الشيخ ناصر العمر موضحاً: هكذا انتصرت غزة على اليهود وأعوانهم (فيديو)
13 ذو القعدة 1435
متابعة إخبارية ـ محمد لافي

أكد فضيلة المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم الشيخ ناصر بن سليمان العمر أن معركة غزة مع اليهود هي دفاع عن الأمة وجهاد بين إسلام وكفر, وأن ما حققه أبناء غزة هو انتصار بكل المقاييس العسكرية والبشرية, مضيفاً أن هذه الحرب كشفت الكثير من المنافقين والمثبطين وعملاء اليهود والمتعاونين معهم.

 

ومن خلال لقاء مع فضيلته في حلقة بثت على قناة المجد الفضائية ضمن برنامج "غزة الصمود" أزال رئيس الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم اللبس عن عدد من الإشكالات المتعلقة بفهم حقيقة الانتصار وما شاع حول الجهاد, في غزة من مفاهيم خاطئة, كما ردّ على الشبهات التي يطلقها المغرضون ممن يحاولون النيل من انتصار غزة وصمود أهلها وتضحيتهم وجهادهم.

كيف انتصرت غزة:
في بداية الحلقة يؤكد الشيخ ناصر العمر أن النصر الذي تحقق في غزة ليس لأهل غزة وحدهم, بل هو للأمة جمعاء مهنئا العالم الإسلامي بهذا النصر الذي لم يكن يتوقعه العدو فقط بل العالم بأسره المتعاون مع اليهود الذين فوجئوا بهذه القوة وهذا الصمود, مؤكداً أن ما حدث في غزة هو بجميع الموازين العسكرية والبشرية وفي موازين العقلاء نصر ليس لأحد أن يتنبأ به إلا المؤمنون الصادقون.

 

وفي الوقت الذي يحاول فيه البعض التقليل من شأن الانتصار الذي حققه أهل غزة بحجة أن الجثث قد تناثرت والأشلاء قد تطايرت والمنازل قد دمرت على رؤس ساكنيها, يؤكد الشيخ العمر أن مثل هذا القول لا يصدر إلا من جاهل بالقرآن الكريم, فإن نصر الحق والدفاع عن الأمة إن لم يكن إلا بذلك فليكن.

 

ومع التأكيد على أن لا تساهل بالدماء وأن كل نفس مؤمنة لها حقها وقيمتها, يحرر الشيخ العمر مفهوم الانتصار بقوله " هناك خلل في مفاهيم النصر, إذ لا بد لفهم حقيقة الجهاد والنصر الانطلاق من القرآن الكريم الذي وضح كل شيء, ففي قوله تعالى" أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" نجد أن العلماء المفسرين قد بينوا أنواع النصرحتى أوصلها البعض إلى ثمانية أنواع كلها تسمى انتصاراً وكلها له ما يناسبه, كذلك حين نرغب في معرفة تحقق الانتصار, لا بد من معرفة أهداف العدو, وما إذا كان حقق أهدافه أم لا, وبذلك نحدد هل انتصرنا أم لم ننتصر.

 

ويضيف الشيخ العمر: أما قضية ما أسيل من دماء وما سقط من شهداء فذه المسألة جاء علاجها في القرآن الكريم في سورة محمد التي تسمى أيضاً سورة القتال, والتي قال الله تعالى فيها: " ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ" مضيفاً أن ذكر " الفوز الكبير" الذي ورد في القرآن الكريم في سورة البروج لم يأت إلا في حق أصحاب الأخدود مع أنهم جميعاً قد أبيدوا برجالهم وأطفالهم ونسائهم. ومع ذلك فقد حكم الله لهم بأنهم انتصروا انتصاراً عظيماً. وكذلك في سورة القصص, حيث يقول الله تعالى في حق موسى عليه السلام وأخيه هارون "أنتما ومن اتبعكما الغالبون" فالسحرة الذين آمنوا هم من أتباع موسى عليه السلام, مع أن فرعون قد قتلهم جميعاً كما هدد بهذا كما ورد في القرآن الكريم وذلك في أقوى الروايات, فنجد أن الله حكم عليهم قبل ذلك أنهم الغالبون.

 

ويتساءل د. العمر " ثم أين هذه الانتصارات التي عقبت الحروب ولم يكن فيها قتلى وأشلاء؟ فانتصار الجزائريين تحقق بعد ثباتهم وشجاعتهم وبعد أن قدموا قرابة المليون ونصف المليون شهيد دون أن يتراجعوا حتى أصبح انتصارهم مقترناً بما قدموه من شهداء, وكذلك الفيتناميون, فقد قتل منهم مئات الألوف لكن العالم يجمع أنهم انتصروا على أمريكا ومع أنهم لم يحتلوا أمريكاً لكنهم لم يمكنوا عدوهم من تحقيق أهدافه. بل صبروا وقاوموا حتى صارت مقاومتهم مضرباً للمثل, ولم نجد أن أحداً خرج لينكر عليهم عدم خضوعهم لعدوهم بحجة حقنة الدماء.

