5 ربيع الثاني 1436

السؤال

أنا رجل متزوج ولدي ولد.. اكتشفت أن زوجتي على علاقة هاتفية وقمت بمواجهتها فاعترفت بأنها ليست أكثر من كلام فقط وأنها تحبني وأنها لا تستطيع العيش بدوني!
فكرت وقلت لنفسي بأنه مجرد كلام وسامحتها وقلت لها إنني أحبها ولا أريد أن أخسرها وأنها يجب عليها التوبة فوعدتني وحلفت لي على القرآن أن العلاقة لا تعني لها شيئا.. وصدقتها وواصلنا حياتنا!
ولكن بعد فترة شهر تقريبا اكتشفت أنها تكلمه مرة ثانية!! تحطمت وفكرت أن أتركها.. لكن ما بين الولد وأهلي وأهلها خفت وراجعت نفسي لعدم اتخاذ قرار قد أندم عليه!
وللعلم فزوجتي تربت يتيمة الأب فخفت من الله أن أقع في ذنب تدمير حياتي.. وقد أخبرت أخاها فوبخها وتشاجر معها.. لكني بعد المرة الثانية اكتشفت أنها كذبت علي وأن العلاقة ليست مجرد كلام، بل علاقة حب على مدى سنين من قبل أن أتزوجها!
والآن وبعد كلام كثير وعدتني وحلفت لي مرة أخرى على القرآن أن هذا لن يتكرر. لكن من جهتي الشكوك تحاصرني، وخصوصا بعد عودتها واكتشافي كذبها وأنها علاقة حب قديمة، مع العلم بأننا مقصران في الصلاة، ما نصيحتكم؟!

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

مرحبا بك أخي الكريم في موقع المسلم.. أصلح الله لك شأنك، ويسر أمرك كله.
مشكلتك – أخي - تتمثل في محنة اكتشاف علاقة لزوجتك بشخص آخر، وأنها علاقة قديمة منذ قبل الزواج.. لكنها مازالت مستمرة حتى الآن بالهاتف.
أخي الكريم
توقفت كثيرا أمام تسلسل الأحداث في رسالتك، واستغربت من هذا السياق المليء بالمتناقضات والغرائب!
فالبداية قد يكون فيها بعض التبرير لموقفك (وليس تصحيحا له!).. حيث اكتشفت علاقة هاتفية لزوجتك وأقرت بها وأكدت أنها مجرد كلام وأقسمت لك على التوبة منها! وأبقيت أنت عليها باعتبارها زلة وانتهت؛ حتى تحافظ على بيتك وولدك.
لكن المثير والخطير هو اكتشافك مجددا استمرار العلاقة (التي أقسمت هي على تركها!).. بل وأنها امتداد لعلاقة عاطفية منذ سنين قبل زواجكما؛ فنحن إذن أمام أمور خطيرة:
أولها: تساهل هذه المرأة (هداها الله) قبل زواجها في العلاقات العاطفية المحرمة؛ فالخلل إذن من الأصل والأساس.
ثانيا: استمرارها على العلاقة دون وازع من خشية الله واستشعار مسؤوليتها أمامه جل وعلا تجاه زوجها وولدها وبيتها!
ثالثا: جرأتها (المخيفة حقا) في العودة للعلاقة حتى بعد كشفها وإقرارها وحلفها!!
أخي...
كنت أنتظر أن يكون سؤالك ومحل استشارتك تجاه هذا السياق هو:
ماذا أفعل بعد كشف علاقة زوجتي بآخر؟!
وأن يكون استفسارك في هذه الحال للمشورة في خطوات التصرف السديد وكيفيته، لا في الإبقاء على هذه الزوجة المستهترة من عدمه!
وأهمس في أذنك – أخي - بأن غياب الوازع الديني يمثل القاسم المشترك في حكايتك؛ فأنت تذكر أنكما مقصران في الصلاة أعظم فريضة بعد شهادة الإسلام! وهذا أمر خطير يغضب الله المولى عز وجل ويحرم الإنسان بركة توفيقه وهداه.
وأوصيك أن تتعامل مع ما جرى بحزم شديد، وأن تطلب منها اللحاق ببيت أهلها حتى تحدد موقفك منها، واعلم أن أهل العلم قالوا بطلاق المرأة غير العفيفة التي تتساهل في العلاقة مع الرجال، بل أوجب بعضهم ذلك وجوبا.
ولكني أشدد عليك أن تراجع نفسك كذلك.. وتتوب إلى ربك من ترك الصلاة؛ لعل الله أن يجعل لك عوضا عنها بزوجة صالحة. والله الموفق.