عشرة أسباب لبغض الأبناء لآبائهم !
7 محرم 1436
د. خالد رُوشه

لاشك أن للآباء الصالحين محبة كبيرة في قلوب أبنائهم , ولاشك أن تلك المحبة تزداد يوما بعد يوم كلما كبر الابناء وفهموا الحياة وعلموا معنى التضحيات والعطاء  , لكن هناك جانبا آخر يغفل عنه الكثيرون , هو هؤلاء المكروهون من ابنائهم وهم لايشعرون , إنها لمصيبة كبرى يمكن أن تقع في بيتك وانت غافل – أن يكرهك ابنك – بينما أنت قائم على سلوكك السلبي مصر عليه معتاد على فعله ..  فانتبه ايها الاب الغافل وتدبر معي تلك الاسباب التي كتبتها باختصار شديد فقد تكون مكروها من ابنائك !

 

أولا : حرص الاب وبخله على ولده , ومنعه مما يملك أن يعطيه , في ذات الوقت الذي يرى فيه الابن أن أباه لايبخل على نفسه , فيراه مستمتعا بما عنده حارما ابناءه منه , وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن افضل الإنفاق هو الإنفاق على الأقربين وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك " رواه مسلم

 

ثانيا : الجفوة التي يعامل بها الاب ابناءه , فيتعامل معهم بلا عاطفة تذكر , فلا يبد لهم محبة ولا رقة ولا شفقة , ويظن أنه يربيهم على الخشونة بهكذا فعل , وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على من قال له إن لي عشرة من الولد لم اقبل أحدهم وقال له " من لا يرحم لا يرحم " البخاري , قال ابن بطال: " رحمة الولد الصغير، ومعانقته، وتقبيله، والرفق به، من الأعمال التي يرضاها الله ويجازي عليها " .

 

ثالثا : القسوة والضرب , وهما أخص من الجفوة , فكثرة الضرب والأذى تنقلب كراهية وبغضا في قلب الولد خصوصا أن الولد لم تتولد لديه بعد مفاهيم حكمة الاشياء والأفعال, فهو يقيمها من جهته فحسب فيكره اباه لضربه , وربما تسبب الضرب القاسي في الأذى الذي لا ينسى عبر الدهر والأزمان .

 

رابعا : إيذاء الأم : فالأبناء يحبون أمهاتهم بفطرتهم خصوصا مع حنانها ورقتها وعطائها لهم , فإذا قسا الاب عليها أو آذاها تولدت الكراهية في قلوب الابناء تجاه ابيهم , خصوصا كونهم غير قادرين على ردعه عنها ودفع أذاه عن أمهم , فيكبر في صدورهم كرهه والرغبة في البعد عنه .

 

خامسا : انحراف الاب : فالأبناء يضعون في عقولهم صورة حسنة نموذجية لأبيهم , فيوقرونه ويعظمونه ويحترمونه , ويحبون في داخلهم أن يروه قدوة حسنة لهم , فيفتخرون به وينتمون إليه , لكنهم إذا اكتشفوا عليه جرما اهتزت صورته في أعينهم , فإذا تكرر الجرم ازداد السقوط , حتى يسقط الاب في أعينهم سقوطا تاما , ومن اشد ما يسقط الاب في اعين ابنائه جرائم الشرف , وخطايا الأعراض , والكذب , والزور وغيرها .

 

سادسا : الإكراه على الأعمال : وأقصد بها أعمال الدنيا , فتقييد حرية الابن وإكراهه على العمل والسلوك بشكل متصل متتابع يولد الكراهية والبغضاء في قلب الابن تجاه أبيه , وربما ود في بعض الاحيان ذلك الابن أن يفارقه أبوه أو يرحل عنه ليأخذ حريته ويعمل باختياره .

 

سابعا : السخرية والاستهزاء : فالأبناء في أعمارهم الصغيرة يكونون كالأوعية , يحملون ويمتلؤون , ثم يفيضون على غيرهم عند كبرهم , وتتكون شخصياتهم من ايام الصغر , وتتشكل عبر ما يحيط بهم من أعمال ومواقف , وسخرية الأب بابنه واستهزائه بقدراته , وإطلاق الألقاب السيئة عليه , والانتقاص من قدره , مسببات تتراكم يوما بعد يوم فتسبب الكره والبغضاء , إضافة أنها تنتج شخصية مريضة سلبية .

 

ثامنا : الإهمال وعدم الاكتراث بحياة الابناء ولا بنفسياتهم , ولا بتعليمهم , ولا بآلامهم ومشكلاتهم , فإذا كان الأب غافلا مهملا لأبنائه ولحياتهم وشئونهم , تًعذب الأبناء وعاشوا كالأيتام , ورسخ ذلك في قلوبهم فازدادت الكراهية لأبيهم , وقل الحب وضعف , حتى يأتي وقت فيتلاشى .

 

تاسعا : بعد الاب عن الدين : وهو سبب خاص بأهل الإيمان من الابناء , فالابن المؤمن يحب من أبيه أن يكون صالحا ديّنا , تقيا , متصدقا , عابدا , فيستشعر معه معاني بر الوالدين , ومعاني القرب من الله سبحانه و ويجعله قدوة له , فإذا كان الأب فاسقا مجاهرا بالآثام تصاغر مكانه في قلبه وانقلب الحب كرها ..

 

عاشرا : الظلم وعدم العدل , فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أمرا بالعدل بين الابناء ومعهم , فقال :" اتقوا الله واعدلوا بين ابنائكم " البخاري , ولست أعني ههنا أن عدم العدل بين الأبناء في العطايا هو المقصود فحسب , بل إن العدل قيمة عظيمة لايستغني عنها بيت من البيوت , ولو استشعر الابناء الظلم من ابيهم نبت لديهم في قلوبهم نبت البغضاء والكراهية , فالظلم يطرد المحبة من القلوب .