القمة الخليجية والتحديات الصعبة
17 صفر 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

انطلقت القمة الخليجية الـ35 وفي العاصمة القطرية الدوحة بعد أن كادت الخلافات أن تعصف بها على وقع سحب البحرين والسعودية والإمارات سفرائهم من الدوحة بسبب خلافات حول بعض الأوضاع السياسية والتغيرات التي تشهدها بعض دول المنطقة والنظرة إليها حيث رأت بعض الدول أن هذا الأمر يؤثر على أمن المنطقة ككل وينبغي أن تكون النظرة واحدة بين جميع دول التعاون.. وقد استطاعت دول التعاون الخليجي أن تتجاوز هذه العقبة بعد مصالحة قادتها دولة الكويت قبيل انعقاد القمة حيث تم الإعلان عن عودة السفراء الخليجيين إلى الدوحة والاتفاق على مبادئ لحل الخلافات...

 

وقد أشار أمير قطر الذي يستضيف القمة في كلمته الافتتاحية إلى هذه العقبات وأكد أن علاقات الشعوب الخليجية مفروغ منها حتى في مرحلة الأزمات، مشددا على أن "هناك بديهيات في علاقات دول مجلس التعاون وشعوبه يجب ألا تكون موضع تساؤل في أي وقت من الأوقات"...وكان على رأس أولويات القمة الخليجية الاوضاع المضطربة التي تموج بها المنطقة ودور الخليج فيها وكيفية مواجهتها والحفاظ على الأامن القومي الخليجي ومن هنا كانت أهمية بحث عدة ملفات هامة مثل الاتحاد الخليجي وإنشاء قوات بحرية خليجية وشرطة موحدة أو إنتربول خليجي...

 

إن التعاون العسكري الخليجي أصبح ضرورة ملحة في ظل استفحال الدور الإيراني في المنطقة والتمدد الشيعي المتمثل في عدد من المليشيات المسلحة التي أصبحت تتجاوز الدول التي تعيش فيها وتقوم بأدوار عسكرية خارجية تهدد الأمن القومي للمنطقة بأسرها مثل حزب الله اللبناني الذي يقاتل علنا في سوريا وعلى أثره في ذلك جماعة الحوثي في اليمن....

 

كذلك تأتي القمة الخليجية في وقت تعود فيه القوات الغربية للمنطقة بعمليات عسكرية بحجة مواجهة جماعات مثل "داعش" دون أن تتضح حقائق كثيرة حول هذا الموضوع ودور إيران فيه حيث استفحل تدخلها في العراق بشدة تحت لافتة مواجهة داعش أيضا رغم أن الجانبين الامريكي والإيراني ينفيان التنسيق العسكري أو التعاون بخصوص هذا الشأن خلافا لكل المؤشرات والبدهيات التي يتم رصدها على الأرض...البحرين إحدى دول التعاون الخليجي تعاني من تدخل سافر في شؤونها من طهران التي تدعم المليشيات الشيعية المسلحة التي تنفذ أعمال عنف من أجل إسقاط الحكومة وهو تهديد لأمن الخليج يجب مواجهته بحزم بعد أن فشلت جميع الجهود الدبلوماسية والسياسية في كبحه...

 

موضوع الاتحاد الكامل بين دول الخليج كان على مائدة البحث ولكن يبدو أنه لم يتم حدوث تطورات كبيرة فيه باستثناء مسألة القوة البحرية والشرطة الموحدة التي تعد خطوة مهمة ولكنها غير كافية لإطلاق الاتحاد الذي يواجه تحفظات بعض دول التعاون حتى الآن..الأوضاع السياسية التي تشهدها بعض البلدان مثل ليبيا وسوريا واليمن كانت على أجندة القمة وكذلك القضية الفلسطينية وما يجري في غزة والضفة وهي قضايا تؤثر بلا شك على أمن الخليج وقد ظهر من البيان الختامي حدوث توافق عام على معظم هذه القضايا ومن أهم ما جاء في كلمات القادة الخليجيين في القمة أن "الدول الكبرى تتعامل بلغة المصالح فقط ولا تصغي إلى المناشدات الأخلاقية" وهو ما يؤكد أن الرهان على مواقف بعض الدول الكبرى بشأن بعض القضايا الاستراتيجية من منطلق المبادئ العامة والوعود لن يفي بالغرض وأن تقلبات مصالح الغرب في المنطقة قد يجعل من العدو صديقا ومن الصديق عدوا وهو ما نراه في الحالة القائمة بين الغرب وإيران والتي تشهد تحولات دراماتيكية.