المليشيات الشيعية على أبواب الخليج
1 ربيع الثاني 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

ما يجري من أحداث صاخبة في اليمن خلال الفترة الماضية والغزو الشيعي الحوثي لمعظم محافظاتها والاستيلاء على مخازن سلاح الدولة ووقوف أغلب فرق الجيش موقف المتفرج مما يجري وكأن الأمر لا يهمهم من قريب أو بعيد وتخاذل الرئيس اليمني تجاه المسلحين الحوثيين بداية من إخراج السلفيين من صعدة وحتى السكوت على سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة دون نكير, ثم وصول الأمر لذروته عندما اقتحم الحوثيون القصر الرئاسي واستولوا عليه ونهبوا ما بداخله من أسلحة وتحولهم إلى منزل الرئيس هادي لإجباره على تعديل الدستور والانصياع لكل رغباتهم بقوة السلاح, يظهر حجم القوة المتزايدة للشيعة في المنطقة واقترابهم بشدة من دول مجلس التعاون الخليجي السنية صاحبة الثروة النفطية الكبيرة والتي يسيل لها لعاب الشيعة وعلى رأسهم إيران صاحبة الطموح التوسعي الذي بات ظاهرا للأعين والتي تدعم جميع المليشيات الشيعية في المنطقة...

 

أضف إلى ذلك ما يجري في العراق من تدخل واضح من الحرس الثوري الإيراني تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بدعوى محاربة داعش حتى أن قائد فيلق القدس قاسم سليماني ظهرت له صور داخل العراق مع تصريحات من طهران تؤكد على دوره البارز في محاربة تنظيم داعش ناهيك عن المليشيات الشيعية في العراق التي تعدت واكتسبت شرعية من جانب الحكومة والمجتمع الدولي لنفس السبب وهو مواجهة تمدد تنظيم داعش والنتيجة استفحال خطر المليشيات الشيعية وانتشارها بقوة في المحافظات السنية وزيادة نفوذها وتسليحها بشكل علني بعد أن كان الأمر يجري بشيء من السرية في وقت سابق والمحصلة هي انكماش السنة في العراق لمصلحة النفوذ الشيعي..

 

في نفس الوقت نرى تصريحات حزب الله تجاه البحرين والتي وصف منهج حكومتها بأنه يشبه المشروع الصهيوني وذلك بسبب اعتقالها لبعض الشيعة المتهمين بالتحريض على العنف, وتصريحات نصرالله تعد تحريضا صريحا على استخدام العنف ضد الحكومة البحرينية وتبرير ذلك وهو ما صدر من مسؤولين في إيران وشخصيات بارزة في محاولة لإسقاط حكومة البحرين والاستيلاء على المنامة استمرارا للمشروع الصفوي الذي يضع دول الخليج العربي السنية تحت نيرانه من أجل ابتزازها وتفجير الصراعات على أراضيها للوصول إلى مراده بإقامة الإمبراطورية الفارسية التي يتباكون عليها حتى الآن رغم وثنيتها...

 

وضوح المشروع الصفوي وتغلغله في المنطقة يقابله غفلة شديدة في الجانب الآخر واكتفاء ببيانات الاحتجاج والتنديد والاعتماد على قوى غربية لا يهمها سوى مصالحها التي قد تتقاطع مع طهران وبالتالي قد تتغاضى عن مخططاتها الرامية لتطويق الخليج والسيطرة على مناطق السنة....

 

إيران أظهرت بوضوح امتعاضها من الهبوط الشديد في أسعار النفط وتأثير ذلك على اقتصادها وحملت دول الخليج وخصوصا السعودية المسؤولية عن ذلك وهددتها بانها ستندم على ذلك وبعد أيام قليلة رأينا كيف تطورت الأوضاع في اليمن إلى انقلاب مكتمل الأركان فهل هي طريقة للضغط على الخليج والسعودية بالتحديد؟

 

لقد اتخذت دول عربية وغربية مواقف صارمة تجاه جماعات أقل خطورة ونفوذا من الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والحكومات الطائفية المتتابعة على العراق منذ الغزو مما يثير تساؤلات عديدة حول أسباب ذلك وإلى متى تظل هذه الحالة العجيبة خصوصا مع تنامي النفوذ الشيعي ووصوله إلى حدود دول الخليج العربي البرية والبحرية.