الافتراء على الشيخ ناصر العمر ..نموذج لتشويه العلماء وإسقاطهم
22 ربيع الأول 1436
تقرير إخباري ـ محمد لافي

أثار خبر استنكار مكتب فضيلة الشيخ ناصر العمر للفتاوى الشاذة التي تختلقها وتبثها جهات مشبوهة في حق فضيلته وفي حق علماء الأمة بين فينة وأخرى, أثار اهتمام العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية وذلك بعد أن تناقل عدد من مواقع إخبارية متفلتة ومنتديات وحسابات على شبكات التواصل خبراً مكذوباً عن الشيخ العمر مفاده أن فضيلته يبيح فيها نكاح المرأة المتزوجة في حال تقصير زوجها في حقها, وهي الفتوى التي لا تختلف كثيراً من حيث منشئها وطريقة بثها عن فتاوى أخرى مشابهة مفتراة على علماء ودعاة فضلاء.

 

فقد أبرز موقع السي إن إن العربي والذي ينشر من دبي الخبر بعنوان" الداعية ناصر العمر ينفي إصدار فتوى "نكاح المتزوجة بحال تقصير زوجها" ويتهم  الرافضة بترويجها" مضيفاً الموقع " يستنكر مكتب الشيخ اختلاق جهات مشبوهة لفتوى شاذة لا تتفق مع بديهيات الفقه الإسلامي، ونسبتها للشيخ بغرض الإساءة إليه، والتشكيك في موثوقية دروسه وخطبه".

 

ونقل الموقع عن مصدر في مكتب الشيخ العمر أن تكرار هذه الحالات  التي تقف وراءها قوى طائفية موتورة، وأخرى تغريبية تسارع فيهم، ينم عن تلاقي رغبة الطائفيين والتغريبيين في تكسير كل الوشائج التي تربط بين الدعاة وعامة الأمة، كما يكشف عن نجاعة هذا الأسلوب في تغييب عقول كثير من البسطاء الذين لا يأبهون عادة إلى التحقق فيما ينشر".

 

أما موقع "فيتو" المصري فقد أورد الخبر بعنوان جاء فيه : ناصر العمر المفترى عليه.. نكاح المحارم والجهاد أولى الفتاوى المنسوبة للإمام... نكاح المرأة المتزوجة بالرضا آخرها... والمكتب الإعلامي يؤكد "الفتاوى مضللة".. والمواقع الاجتماعية تشتعل.

 

وجاء في افتتاحية الخبر " تكاثرت في الآونة الأخيرة الفتاوى التي لا تمت للإسلام بصلة، وأصبح يتفوه بها ويصدرها كل من ليس أهلًا لها، ليسخرها لخدمة أهوائه ويحلل بها الحرام، ولكن تم استخدام الفتاوى هنا بشكل مختلف لم يكن يعلمه فضيلة الشيخ ناصر العمر، رئيس الهيئة العالمية لتدبر القرآن وعضو "الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين".

 

وتابع الموقع: "الرجل الذي وصل إلى مكانة كبيرة بين علماء المسلمين، وعرف بالدعوة إلى منهاج أهل السنة، وضرورة ضبطه والثبات عليه، مع منهج وسطي، لم يعلم أن أعداءه سوف يقومون بمحاربته وتشويه صورته عن طريق نسب فتاوى مكذوبة له.

 

وفي سياق الخبر ذكرت الصحيفة " بدأ تشويه صورة الشيخ بنسب فتوى "نكاح المحارم في الجهاد"، للشيخ ناصر العمر، الذي لم يذكر حرفًا واحدًا عن هذه الفتوى، أو حتى الصفحة الشخصية له على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" التي يديرها بنفسه.

 

وتابعت الصحيفة "ودفع هذا بالمكتب العلمى للشيخ إلى نفى هذه الفتوى ووصفها بالفتوى المكذوبة، مؤكدين "أن من يعرف منهج الشيخ وما أطرد من علمه وفتاواه لا يخالجه الشك في أن تلك الفتوى المزعومة فتوى مكذوبة مختلقة"،

 

ومن الواضح أن مثل هذه الفتاوى المكذوبة وخاصة تلك التي تشرّع للفجور والزنا لم يُقصد بها النيل فقط من الشيخ ناصر العمر وتشويه صورته, فهذه الافتراءات ما فتئت ترمي بسهامها على الدعاة البارزين وخاصة من المملكة ممن يثق الناس بعلمهم وتوجههم بغرض تشويه صورهم والطعن في خطابهم الدعوي وتأليب العوام عليهم مع أن فتاوى العلماء لا تؤخذ عنهم إلا من خلال قنواتهم ومواقعهم الرسمية ولا يمكن لأي جهة إعلامية تتصف بالمهنية أن تنقل فتاوى شاذة منسوبة لأحد العلماء نقلاً عن مصادر أو حسابات مجهولة على شبكات التواصل.

