أنت هنا

23 ذو القعدة 1435
المسلم ــ متابعات

أكد السفير الأميركي في صنعاء، ماثيو تولر، اليوم الأربعاء، دعم بلاده والمجتمع الدولي لحل الأزمة الراهنة في اليمن عبر "المفاوضات"، داعياً جميع الأطراف اليمنية إلى التعامل مع "المفاوضات" الجارية بين الرئاسة اليمنية وجماعة الحوثيين، بـ"حسن النية".

كما عبر السفير عن تقديره للجهود التي يبذلها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي لتجاوز هذه الأزمة سلمياً.

وأضاف تولر، في مؤتمر صحافي عقده في صنعاء، أن "البديل للحوار هو ما نراه في سورية وليبيا وبعض الدول". وأوضح أننا "ندرك، كما يدرك اليمنيون، بأن أي مواجهات مسلّحة ستدمّر اليمن. لذا فإن الأمر يستدعي دعم جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي، لحلّ هذه الأزمة عبر المفاوضات والوقوف سوياً لمواجهة مَن يعرقلون مسيرة التسوية السلمية".

وشدد على أهمية أن تتعامل كافة الأطراف اليمنية الفاعلة بـ"حسن نية" بعيداً عن التشكيك في نوايا الآخرين، واعتبر أن "جماعة الحوثي وجميع الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني، لها طموحات سياسية مشروعة، إلا أن لجوء الجماعة إلى القوة يبعث على الشك".

ونفى أن يكون هناك تواصل مباشر لسفارة بلاده مع جماعة الحوثيين، مؤكداً في الوقت ذاته الاستعداد للتواصل المباشر معهم باعتبارهم جزءاً من الشعب اليمني.

واضاف تولر "نحن ندرك أن كل الأطراف التي شاركت في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ومنها جماعة الحوثي وتوافقت على مخرجاته الإيجابية لها طموحات سياسية مشروعة إلا أن الأمر يدعو إلى الشك عند لجوئهم إلى استخدام القوة".. و دعا عبد الملك الحوثي وأنصاره إلى الممارسات السياسية السليمة التي تتناسب مع مشاركتهم في الحوار لتحقيق طموحاتهم.

 

وأشار السفير تولر إلى أهمية التعامل بحسن نية من قبل جميع الأطراف الفاعلة في الساحة اليمنية بعيداً عن التشكيك بنوايا الآخرين أو مقاصدهم باعتبار حسن النية الوسيلة المثلى للوصول إلى نتائج إيجابية تخدم المصالح العليا لليمن.

وأوضح أن دور سفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية يقتصر على ضمان تنفيذ العملية السياسية المرتكزة على المبادرة وأن هذه العملية تعود ملكيتها للشعب اليمني وحده والحوار الوطني الشامل وما خرج به من نتائج أجمعت عليها كافة مكونات الحوار يعبر عن أصوات جميع اليمنيين وأي شخص يشكك في نتائج الحوار يجعلنا نشكك في نواياه .. مشيرا الى أن دعم المجتمع الدولي للرئيس اليمنى يأتي إدراكا من أن هذا الدعم يصب في مصلحة اليمن باعتبار الرئيس هادي يمثل صوت اليمنيين جميعاً.

وذكر السفير الامريكى أن المراحل الانتقالية في أي بلد من بلدان العالم عملية ليست بالسهلة إطلاقاً والشواهد على ذلك كثيرة في المنطقة حيث إن بعضها قادت إلى العنف والحروب الأهلية الأمر الذي تحاشاه اليمنيون حتى الآن.

 

وقال تولر إن السفارة الأمريكية بصنعاء ليس لديها أي تواصل مباشر في الوقت الراهن مع جماعة الحوثي ولكنها ليس لديها أي اعتراض على التواصل المباشر معهم كونهم جزء مهم من مكونات الشعب اليمني ..وطالبهم بالاستمرار في العملية السياسية لأنهم من خلالها سيكسبون الكثير وسيتم التعامل مع أي مظالم لهم سواء في الفترة الماضية أو حاليا..محذرا من أن لجوئهم للعنف سيجعل المجتمع الدولي والكثير من الدول تدين ذلك.