 

هل الحرب في غزة مغامرة؟
ورداً على ما يثيره البعض من أن الحروب إنما تخاض من أجل النصر وليس غير النصر فلماذا يخوض أهل غزة هذه الحرب وهم في حالة حصار وضعف, يبين الشيخ العمر هذه المسألة بقوله إن هناك فرق بين جهاد الدفع وجهاد الطلب, فأما جهاد الطب وهو بدء الحرب فلا يكون إلا بعد الاستعداد التام له وإلا لاعتبر ذلك مغامرة, أما جهاد الدفع فقد نص العلماء أنه لا شروط له, حتى لو لم يبق إلا شخص واحد قادر على القتال فحينها يجب عليه القتال, وهذا ما جرى في غزة, فالكل يعرف أن اليهود هم من بدأ الحرب على غزة يريدون إخضاعها لسيطرتهم واحتلالها.

 

ولمزيد من الإيضاح يضيف الشيخ العمر: غزوتي بدر والأحزاب كانتا من جهاد الدفع, فببعد أن جمعت قريش لمقاتلة المسلمين, وبعد أن عادت أدراجها ولم تحقق أهدافها كان ذلك نصراً عظيماً للمسلمين.

 

ويستنكر الشيخ العمر على من قال إن أبناء غزة هم في حالة ضعف, مؤكداً أنهم لم يكونا كذلك, فمقاومتهم لليهود في هذه المعركة فاقت أي مقاومة أخرى لليهود من العالمي العرب والإسلامي. ويتساءل: هل رأيت دولة عربية صنعت صاروخاً أو طائرة واستخدمتها ضد اليهود؟؟ ثم إن قوتهم تتجلى أيضاً من خلال المفاوضات, فلو كانوا ضعافاً لتشبثوا بأي مبادرة لإنهاء هذا الحرب, بل إنهم أصروا على الصمود حتى تتحقق كامل مطالبهم. وهذا يدل على قوتهم وثباتهم, فهؤلاء أعطونا دروسا في القوة والشجاعة والثبات وقبل ذلك قوة الإيمان والتجرد وقطع العلاقة بغير الله عز وجل.

 

ويتعجب الشيخ العمر من البعض ممن يؤكد أن غزة لم تنتصر ويسرد الأدلة على ذلك, ويتكلم بكلام غير دقيق حول غزة, ثم يقر بأنه لا يعلم ما حدث وما تم الاتفاق عليه, ليرد الشيخ على مثل هؤلاء بأن " الحكم على الشيء فرع عن تصوره فما دمت لا تعرف ماذا حدث وما تم من اتفاقيات فلماذا تصدر الأحكام بدون علم" ويضيف الشيخ العمر إن محاولة إظهار أبناء غزة في موقف الضعف والهزيمة أمام عدوهم لا يصدر إلا ممن كان جاهلاً أو في قلبه مرض, فهذا ضرب من الهزيمة النفسية, مؤكداً أن أعظم الانتصارات التي يمكن تحقيها هي تحطيم الهزيمة النفسية في الأمة وتحطيم غرور اليهود.

أهل غزة وإيران المجوسية
ويستنكر الشيخ العمر على من لا يزال يحسن الظن إلى الآن في إيران وشعاراتها وخداعها، معتبرين أنها ثورة إسلامية, مؤكداً أن أخطر ما علي الأمة هم “اليهود، والنصاري، والمجوس (الرافضة في إيران)، ومعهم الخونة العرب المتصهينين, ويتساءل من دمر العراق؟ أليست أمريكا؟ ثم بعد ذلك سلمتها إلى إيران التي أعلنت بعدها أنها تقف بقوة مع النظام البعثي النصيري في دمشق وأن قتال الأسد في سوريا هو قتال لإيران فكيف هؤلاء ينصرون الإسلام؟

 

ويضيف" (حزب اللات) الذي خُدع به كثير من المسلمين هو من دمر إخواننا في العراق سابقًا، وهو من يقتل السوريين حاليًا, مورداً فضيلته مقولة لشيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله قال فيها: (إذا قامت دولة لليهود في العراق، فأعوانهم الرافضة)، مؤكداً أن هذا ما وقع الآن فضرب العراق كان من أجل اليهود ومن وقف معهم في ذلك هم الرافضة.

 

وتابع: “لقد واجهت قادة فلسطين ونصحتهم بأن لا يضعوا أياديهم بأيدي إيران، وقبل زيارتي لغزة تكلمت مع خالد مشعل وعدد من المشايخ، ثم بعد الزيارة تكلمت في المساجد أن لا يعتمدوا إلا علي الله، فهؤلاء الخونة (أي إيران) لا يوثق فيهم أبدا، وأنهم إذا أعطوهم شيئاً، فيريدون المقابل.. كان هناك نقاش بيننا وبينهم ، كنت صريحًا وواضحًا معهم، وثبت هذا مرة أخرى في هذه الأحداث”.

