جريمة كارولينا.. المسلم حين يكون أمام البندقية يصبح خلف الكاميرا !
23 ربيع الثاني 1436
أمير سعيد

في تعليقه على جريمة عنصرية ضد شاب مسلم سوري وزوجته وشقيقتها في ولاية كارولينا الأمريكية، اختصر أحد المغردين على موقع تويتر حكاية تناول الإعلام الغربي لقضايا العنف ضد أو من المسلمين بالقول: "المسلمون ذو أهمية إخبارية فقط عندما يصبحون وراء البندقية، وليس أمامها".

 

لم يستفز موقف الإعلام الغربي الشائن من جريمة اغتيال أمريكي لثلاثة مسلمين، هم الطبيب ضياء بركات (23 عاما) وزوجته يسر أبو صالحة (21 عاما) وشقيقتها رزان (19 عاما)، وهم سوريون من أصل فلسطيني، هذا المغرد وحده؛ ففي ساعات قليلة كان موقع تويتر يسجل نحو 1,1 مليون تغريدة تفيض بالألم حزناً على الضحايا، وامتعاضاً من ازدواجية الإعلام الغربي وتجاهله شبه التام للجريمة لكون القاتل المجرم ملحداً أمريكياً، والضحايا مسلمون.

 

والذي أثار حنق النشطاء، وهم مثلوا رأياً عاماً يزيد تلقائياً، ويتوقع أن يزيد من خيبة أمل الشباب الإسلامي عموماً والعربي خصوصاً في الإعلام الغربي، ليس تجاهله الكبير للجريمة فحسب برغم تشابهها مع حوادث أخرى أثارت ضجيجاً إعلامياً هائلاً، بل أيضاً في أن تناوله الخجول لها كان مثيراً للاشمئزاز حين أحجمت وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها الضعيفة للجريمة عن وصفها بالإرهابية، واكتفت بنعت مرتكبها بأنه "رجل" من دون توجيه تهمة الإرهاب إليه، فيما قرن النشطاء بين هذه الصياغة، وتلك التي غطت بها الوسائل عينها حادثة شارلي إيبدو الفرنسية التي وصمت مباشرة بالإرهاب دون عناء مهني يذكر.

 

وما زاد الطين في تلك الوسائل بلة، أن الجريمة وقعت، ولم تزل حادثة فرنسا تثير جدلاً في الإعلام الغربي رغم مرور مدة طويلة نسبياً على حدوثها، وربط كل جرائم الكراهية التي تستهدف المسلمين في فرنسا والغرب عموماً بها تبريراً وتخفيفاً، بينما هذه الجريمة بدت فاقعة في تجسيدها للنفاق الغربي، كما أنها واكبت إحدى كبريات الجرائم الحربية ضد المسلمين في مدينة دوما السورية، والتي لم تستفز إعلاماً حرصت إحدى كبريات وسائله العريقة، وهي الـ BBC على إفساحها مجالاً رحباً للسفاح بشار الأسد ليطل من خلالها مبرراً جرائمه، ومسوقاً لمشروعه الإرهابي الدموي.

 

رحم الله الضحايا الثلاثة؛ فلعل الله اختارهم للشهادة، وهم قد كانوا من أهل الخير - نحسبهم كذلك – وجمع التبرعات للاجئين السوريين، وفقراء مهجرهم، ليكشفوا بموتهم المفجع الغشاوة أكثر عن أعين المنبهرين بـ"حضارة" النفاق الغربية البغيضة..