أنت هنا

14 ذو القعدة 1435
المسلم ــ متابعات

قال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، في تصريح إعلامي، إن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مؤخرا، تمحور حول قضية أساسية تتعلق بالأزمة الليبية، مؤكدا أن الجزائر و تونس تعملان سويا في اتجاه تحقيق مصالحة ليبية - ليبية، بعيدا عن أي تدخل عسكري اجنبي، الذي اعتبره مشكلة تعمق من الفوضى الحاصلة و ليس حلا.

و أوضح الغنوشي أن لقاءه بالرئيس بوتفليقة والمسؤولين الجزائريين شمل سبل إيجاد حل للأزمة التي تشهدها ليبيا، كونها تهم البلدين وتنعكس مباشرة على استقرارهما.

وبين أن اللقاء خلص إلى ضرورة منع أي تدخل عسكري خارجي، مقابل البحث عن مصالحة بين الأطراف الليبية، مشيرا إلى أن التدخل الأجنبي في ليبيا لا يعتبر حلا ولا نصف حل، و انما مشكلة تزيد من تعقيد الاوضاع.

وبخصوص تكليفه من طرف المسؤولين الجزائريين للتقرب من الاطراف الليبية، قال إن اتصالاته بالليبيين لم تنقطع وإنه على تواصل مستمر مع مختلف الجهات، بحكم العلاقات القديمة التي تربطه بهم، كاشفا عن لقاءات متواصلة تتم في تونس بإشراف منه ومن قيادات في النهضة، لحلحلة الأوضاع و إيجاد منفذ لتقريب وجهات النظر بين الاخوة الفرقاء.

واستبعد العنوشي التوصل إلى عقد جلسات حوار بين الليبيين في الوقت الحالي على الأقل، لتمسك كل طرف بمواقفه، و عبر عن أمله في أن يتحقق ذلك في أقرب وقت.

وعن ما تداولته وسائل إلام حول حوار مرتقب بين الليبيين في الجزائر و تونس، أكد أن الجلسات لم تتوقف في تونس التي يزورها المسؤولين الليبيين، و قال إن المسؤولين الجزائريين حريصون على الجمع بين الاخوة الفرقاء في ليبيا، و رعاية جلسات حوار لإنهاء الازمة، موضحا ان الجزائر و تونس تعملان سويا في هذا الاتجاه دون التدخل في الشؤون الداخلية الليبية، و تبحثان عن حل سياسي بعيدا عن أي تدخل خارجي.

من جهته، تلقى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية من رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي عبر له فيها عن امتنانه لاستقباله مؤخرا للتباحث حول السبل الكفيلة بتجنيب المنطقة الأخطار المحدقة بها، مشيدا في نفس الوقت بموقفه الرافض لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لليبيا.

وجاء في البرقية "أتقدم لفخامتكم نيابة عن جميع أبناء حركة النهضة و أصالة عن نفسي بكل معاني الشكر والامتنان على توجيه الدعوة لي والاجتماع بي والوفد المرافق للتشاور حول أوضاع المنطقة وتجنيبها الأخطار ودعم أسس التعاون والترابط الاستراتيجي بينها".

وأردف مؤكدا بأنه "كان لهذه الزيارة أبلغ الأثر في نفوسنا وليس هذا بمستغرب من فخامتكم الحريص على تمتين العلاقات الأخوية التي تجمع بين القطرين الشقيقين".

وتابع الغنوشي في برقيته "إن تفضلكم باستقبالنا والتباحث معنا في مستقبل المنطقة و الأمة مسألة مهمة جدا في هذا التوقيت الذي تتعرض فيه المنطقة لتحديات خطيرة خاصة تلك المتعلقة بالتدخلات الأجنبية وما لها من انعكاسات على أمنها واستقرارها".

 

وأشاد في هذا الصدد بموقف رئيس الجمهورية "الرافض لأي تدخل خارجي لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها الشقيقة ليبيا وتأكيد الحوار سبيلا وحيدا لحل المشكلات".