11 ذو القعدة 1436

السؤال

السلام عليكم، أنا امرأة متزوجة وعندي ثلاثة أطفال والحمد لله، لكن لدي مشاكل كثيرة مع زوجي خلال اثنتي عشرة سنة ومشاكلي معه بسبب خياناته المتكررة لي باستمرار، وكرهه لأهلي وبخله معي، وكلما جلسنا وتحدثنا في هذه المشاكل، لا نخرج بحل، ولكن بالعكس يزيد في معاقبته لي عن طريق الخيانة، فأنا تعبت نفسياً وإذا استمريت على هذا الحال لا أجد نفسي قادرة حتى على تربية أطفالي الذين هم بأمس الحاجة لي ولوالدهم..

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

السائلة الكريمة..
هكذا الحياة الزوجية لا تخلو من المشاكل، ولا تظني وجود أسرة بلا مشاكل، ومن الطبيعي كثرة المشاكل في السنين الأولى من الزواج، وقد تزيد هذه المشاكل شدة بعد وجود الأولاد، فمشكلتك ليست الوحيدة من نوعها، ولكن الكثيرات من الزوجات يشكين شكوتك.
وعليك الانتباه لعدة أمور:
1) إذا كنت تتهمين زوجك بالخيانة فعليك البحث عن أسباب هذا السلوك منه.. واعلمي أن الزوج ليس المتهم وحده، ولكنك متهمة معه في هذه المشكلة، فربما انشغالك بالأولاد والبيت ومتاعب الحياة قد شغلك عن زوجك، فحاولي التغيير قدر استطاعتك وحاولي البحث عن بدائل لتخفيف تعب ومجهود اليوم، فقد أراحت الوسائل الحديثة في البيت اليوم الناس، المهم في النهاية أن يأتي زوجك للبيت وأنت في مظهر يحب رؤيته ورائحة طيبة ووجه بشوش غير عابس.
2) أيضا مشكلة خيانة زوجك، (ولست أدري مقصودك بكلمة خيانة فهل هي السقطات المعروفة عند كثير من الأزواج أم إنها معاص كبيرة وخيانة بالفعل؟).
وعموما فإن هذا السلوك وإن دل يدل على قله الإيمان في البيت، فأين روح الإيمان؟ حاولي أن تساعدي زوجك وأولادك ونفسك على كثرة الطاعات وكثير الاستغفار، ومحاولة الاهتمام بالصلاة في مواعيدها، والاجتماع مع زوجك على صلاة في جوف الليل داعية الله أن يبدل همك بخير ويعيد السعادة لبيتك من جديد، فالبعيد عن الله لابد أن يقع في مكائد الشيطان، والإنسان غير معصوم من الخطأ، لذلك فالقرب من الله ثم القرب من الله أول حلول النجاة.
وإن استمر حاله على ما ترين مما تسمينه خيانة ولم يستمع رغم نصحك وتكرار صبرك ومحاولاتك لإرجاعه، وكان عندك الدليل الثابت لا مجرد الظن أو الوهم أو الشك أو الغيرة، عندئذ يمكنك أن تقصي مشكلتك على من تثقين منهم في أسرتك ليقفوا معه وقفة ناصحة، فيذكرونه بالله سبحانه ويعظونه فيما يفعل.
3) أما كرهه لأهلك فهل أكرمت أهله وأحببتيهم ليكرم أهلك ويحبهم؟ فإذا أحسنت لأهله لابد أن يحسن لأهلك وإذا ساعدت زوجك على بر والديه وصلة رحمه، سوف يرد لكِ كل ذلك بالتدريج، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان..
4) أما بخله معك فلا تحزني إن كان حريصاً بعض الشيء على المال، فلديك ثلاثة أطفال، ومستقبلاً سوف تجدين هؤلاء الأطفال كبارا يحتاجون الكثير من المال، فعليك الصبر، واعلمي أن كل ما يدخره اليوم سوف ينفع أولادك بعد ذلك، وعليك الرضا بما يقدمه لك من مصروف لبيتك وحاولي الدعاء بالبركة فالله تعالى يبارك في القليل.
السائلة الكريمة عليك اللجوء إلى الله تعالي واعلمي أن مع العسر يسرا ومع الضيق الفرج، ولن يظل الوضع إن شاء الله على حاله، بل سيأتي يوم وستجدين عكس ما ترين..