 

وأشار الى أن أمريكا كجزء من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ومن العشر الدول الراعية للمبادرة الخليجية عبرت عن القلق البالغ من الأنشطة التي تقوم بها جماعة أنصار الله مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني في اليمن.
وفيما يتعلق بالتعاون الأمريكي اليمني في المجال العسكري والأمني أوضح تولر أن هذا التعاون يقتصر على الجوانب الفنية والتدريب والتأهيل من خلال ايفاد خبراء واستشاريين للتدريب فقط ..ونفى ما زعمته بعض وسائل الاعلام عن وجود أفراد للمارينز على الأراضي اليمنية أو سفن حربية أمريكية في مياه اليمن الإقليمية.

 

وحول الدعم الاقتصادي لليمن قال السفير تولر إذا أردنا أن نبني يمن أمن ومستقر ومزدهر يجب أن نركز على الجانب الاقتصادي واليمن يمتلك الكثير من الموارد الاقتصادية التي تمكنه من ذلك ..موضحا أن ما يحدث في اليمن هو نتيجة تراكمات سياسية وأمنية منذ فترة طويلة وأن ذلك أضاع على اليمن فرص كثيرة إضافة إلى أن عدم وجود حكومة قوية أعاق جهود البناء والتنمية..وأكد أن بلاده تدعم الاصلاحات الاقتصادية باعتبارها المحور الأساسي ويجب أن تتوازى مع إصلاحات شاملة سياسية واقتصادية وبناء القدرات للقوات المسلحة والأمن.. مشيراً إلى أن الكثير من المسئولين اليمنيين يدركون الحاجة إلى الاصلاحات الاقتصادية لان الدعم للمشتقات النفطية يستهلك أغلب موارد البلاد .

 

أما بشأن قرارات مجلس الأمن الدولي حوول الوضع في اليمن أكد السفير الأمريكى أن المجتمع الدولي يرغب في أن يعبر اليمن المرحلة الانتقالية وان هذه القرارات وسيلة فعالة وقوية جداً تتيح للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات قوية وفعالة ورادعة في حق كل من يعرقل مسيرة التسوية السلمية في اليمن..

 

وأضاف أن الممارسات التى ستعوق التسوية والمهددة لأمن اليمن واستقراره سيتم تحويلها إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ ما يراه مناسباً لمساندة اليمن لتجاوز تحدياته وأزماته وأن أي طرف يحاول أن يعرقل سيكون عرضة لإجراءات رادعة.

كما تطرق السفير الأمريكي الى التدخل الإيراني في شئون اليمن الداخلية فقال أننا أعلنا موقفنا في بيان الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية والذي تضمن التعبير عن قلقنا فيما يتعلق بالتدخل الإيراني في اليمن وأكدنا أن أي بلد يهمه امن واستقرار اليمن عليه ان يدعم تنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار ..وقال أن التدخل الإيراني يؤثر على مصالح امريكا وحلفائها وأصدقائها في المنطقة .

من جهتها، أعلنت لجنة العقوبات الأممية الخاصة في اليمن عن استعدادها، وبشكل عاجل، للنظر في مقترحات لاتخاذ العقوبات التي تستهدف الأفراد أو الكيانات نظراً لوتيرة التطورات الميدانية على الساحة اليمنية.

 

وذكرت اللجنة، في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، أنها "أجرت تحقيقات حول أربعة مواضيع، تشمل أعمال العنف والصراع المسلّح في شمال اليمن، بما في ذلك القتال داخل وفي محيط مدينة عمران، وأنشطة الحوثيين والاصلاح والقبائل والفصائل الأخرى المنخرطة في الصراع".

كما حققت في "أنشطة ونفوذ الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يترأس المؤتمر الشعبي العام، واثرها على المرحلة الانتقالية السياسية، وأنشطة جنوب البلاد التي تشمل تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية والحراك".

 

كما حققت بـ"الهجمات على شبكة أنابيب النفط والغاز والكهرباء وتحديداً في محافظة مأرب.