16 رمضان 1436

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً، في عامي الدراسي الجامعي الأخير، تقدم لخطبتي شاب عن طريق والديه، فأمه التي اختارتني وكلمت أمي، وأبوه كلم أبي، وحدد موعداً للزيارة، لكن هذا الشاب لم يرني ولم أره، وأخشى عندما يراني ألا أعجبه، أو العكس، لكن أهلي قالوا لي إنها ستكون زيارة تعارف، فإن حصل قبول بين الطرفين كان خيراً، لكن السؤال كيف أحكم عليه من زيارة واحدة، وماذا سأتكلم معه حتى أعرف شخصيته وتفكيره، أخشى أنني لم أحسن الاختيار، وأخاف من جرح روحي وقلبي، ساعدوني..

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

بداية أبشرك أن الله تعالى يوفق الطائعين له إلى كل خير، قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: من الآية 4]، فلئن تعلقتِ بربِّكِ ودعائه ورجائه فإن عاقبتك كلها خير إن شاء الله.
الابنة السائلة..
قد يسَّر الله لك في حيرتك ملجأً حسناً، وهي الاستخارة، فاللجوء إليه سبحانه بالاستخارة كافٍ لحل ما تشعرين به، فعليك بالاستخارة وتكرارها إن أمكن، مع الإكثار من الدعاء بأن يوفقك الله تعالى للاختيار السليم.
أما الأمر الآخر، فالزيارة الأولى بين الخطيبين أساسها القبول، وذلك القبول قد يحدث إما بالنظر، أو بتبادل الحوار والحديث بينهما، ولا تزعجي نفسك بالأسئلة أو طريقتها، فسوف يلهمك الله عز وجل الأفكار التي على أساسها ستصلين في النهاية إلى الحكم السليم عليه.
لكن عليك الوصول بطريقة غير مباشرة لمعرفة عدة أمور مهمة:
أولا: أهمية الصلاة بالنسبة له، وهل هو من المحافظين عليها؟ (فصاحب الصلاة دائما متواصل مع الله عز وجل).
ثانيا: علاقته بوالديه، هل هو من البارين لهما أم لا؟ فإن كان ممن يحسن لوالديه فهذا إنسان يخاف الله ويريد رضا ربه، وعلى هذا الأساس يمكن أن تأمني على نفسك معه.
ثالثا: علاقته مع من حوله من الأصحاب أو الأقارب أو إخوانه وأخواته هل هو محبوب عندهم؟ أم أن علاقته بهم يشوبها الجفاء؟ فمن ذلك سوف تحكمين عليه وتعرفين هل هو اجتماعي ناجح أم غير ذلك..
رابعا: سيرته في المكان الذي يعيش فيه، أو في مكان عمله، فصاحب السيرة الحسنة سيرته طيبة كالرائحة الحسنة، ينشرها في كل مكان يذهب إليه، فالسيرة الحسنة دليل على الخلق الحسن.
خامسا: لا تنظري للمال ولا الجاه، ولكن انظري لصاحب الدين، فهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".
سادسا: يجب ألا تهملي رأي والديك وكبار أسرتك في الخطيب المتقدم فهم على دراية بشئون الحياة أكثر منك، وخبرتهم تدعم رأيهم.
سابعا: إياك والاستماع لآراء البنات الصغيرات الناقدات وربما الحاسدات، قليلات الخبرة ضعيفات الديانة واللاتي يبحثن عن المظاهر ويغتررن بالزخارف، فالتقوى هي خير ميراث {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طـه: من الآية132].