 

ومن تلك الافتراءات ما أشاعته وسائل إعلام محسوبة على النظام السوري وتلقفته بشكل ملحوظ وسائل إعلام رافضية زعمت فيه أن الشيخ العريفي أجاز ما يسمى بـ "جهاد المناكحة " والتي تدعو فيها النساء إلى التوجه نحو الأراضي السورية من أجل ممارسة نوع خاص من الجهاد عبر إمتاع المقاتلين السوريين لساعات قليلة بعقود زواج شفهية من أجل تشجيعهم على القتال.

 

وما يسمى بجهاد المناكحة هي فتوى مجهولة الهوية انتشرت على هامش الأزمة السورية وقد اعترفت صحيفة "اللوموند" الفرنسية أن مفهوم "جهاد النكاح" ظهر إلى العلن للمرة الأولى عبر قناة الجديد الموالية للنظام السوري وعلى الفور تم استنساخ خبر الفتوى في مواقع التواصل, وقد كان مناسباً لمثل هذه الفرية أن تجد طريقها عبر وسائل إعلام محسوبة على الأنظمة السورية والإيرانية وأخرى التابعة لحزب الله, وأخرى ليبرالية.

 

ولعل الملاحَظ من هذه الفتاوى وخاصة ذات الطابع المرذول كجهاد المناكحة, ونكاح المحارم ونكاح المتزوجة, والتي تستهدف علماء السنة ودعاتها. قد انتشرت بعيد أحداث العراق وسوريا والتي ظهر فيها الوجه الطائفي البغيض للرافضة الصفوية في البلدين وتزامن ذلك مع قيام نشطاء عبر وسائل الإعلام الجديدة بإماطة اللثام عن فتاوى منقولة عن معممين شيعة وثابتة في كتبهم تبيح للرجل معاشرة المرأة خارج نطاق الزواج الإسلامي الذي جاءت به الأديان السماوية وبما يوافق الفطر السليمة.

 

ففرية جهاد المناكحة تشبه إلى حد كبير تلك الفتاوى التي اشتهرت عن بعض معممي الرافضة إبان الجرائم الطائفية في العراق بعد الغزو الأمريكي لها, وكان المعممون في تلك الفتاوى يحثون فيها النساء الشيعيات على زواج المتعة من المقاتلين في جيش المهدي وغيرهم من أفراد المليشيات الشيعية المسلحة, مما يظهر بجلاء الوجه الرافضي الصفوي القبيح خلف أكذوبة ما يسمى بجهاد المناكحة.

 

وقبل الأزمة السورية والتي سمحت بتشكل مناخ ملائم لبث مثل هذه الأكاذيب, كثيراً ما تناقلت مواقع ومنتديات رافضية على نطاق واسع فتاوى مفتراة على علماء المملكة تزعم فيها دعوتهم لاستئصال الشيعة، وذبحهم ذبح النعاج، و بسبي نسائهم وتوزيعها على المجاهدين وغير ذلك من الافتراءات التي تؤجج الحقد الطائفي وتوغر صدور العوام ضد علماء الأمة.

 

كما سبق ذلك كله حملة من الكذب والبهتان تولت كبرها وسائل إعلام عربية وعالمية وتلقفتها تيارات ليبرالية زعمت أن الداعية الشيخ محمد المنجد قد أفتى بقتل الشخصية الكارتونية "ميكي ماوس" لإثارة حفيظة الناس على الشيخ في الوقت الذي كان فيه الشيخ المنجد يحذر من تأثير بعض الأفلام الكرتونية في تحبيب بعض الحيوانات المستقذرة والضارة إلى نفوس الأطفال مثل الفأر كشخصية ميكي وغيرها من الحيوانات كالكلب والخنزير والتي تم تصويرها في شخصيات كارتونية فألفها النائشئة من أبناء الأمة.

 

ولم يزل الاستهزاء والتنقص من علماء الأمة ودعاتها وتشويههم هو ما دأب عليه أعداء الأمة إذ تتولى كبر ذلك كله القوى الطائفية والليبرالية في بلاد المسلمين من خلال الصحافة والإعلام, ولم يسلم من ذلك حتى كبار العلماء كفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية حيث شن كتاب طائفيون وليبراليون و صحف عربية وأخرى عالمية هجوماً على فضيلته بعد اجتزاء وتحريف فتواه التي قال فيها بجواز قتل ملاك القنوات الفضائية التي تدعو إلى الفتن من خلال القضاء, متهمين فضيلته بالتساهل في الدماء والتشريع للقتل في الوقت الذي قال فيه الشيخ جواز قتل دعاة الفتن من أصحاب الفضائيات إذا ارتأى لقضاء البلد هذا.

 

ويبدو أن الحاقدين والمغرضين ومريدي السوء بالأمة الذي يهدفون إلى التنقص من رموزها والنيل منهم, لا يملكون غير الأكاذيب والافتراءات, ففي الوقت الذي تفضح فيه وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي خطيئة هذا أو ذاك من هذا التيار أو ذاك, خطاً وصوتاً وصورة, وفي الوقت الذي يتربص فيه الأعداء في الداخل والخارج برموز الأمة بحثاً عن ما يشينهم حينها يعودون خالي الوفاض ولم يبق في جعبتهم إلا اختلاق الأكاذيب التي لا تفضح ولا تشين إلا أصحابها الذين افتروها وترتد سهامهم عليهم.