الاحتلال الفارسي للمنطقة
20 ذو الحجه 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

في وقت يتعمد فيه العالم الغربي إشغال شعوب العالم وشعوب المنطقة بعفريت جديد يدعى "داعش" وتكثف واشنطن وغيرها من العواصم الكبرى نشاطها من أجل حشد أكبر دعم عالمي للقضاء عليه ونسمع كل يوم عن انضمام المزيد من الدول للتحالف الدولي ضد داعش بشروط أو بغير شروط كما نسمع عن المزيد من الضربات الجوية التي يحرص القادة العسكريون الأمريكيون على نشر تفاصيلها أولا بأول..

 

في هذا الوقت المفحم بالإثارة وسقوط القتلى والتخويف وإثارة الذعر نرى دولة واحدة في المنطقة تسير في اتجاه ثابت لم يتغير طوال السنوات الماضية حيث تقوم باختراق العديد من العواصم العربية وتسقطها الواحدة تلو الأخرى في شباكها دون أن نجد أي رد فعل ولو على استحياء من هذه الحشود التي انطلقت من أجل القضاء على عدة آلاف شخص مهما كانت قوتهم وتسليحهم..دولة مثل إيران تمتلك جيشا من أكبر جيوش المنطقة تجاهر بشكل واضح بالتدخل في سوريا وتدعم مليشيات طائفية مسلحة في العديد من الدول العربية لا تأبه لتحذير أحد أو عقوبات شكلية أو تهديدات إعلامية وتسير نحو هدفها بثبات في حين يصر الغرب أن المعركة هي ضد داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات التي لا تمتلك غُشر ما تمتلكه إيران من سلاح وعتاد ولا تسيطر على خمس ما تسيطر عليه إيران من أراضي دول أخرى..

 

إن هذا المنطق المعوج أثار العديد من التساؤلات ويبدو أن وزير الخارجية السعودي فاض به الكيل مما يجري واقترابة بشدة من تهديد أمن الخليج كله فقام بتوجيه نقدا صريحا لإيران وفي طياته نقدا للغرب الذي يغض الطرف عن التوسع المجوسي الفارسي في المنطقة..الأمير سعود الفيصل قالها صريحة :إن إيران تحتل سوريا وتفعل نفس الشيء في دول أخرى مثل اليمن ولبنان وما لم يقله أنها تريد أن تفعل نفس الشيء في المنطقة كلها عن قريب..ليس الفيصل وحده من فاض به الكيل ولكن الرئيس التركي رجب أردوغان أيضا هاجم بشدة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى بسبب موقف بلاده من الأزمة السورية، ودعمها لنظام الرئيس السورى بشار الأسد فى "قتل مئات الآلاف من المواطنين السوريين"..

 

إن التوغل المجوسي الفارسي في المنطقة يتزايد وسط محاولة لإلهاء الشعوب بقضايا أخرى قد تكون هامة وخطيرة ولكنها ليست الأهم ولا الأخطر فكيف نخشى من تنظيمات مسلحة مطاردة من كل الجهات عددها بالآلاف ولا نخشى من دولة ذات أطماع مدعومة من دول كبيرة وتملك جيشا منظما عدده بمئات الآلاف..

 

إن الغرب يلعب لعبة سخيفة ضد العالم العربي السني فإذا لم يفلح في القضاء عليه فهو يسعى لإضعافه وتفتيته وللأسف أكثر الدول العربية ما يهمها هو حدودها فقط لا غير مع أن الحدود جميعا أصبحت متداخلة وما يشكل خطرا على بلد بعيدة ما يلبث أن يقترب من غيرها على نحو سريع لا يصدقه أحد؛ فمثلا من كان يصدق أن يقترب الحوثيون من باب المندب ويصبحون على مقربة من هذه النافذة الاستراتيجية بهذا الشكل وهذه السرعة مع ما يمثله ذلك من خطر على عدة دول كانت تظن أنها بعيدة عن التأثر بأحداث اليمن؟!