جزاء الانبطاح للاحتلال
20 صفر 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

قتل الاحتلال الصهيوني بدم بارد الوزير في حكومة محمود عباس وأحد قيادات حركة فتح زياد أبو عين رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عندما كان يشارك بعض المواطنين احتجاجهم قرب رام الله على سياسات الاحتلال في الاستيطان فقام جنود الاحتلال بالاعتداء عليه فسقط قتيلا دون أي اعتبار للاتفاقات العلنية والسرية الموقعة بين قادة الاحتلال ومحمود عباس والتي تقضي بالتنسيق الأمني وتسليم رجال المقاومة وإجهاض عملياتهم لإرضاء المحتل الغاصب..

 

لا فرق عند الاحتلال بين مسؤول كبير في حكومة تتعاون معه وتنبطح لرغباته ولو على حساب شعبها وبين مقاوم حر شريف يرفض الانصياع لاتفاقيات الذل والعار بل على العكس فالنوع الأول أهون بكثير عليه..

 

لم تعتبر السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس بتاريخ الاحتلال الصهيوني الغادر الذي لا يحترم عهدا ولا وثيقة ووضعت يدها في يده وسلمت له زهرة شباب المقاومة في الضفة الغربية وشلت حركة جناحها المسلح بحجة دفع الاحتلال لتقديم تنازلات والرضوخ لمطالب الامم المتحدة بشأن إقامة دولة فلسطينية ووقف الاستيطان ولم ينفذ الاحتلال شيئا من وعوده بل واصل المماطلة وبناء المزيد من المستوطنات وضرب عرض الحائط بجميع التعهدات واستمر في الاعتداء على المدنيين ومحاصرتهم ومنع الطعام والدواء عنهم كل هذا وحكومة عباس تصر على اللتزام بالتنسيق الأمني معه رغم أنها رفضت لوقت طويل وضع يدها في يد حركة حماس حتى لا تغضب أمريكا و"إسرائيل" ولم تقيم أي وزن لاعتبارات المصير المشترك ووحدة الهدف...لقد قتل الاحتلال الوزير الفلسطيني في حكومة رام الله ورفض مجرد الاعتذار لعباس حتى يحفظ ماء وجهه أمام معارضيه وأمام مواطنيه وأمام العالم كله الذي تعجب من استهانة الاحتلال بكرامة من يتعاونون معه ووضعهم في مواقف مخجلة..لقد خرج عباس ليتوعد ويهدد وليقول أن كل الخيارات مفتوحة دون أن يحدد ما هي هذه الخيارات بالضبط؟ وهل هو قادر عليها الآن بالفعل؟!..

 

لقد عاش الاحتلال الغربي في بلاد العرب والمسلمين لعشرات السنين وكان هناك دائما من يراهن على التعاون معه من أبناء هذه البلدان بشتى الحجج والأعذار ومع مرور الوقت لم يبق لهؤلاء ذكرا إلا في صفحات التاريخ السوداء, ولم يخرج الاحتلال من أراضي المسلمين إلا بالكفاح والصمود والمقاومة هذه هي دروس التاريخ فهل من معتبر؟!..

 

هذه ليست الجريمة الاولى للاحتلال ولن تكون الأخيرة ولكنها  يمكن أن تكون الفارقة من أجل ان تتيقظ القوى الفلسطينية لحقيقة ما يراد بها وتكف عن الرهانات الفاشلة..لقد رأينا كيف توجه حكومة عباس أبشع النقد والاتهامات لإخوانها في حركة حماس اعتمادا على تقارير صحفية ودون أدلة دامغة بينما يلتمسون الأعذار للاحتلال ويكتفون بالعبارات الطنانة..إن المقاومة الفلسطينية تعاني أشد المعاناة من مطاردة أمن السلطة الفلسطينية الذي يعمل كذراع للاحتلال بدلا من أن يدعم حق الفلسطينيين في الدفاع عن أراضيهم وحقوقهم المسلوبة...القدس والأقصى يتعرضان لأبشع الانتهاكات من قبل الاحتلال ازدادت حدتها في الأشهر الأخيرة وفي وقت تستنفر فيه جميع القوى من أجل مواجهته تقف السلطة صامتة مسلوبة الإرادة مرتعشة القرار معتمدة على اعترافات هشة لا تسمن ولا تغني من جوع من دول غربية تسعى لتسكين تأنيب ضميرها بعد أن دعمت الاحتلال بالمال والسلاح حتى جعلته أكبر قوة مسلحة في المنطقة لكي تخيف العرب المرتبطين معها بشبكة واسعة من المصالح ولكنهم للأسف لا يعرفون كيف يستغلونها لخدمة قضاياهم.