 

غزة وتطبيق الشريعة الإسلامية

:وحيث يزعم البعض أن من يحكموا غزة خاضوا الحرب مع اليهود في حين أنهم لا يحكمون بشرع الله, يؤكد الشيخ العمر أن تطبيق الشريعة يكون بحسب القدرة, فشيخ الإسلام ابن تيمية بيّن أن النجاشي لم يستطع أن يقيم الإسلام بين قومه النصارى مع محاولته ذلك, ومع ذلك ذكر ابن تيمية في كتابه منهاج السنة عن النجاشي وغيره "أنهم سعداء في الجنة وإن كانوا لا يطبقون من شرائع الإسلام إلا ما يقدرون على تطبيقه" .وذلك استناداً إلى النصوص الشرعية وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي بعد موته".

 

ويضيف الشيخ العمر" ثم إنني ذهبت إلى غزة وحضرت معهم في المجلس التشريعي وشهدت محاولاتهم لتطبيق الشريعة الإسلامية, وقد بينت لهم وناقشتهم وأكدت لهم ضرورة تجنب القوانين الوضعية وتحكيم شريعة الله, لكن ذلك كله لا يزال بحاجة إلى مزيد من الوقت والإمكانات" ويضيف, ولو علمنا أن بمقدورهم تطبيق الشريعة الإسلامية ولم يفعلوا لخطأناهم على ذلك علانية.

 

فلسطين قضية إسلامية:
ويؤكد الشيخ العمر على أن قضية فلسطين قضية إسلامية إذ لا ينبغي أن نغفل قضية المسجد الأقصى وبيت المقدس وكل من يريد أن يحصر القضية في غزة فهو مخطئ. لكن ما قامت به غزة هي الخطوة التي تعقبها بقية الخطوات إلى أن يتحقق النصر الكامل على اليهود, فغزة أعادت الثقة للأمة ودحرت فكرة إسرائيل التي لا تقهر هذه الأسطورة التي صنعها الإعلام العربي الخائن. كما أنها أسقطت معاهدات السلام مع اليهود الذين لم يفوا مع نبيهم موسى عليه السلام فكيف يفون مع أعدائهم.

 

ويضيف الشيخ العمر: إن الأمة الآن مقبلة على الجهاد في سبيل الله, وهو الجهاد المنضبط, وليس ما يقترفه البعض من الإساءة للأمة بالغلو, والتدمير, والتخريب والتفجير داخل الدول الإسلامية باسم الجهاد, في حين أن الجهاد الحقيقي هو الجهاد ضد العدو المحتل المستعمر والذي بدونه لا يمكن أن يتحقق النصر, فالأمة الآن أدركت أن لا عزة لها إلا بهذا الجهاد الحقيقي المخلص الذي أسقط كافة الشعارات الزائفة وفضح المنافقين والمتصهينين وضعاف النفوس, وظهر فيه المجاهدون الحقيقيون الذي لا يبيعون قضيتهم وقضية الأمة بأي ثمن كان.

 

معركة غزة بين إسلام وكفر:
وفي الوقت التي كشفت فيه الحرب في غزة المواقف الكاذبة والزائفة للعلمانيين والرافضة وأهل الغلو والمتآمرين والمخذلين والمثبطين عن الجهاد بشتى الذرائع والدعاوى يؤكد الشيخ العمر أن الحرب في غزة هي حرب بين إيمان وكفر, ولا مجال فيها للوقوف عند بعض الأخطاء من هذا الفصيل أو ذاك مادامت الحرب القائمة هي حرب بين الإسلام والكفر وهذا ما قرره العلماء ومن ذلك قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله حين سأله رجل" هل نقاتل مع هؤلاء وفيهم كذا وكذا, فرد عليه الإمام أحمد "أنت رجل سوء, إن لم نقاتل مع هؤلاء من يرد النصارى".

 

ويتساءل الشيخ العمر لماذا غفل هؤلاء عن الأخطاء والبدع وعن الخطر الرافضي في بلدان كثيرة وأغمضوا أعينهم عنها في الوقت الذي يبرزون هذه الأخطاء في غزة والتي هي أقل البلدان الإسلامية بدعاً وأقلها وجوداً للرافضة؟ مضيفاً أنه ومع ذلك فإن العلماء لدى زيارتهم لغزة بينوا ما يجب تبيانه تجاه أي قصور أو خطأ إن وجد مؤكداً على وجوب العدل مع إخواننا في غزة والوقوف معهم ومعاونتهم في تصحيح أخطائهم إن وجدت دون مجاملة لأحد.

 

ويختتم الشيخ العمر بكلمة حث فيها المجاهدين في غزة على أن يصبروا يثبتوا, فنحن الآن في مرحلة جديدة تستلزم الإعداد النفسي والحسي, وعدوهم يتربص بهم ليعيد الكرة متى تمكن من ذلك, كما أكد على ضرورة نصرة إخواننا في غزة وتثبيت أهلها مؤكداً أن النصر قادم بإذن الله ولكن مسكين من جاء النصر ولم يكن ممن ساهم فيه فضلاً عن أن يكون ممن وقف ضده, موجهاً الدعوة إلى من يستطيع من العلماء والدعاة للتوجه لغزة ففي ذلك الأثر الإيجابي الكبير على أهل غزة وصمودهم.