14 ذو الحجه 1435

السؤال

أنكر أبو العلاء المعري ـ كما في كتاب النظام لابن المستوفي (2 / 18). على أبي تمام قوله:
فتحُ الفتوح تعالى أن يحيط به****نظمٌ من الشعر أو نثرٌ من الخطب
قال المعري: (تعالى) لا تضاف إلى غير الله، (شرح ديوان أبي تمام) فما قولكم دام فضلكم؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لفظ (تعالى) و(سبحان) لا يعرف في القرآن ولا في السنة ولا في كلام المسلمين إلا مضافا إلى الله عز وجل في مقام التنزيه له سبحانه عن كل ما لا يليق به، فلا يقال لغيره (تعالى)، كما لا يقال لغير الله: (سبحانه)، فقول الشاعر: (فتحُ الفتوح تعالى) خروجٌ عن هذا المنهج، فيكون من غلطه، ويعد من أخطائه، ولو قال: أُراه لا يحيط به... لاستقام الوزن والمعنى، ولكنَّ الشاعر بالغ في التعبير عن المعنى الذي أراد، فأتى بهذا اللفظ (تعالى) فوضعه في غير موضعه، وهذا لون من الإفراط في المدح، فالصواب في هذا مع أبي العلاء المعري وإن كان عنده من الزلات التي لا تداني ما أنكره على أبي تمام. والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم