أنت هنا

26 ذو الحجه 1435
المسلم - خاص

حذر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم فضيلة الشيخ ناصر بن سليمان العمر ممن يسعون إلى تدمير البلد واقتصاده بالدعوة إلى استباحة الربا والتعامل به مشيداً بالوقفة المجتمعية ضد الاكتتاب في البنك الأهلي بعد أن أبان العلماء والدعاة وطلبة العلم حرمة المشاركة فيه لاشتماله على الربا.

 

وأوضح الشيخ العمر في درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد بالرياض أن موضوع الربا بذاته ليس محل خلاف بين علمائنا, فهو كبيرة من الكبائر وهو حرب مع الله عز وجل وذلك بنص كلام الله  عز وجل" ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ) وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من لعن لآكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.

 

وأشاد الشيخ العمر بالوقفة المجتمعية في مواجهة الاكتتاب في البنك الأهلي بدءاً من اللجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء وسائر العلماء والدعاة والاقتصاديين والكتاب وحتى عموم الناس, وإنكارهم هذا الأمر خاصة بعد أن أثبت الاقتصاديون المتخصصون أن الاكتتاب في هذا البنك من الربا وأنه قائم على أصول ربوية مشيراً إلى أن هذه الوقفة من المبشرات ومما يدل على أن الأمة بخير.

 

وأشار فضيلته إلى ضرورة التفريق بين استحلال الربا وأكل الربا,  موضحاً أن استحلال الربا كفر, سواء أخذ صاحبه الربا أم لم يأخذه, مضيفاً أن من أقر بحرمة الربا لكن نفسه تضعف تجاهه فيأكله فهذا لا يكفر, وإنما ارتكب كبيرة من الكبائر. لكن لو أنكر حرمته حتى لو لم يأكله لسبب أو لآخر فيكفر بذلك. محذراً في الوقت نفسه من التعجل في تنزيل الأحكام وخاصة الكفر حتى في حق من يستبيحون الحرام مؤكداً على ضرورة التفريق بين العمل الكفري وفاعله., مشيراً إلى أن حكم التكفير يستثنى منه موانع الأهلية, كالخطأ والتأول والجهل والإكراه.

 

وحذر د.العمر من الخوض في أعراض العلماء ممن خالفوا الرأي في قضية الاكتتاب واتهامهم في نياتهم بعد أن اجتهدوا فأخطئوا, مؤكداً أن من خالف في ذلك من العلماء لم يخالف في مبدأ الربا ومن أباح منهم الاكتتاب في البنك الأهلي لم يره ربا أو أنه مقر بأن فيه قدر يسير مغتفر لكنه لم يستحل المحرم ولكن تأول فيه, داعيا هؤلاء العلماء إلى الوقوف من جديد على تفاصيل هذا الاكتتاب وإعادة النظر في حكمهم عليه.

 

وحذر الشيخ العمر من تتبع الرخص وتجاهل فتاوى العلماء الكبار والمعتبرين والسعي خلف من أفتى بالجواز أو الترخيص, خاصة حين تكون فتاوى التحريم قائمة على الدليل الصحيح والبينة الواضحة, كفتوى تحريم الاكتتاب في البنك الأهلي والتي جزم القائلون بعدم جوازها بقطيعة التحريم بعكس من جوزوها حيث لم يقطعوا بجوازها ولم ينفوا خلوها من الشبهة.

 

واستنكر الشيخ العمر على بعض الكتبة والليبراليين خروجهم بدعاوى جاهلية حين زعموا أن المشاركة في هذا الاكتتاب من الوطنية ونفوا تلك الوطنية عن من رفض المشاركة فيه واتهموه بالحزبية وأن له مآرب يخفيها مؤكداً أن هذا ميزان جاهلي وتساءل فضيلته هل كبار العلماء واللجنة الدائمة حزبيون ولهم مآرب أخرى حين حرموا المشاركة في هذا الاكتتاب ؟

 

ودعا فضيلته إلى الترفق بمن خالف الرأي في هذه المسألة وغيرها أو ممن وقع في الذنب والمعصية محذراً من أن المبالغة في الإنكار عليهم قد يفضي إلى إحداث شرخ بالمجتمع وتقسيمه, مؤكداً على ضرورة البيان والنصيحة لهم دون التهوين من أمر الكبيرة أو المعصية.

 

ونبه إلى ما قد يصدر من ردود للأفعال تجاه الاستمرار في الاكتتاب بعد بيان العلماء وتحريمهم له, محذراً من الاندفاع بالقول أو الفعل أو مما قد يدفع ذلك بالبعض إلى اليأس أو التنازل, مؤكداً أن الاستمرار في الاكتتاب وإن كان مما لا يرضي الله عز وجل لكنه من الأقدار الكونية التي ليس بمقدور البشر تغييرها بل لا بد من التعامل معها بالأقدار الشرعية الواجبة كمواصلة البيان والإنكار والنصح.

 

وأكد الشيخ العمر أن المعركة بين الحق والباطل باقية إلي قيام الساعة مشيراً إلى أن مثل هذه الأحداث على ما فيها من أسى وألم إلا أن فيها الخير العظيم, ففيها يترقى المؤمنون والعلماء وكل من يقول الحق, مؤكداً على ضرورة اغتنام مثل هذه الفرص لبيان الحق والصدع به

 

وبين فضيلته أن قضية الاكتتاب في البنك الأهلي ليست هي القضية المحرمة الوحيدة فهناك الكثير من التعاملات المالية وطرق الكسب مما قد تكون محرمة أو يخالطها الحرام, محذراً من أكل الحرام الذي هو من أهم موانع استجابة الدعاء ومما يجلب لصاحبه الهموم والمشكلات مؤكداً على ضرورة أن يطهر المسلم ماله وينقيه من الحرام لكي يجنب نفسه مثل هذه الشرور.

 

ودعا د. العمر القائمين على البنك الأهلي وسائر البنوك بأن يتقوا الله عز وجل وأن يجنبوا الناس أكل الربا, وحذر ممن يسعى إلى تدمير البلد واقتصاده بالربا وذلك من العلمانيين والليبراليين, والمنافقين ممن يطالبون بالتعامل بالربا ودعم اقتصاد البلد من خلاله, داعياً فضيلته إلى النظر وأخذ العبرة والعظة من دول العالم التي أباحت الربا والتعامل به وما حل بها بسبب ذلك.