20 محرم 1436

السؤال

ما هو المقصود بالصورة في حيث النبي صلى الله عليه وسلم (لا تدخل الملائكة بيت فيه كلب ولا صوره)؟
هل هي الصور المجسمة فقط؟
أو تشمل أيضا الصور العادية التي هي عبارة عن حبس الضوء، وهي التي لا يخلو منها بيت سواء صور الوثائق أو التي على الأوراق النقدية؟
أرجو التكرم بالإفادة مأجورين.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإن أحاديث النهي عن التصوير ووعيدَ المصورين، والنهيَ عن استعمال ما فيه صورة، والمقصودُ تصوير ذوات الأرواح؛ من الإنسان والحيوان، وهي أحاديثُ مشهورةٌ وموجودةٌ في دواوين السنة من الصحيحين وغيرهما، كلُّها عامةٌ مطلقة، لم يقيد شيء منها بما له جسم أو ظل، فهي شاملة للمجسَّمات وغير المجسَّمات، مما يكون على الورق والثياب، وأدلُّ دليل على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور التي كانت على قرام لعائشة سترت به فُرجة، غضب عليه الصلاة والسلام، وقال: (إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون يوم القيامة، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم)،ثم هتك الستر، وأمر أن تتخذ منه وسادتان منتبذتان، أي موطوءتان ممتهنتان، والأحاديث في هذا كثيرة، لا يتسع المقام لذكرها، فليُرجع إليها في مصادرها، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)، فالمراد ما يحرم اقتناؤه من الكلاب، وما يحرم وجوده في البيت من المصوَّرات، فخرج عن ذلك ما يباح اقتناؤه ككلب الصيد؛ وما يعذر الإنسان باقتنائه؛ كالصور التي على النقد، وما هو مضطر إليه؛ كالصور التي في الكتب التي لا بد له منها، ومما يحرم اقتناؤه ووجوده في البيت: مصوَّرات ذوات الأرواح التي تعلق في المجالس والغرف، وتزيَّن بها الحيطان، وكذا الستائر، فهذه هي التي تمنع دخول الملائكة؛ لأن صاحب البيت عاصٍ باقتنائها وتعليقها، فعوقب بحرمانه من غشيان الملائكة الكرام لبيته.
وما تمتنع الملائكة من دخوله فإن الشياطين تأوي إليه.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.