أنت هنا

22 ذو القعدة 1435
الرياض - المسلم

أكد العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك, على عدم جواز المشاركة في الملتقى الطلابي الوطني والتي تقيمه وزارة التربية والتعليم بمناسبة اليوم الوطني مضيفاً أن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان.

 

ودعا فضيلته المشرفين والمشرفات والطلاب والطالبات لأن يعملوا على التخلص من المشاركة في ذلك الملتقى بقدر استطاعتهم مذّكراً المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بمسؤوليتهم العظيمة في تربية أبناء المسلمين وبناتهم، وتعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم

 

يأتي ذلك رداً على سؤال وُجه لفضيلته جاء فيه "حيث عزمت وزارة التربية والتعليم في مطلع هذا العام الدراسي 1435/1436ه على إقامة ما أسموه بالملتقى الطلابي الوطني بمناسبة اليوم الوطني، ويصاحب النشيد إيقاعٌ. سؤالنا يا فضيلة الشيخ: ما حكم المشاركة في هذا الملتقى من قبل المشرفين والمشرفات والمعلمين والمعلمات، وكذلك الطلاب والطالبات؟ نفع الله بعلمكم وشكر مساعيكم".

فأجاب فضيلته " الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فمن المعلوم المعترف به أن هذا الملتقى المذكور إنما قُصد به تعظيم اليوم الوطني، واليومُ الوطني عيدٌ جاهليٌّ سبق أن أفتى العلماء في هذه البلاد بتحريمه، ومن أولئك: الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، والشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله على الجميع، وكُتب في ذلك فتوى مطولة بتوقيع عدد من أهل العلم، وكل ذلك موجود متيسر لمن طلبه في الشبكة وغيرها، هذا مع ما يشتمل عليه الملتقى من النشيد، الذي يصحبه إيقاع، حسبما ذكر،  وهو نوع من المعازف، فصار هذا غناءً، وهو محرم، وتسميته نشيدا لدفع الإنكار عليهم، وتغيير الأسماء لا يغير الحقائق، ثم أيُّ معنى وأيُّ مصلحة في جمع الطلاب والطالبات  ليسمعوا أو ينشدوا نشيدا بتقديس هذا اليوم وتقديس الوطن؟! ولكنه التشبه المذموم والتقليد المحموم والتبعية العمياء،

 

لذلك أرى أن المشاركة في هذا الملتقى من التعاون على الإثم والعدوان، فعلى كل مسلم ومسلمة من مشرف ومشرفة وطالب وطالبة أن يعملوا على التخلص من المشاركة في ذلك الملتقى، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)، ومَنْ علم الله أنه كارهٌ لذلك، ودافَعَ ما استطاع فالله يغفر له، وقد قال تعالى:  (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)،

 

وبهذه المناسبة نذكِّر المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بمسؤوليتهم العظيمة في تربية أبناء المسلمين وبناتهم، وتعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ويالها من مسؤولية عظيمة يقفون لها يوم القيامة! (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ).

 

نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يحفظ هذه البلاد من كيد المفسدين، وأن يوفق ولاة أمرها إلى ما فيه خير البلاد والعباد، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قاله عبد الرحمن بن ناصر البراك. في 19 ذي القعدة 1435ه.