"كابل" في قبضة الغرب وطهران
6 ذو الحجه 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

يبدو أن هذا العصر هو عصر التمكين الدولي للرافضة في المنطقة العربية والإسلامية , فبعد سقوط عدة عواصم عربية عريقة في سنيتها وتاريخها الإسلامي المشرف – دمشق وبغداد وصنعاء – ها هي بعض عواصم الدول الإسلامية غير العربية تسقط بيد الرافضة , بضوء أخضر غربي ودولي . فقد عملت السياسة الأمريكية بقوة على التمكين للمرشح الرئاسي أشرف غني ليتسلم زمام الحكم في أفغانستان , بعد أن انتهت صلاحية حكم حامد كرزاي , وذلك لتنفيذ مخططاتها في المنطقة , وتحقيق مصالحها عبر تنصيب رجل تربى في أحضانها لفترات طويلة حاكما على بلد إسلامي أصيل . فقد أدى اشرف عبد الغني - الأكاديمي الذي أقام لفترة طويلة في الولايات المتحدة - اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا لأفغانستان خلفًا لسلفه حميد كرزاي الذي تولى الرئاسة منذ الإطاحة بنظام طالبان عام 2001, وذلك بعد خلافات على نتائج الانتخابات الأفغانية بين المرشحين أشرف غني وعبد الله عبد الله ، اتفق بعدها المرشحان على تقاسم السلطة بينهما ، فيكون "غني" رئيسا لأفغانستان , بينما يعين عبد الله أرفع مسئول تنفيذي في البلد بصلاحيات تماثل صلاحيات رئيس الوزراء . وبعيدا عن انتماءات كل من "غني" و "عبد الله" القبلية , فإن الاتفاق ما كان ليتم لولا الدعم الأمريكي الكامل له , بل والضغط للوصول إليه , مع مباركة إيرانية لهذا الاتفاق , حيث باتت المصالح الأمريكية الرافضية واحدة في المنطقة والعالم , بعد عقود من شعارات العداء والشيطنة المزعومة . إن تاريخ الرئيس الجديد لأفغانستان يؤكد أن هناك أصابع أمريكية رافضية في اختياره وتنصيبه حاكما على البلاد , بدءا بدراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية ببيروت , وصولا إلى الماجستير والدكتوراه التي نالهما من جامعة كولومبيا بنوييورك , وليس انتهاء بالتدريس في الجامعات الأمريكية , وشغل منصب خبير اقتصادي لدى البنك الدولي , وشغل مناصب مهمة في هيئات تابعة للأمم المتحدة , وصلت إلى درجة ترشيحه لخلافة كوفي عنان كسكرتير عام للهيئة , ذلك المنصب الذي لا يحظى به إلا من كان ولاؤه المطلق لأمريكا والغرب وحلفائها . وإذا أضفنا إلى هذه السيرة الذاتية لرئيس أفغانستان الجديد , كون أمه شيعية وزوجته مسيحية لبنانية , فإن المواصفات المطلوبة غربيا وإيرانيا تكون قد اكتملت لتنصيب رئيس جديد على بلد إسلامي أصيل يبلغ المسلمون من أهل السنة فيه 99,79% من سكانه البالغين 32 مليون نسمة . لقد اعتبر صويان الهاجري - المشرف العام على موقع مفكرة الإسلام - أن تنصيب أشرف غني الذي تدعمه إيران كرئيس لأفغانستان، "بمثابة عقد تسليم البلاد للرافضة". وخلال تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، كتب الهاجري : "أشرف غني المدعوم إيرانيًّا ينصب رئيسًا لأفغانستان"، مضيفًا : "خلال أسبوع واحد سلم الغرب عاصمتين مسلمتين للرافضة، صنعاء وكابول". إن عجلة التمكين للرافضة في بلاد المسلمين تتسارع بشكل مخيف , فيما لا نرى تحركا مماثلا من الدول العربية والإسلامية السنية لمواجهة هذا التمكين المتسارع , الأمر الذي يعني أن التوسع والتمدد الشيعي الرافضي المدعوم من الغرب بشكل واضح وفاضح , لن يجد مقاومة تذكر أمام مطامعه التي ليس لها حدود . إن ما يحدث في المنطقة العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة خطير , وتحالف الثالوث الصليبي الرافضي الصهيوني على أهل السنة بات على المكشوف , ومع ذلك ما تزال السياسة العربية الإسلامية السنية مضطربة وغير واضحة , بل يمكن القول أنها تعيش في غيبوبة لا ندري متى ستصحو منها . إن أولى ما ينتظره الأمريكان من الرئيس الجديد لأفغانستان أن يوقع غدا الثلاثاء اتفاقا أمنيا معها يجيز بقاء قوة من 12500 جندي أجنبي لدعم وتدريب القوات الأفغانية ، بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية العام . وما لم يستطع الأمريكان تحقيقه خلال أكثر من عقد من الحرب مع حركة طالبان في أفغانستان , تحاول الآن تحقيقه على يد الرئيس الجديد , وذلك من خلال القوات الأفغانية التي ستدرب على يد الأمريكان لمواجهة طالبان مستقبلا , فتكون الخسائر سنية سنية , تماما كما هو الشأن في ضحايا التحالف الدولي القائم الآن ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية" . فإلى متى سنبقى نشهد تساقط العواصم العربية والإسلامية بيد الغرب والرافضة دون أن تكون لنا – كدول عربية و إسلامية سنية - سياسة واضحة لمواجهة هذا الاخطبوط الرافضي الصليبي الغربي ؟! .