتك بذاتك.
- الثقة بالنفس كلمه تتردد كثيرا فنقول هذا واثق من نفسه وهذا قليل الثقة بنفسه وكأن الإنسان يولد بتلك الثقة أو بدونها ولكن الثقة بالنفس مكتسبة من خلال التدريب عليها ولكي اشعر بثقتي بنفسي لابد أن أنمي تلك الثقة من خلال تعلم أشياء جديدة لم أكن أتعلمها وأحتاج إليها لتطوير شخصيتي والاستماع جيداً وبإنصات لم يتحدث إلى واختار الكلمات والعبارات عندما أتحدث مع الآخرين ويكون لدى قدر من الاطلاع والثقافة العامة حتى أستطيع تجاذب الحديث بثقة وبإقناع أيضا لابد أن أكون متفائلاً ونظرتي للأمور إيجابية والتخلي عن النظرة التشاؤمية للأمور والأحداث من حولي أن تكون نبره الصوت معتدلة حسب الموقف والمكان والحدث بحيث أستطيع أن أعبر بصوتي حسب الموضوع الذي أتناوله أن يكون حديثي الداخلي مع نفسي حديثاً مشجعاً مطمئناً يدفعني للأمام بثقة وثبات والبعد عن الحديث الداخلي الانهزامي المليء بالعبارات السلبية والكلمات المهبطة للعزيمة والهمة وأن أدرب نفسي بصفة متكررة ومستمرة على تلك المهارات سواء مع نفسي أو أمام الآخرين حتى أصل للنتيجة المرجوة.
- التعبير عن المشاعر بحرية وبثبات وثقه والرد في المواقف التي تتطلب منا الرد شيء ضروري وهام لكل فرد يتطلع إلى تأكيد ذاته وإدارتها بشكل فعال وايجابي لذا مهارة التعبير عن المشاعر تحتاج إلى تدريب وتكرار لبعض الفنيات منها:
الجلوس في غرفتك بمفردك وإعداد خيالك لتخيل موقف أو حدث مر بك شعرتِ به بالانهزام والانكسار النفسي ولم تستطيعين التعبير فيه بحريه عن مشاعرك واستحضري الموقف داخل الغرفة واستحضري الشخص كأنه يجلس أمامك في الكرسي المقابل، ثم عبري له عن مشاعرك السلبية بأسلوب لائق ومقبول اجتماعيا وكرري التدريب أكثر من مرة، ثم عبري عن رفضك وعدم قبولك لموقف أو حدث بأن ترفضي وتقولي لا لم أحب القيام بهذا العمل أبداً أو الآن حسب تعبيرك وكرري مهارة الرفض أكثر من مرة، ثم عبري عن مشاعر فرح أو سرور بأكثر من طريقة وكرري تلك المشاعر والتعبير عنها بشكل متكرر حتى تتقنين الدور تماما بالشكل والأسلوب الذي يسبب لك الارتياح والتمكن والثقة ثم بعد ذلك بعد تكرار المحاولات مع نفسك في غرفتك أكثر من مرة أو يوم ابدئي في التعبير لأقرب الناس إليكِ سواء في الأسرة أو الأهل أو الأصدقاء ثم عممي تجربتك إلى المجتمع الخارجي وسوف تشعرين بقدرة فائقة على التعامل مع المواقف والأحداث بثقة وقدرة على التعبير عن مشاعرك.
-الأخت الفاضلة أنصحك بأن تنمي مهاراتك الاجتماعية في التواصل مع الآخرين من خلال الاشتراك في الأنشطة والإعمال الجماعية سواء في المسجد أو الجمعيات الخيرية التطوعية أو كورسات تعليمية بها مجموعة من الأفراد بحيث تشاركين وتحتكين بالآخرين فنمي لديكِ مهارات التواصل البصري واللفظي والاجتماعي من خلال الممارسة الفعلية والتي تتبعها كلمات داخلية محفزة ومشجعة تقولينها لنفسك أثناء الاجتماعات.
- الأخت الفاضلة لا يكلل نجاحنا غير التوكل والاتكال على الله سبحانه وتعالى قوى قنوات الاتصال بانتظام واستمرار مع الخالق سبحانه وتعالى حتى يمدك بالعون والقوه والراحة النفسية والسكينة والهدوء انتظمي في صلاتك ودعائك وأكثري من استغفارك ومناجاتك للخالق سبحانه وتعالى وبذكر المصطفى صلوات الله عليه وعلى أهله وسوف تشعرين بالثقة والهدوء الفوري بإذن الله تعالى.
أختي الفاضلة تمنياتي لك بكل الخير والصحة والسعادة وفى انتظار تواصلك المستمر معنا للإجابة عن أي استفسارات ولتتبع حالتك وما توصلتِ إليه.
تحياتي لك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.