أنت هنا

صح النوم!! السودان يقفل بؤرة التشيع..
9 ذو القعدة 1435
موقع المسلم

بغتةً، قررت حكومة الرئيس السوداني عمر البشير، إغلاق منبع الشر في عاصمتها: المركز الثقافي الإيراني وطرد العاملين فيه وفي فروعه المنتشرة كالأخطبوط في مختلف ولايات السودان، ومنحتهم  مهلة أقصاها 72 ساعة لمغادرة البلاد !!

 

كان القرار مفاجئاً لملالي قم ولأهل السودان الذين جأروا بالشكوى من التغلغل الصفوي في بلادهم، وللمسلمين الذين لطالما أعربوا عن ألمهم لتعامي نظام الخرطوم عن غرس بذرة المجوسية الجديدة، في بلد كان عصياً على كيدها منذ أكرمه الله باعتناق أكثر أهله الدين الإسلامي الحنيف.

 

تسريبات الحكومة تشير إلى أن قرارها جاء استجابة منها لحالة القلق والتحذيرات التي أطلقتها دوائر دينية وإعلامية حيال انتشار الفكر الشيعي وسط الشباب السوداني بعد تكثيف الملحقية "الثقافية" الإيرانية أنشطتها في الخرطوم.

 

لكن المتابع الموضوعي لا يمكنه التسليم بتفسير الخرطوم لقرارها المباغت في توقيته على الأقل، لأن سرطان التشيع الصفوي ينخر في المجتمع السوداني منذ سنوات طويلة، فهو ليس وليد الشهور الأخيرة كما تود حكومة البشير أن تقنع الناس..

 

في سنة 2009م – على سبيل المثال لا الحصر- حشد النظام الصفوي أتباعه في السودان في نطاق احتفال علني شديد الاستفزاز لمشاعر ملايين السودانيين، بمناسبة ما يزعم الرافضة أنه عيد ميلاد مهديهم الخرافي الذي لم يولد قط..

 

وحضر الاحتفال الرديء طلاب في الجامعات والمراحل الثانوية،  وأساتذة جامعات،  وسياسيون،  وصحافيون ورموز رسمية وفكرية من النظام السوداني، الذي كان راضياً تماماً عن هذا الغزو الديني المفزع،  أو لم يكن يقلقه ذلك، وقد سعى أهل العلم  إلى التصدي لشروره، فلم يكترث بهم النظام ولقي بعضهم تضييقاً وتعتيماً مكشوفين. وكانت جمعية أنصار السنة في طليعة المنافحين عن الإسلام هناك في وجه الزحف الصفوي.

 

ولعل المفارقة في ذلك الاحتفال المشؤوم باعتباره ذروة الغطرسة المجوسية في السودان، أنه تزامن مع قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع دولة الولي الفقيه، عقب توتر الأجواء بين الرباط وطهران بسبب تأييد المغرب القوي للبحرين ضد الأطماع الصفوية القديمة المتجددة( ازدادت يومئذ وتيرة الكلام التوسعي عن أن البحرين محافظة إيرانية)!!

 

ولا ينسى المخلصون فضيحة معرض الكتاب في سنة 2006 بالعاصمة السودانية، حيث طالبت جماعات إسلامية  السلطات بفتح تحقيق حول عرض كتب "مسيئة للصحابة" في معرض الكتاب الدولي،  معبرة عن قلقها من "مخطط كبير تقف إيران وراءه" لنشر الفكر الشيعي في البلاد.

 

وقال المجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية خلال مؤتمر صحفي يومئذ: إن قرى سودانية "تشيعت بأكملها" وأشار إلى انتشار "الحسينيات والزوايا" في البلاد.

 

وحذر الدعاة في  مؤتمرهم من "مخطط كبير يقوده متشيعون ومن ورائهم تنظيمات شيعية وجهات إقليمية لنشر الفكر الشيعي في السودان".

 

وطالب المجلس بـ "الإغلاق الفوري للمستشارية الثقافية الإيرانية"،  وفتح تحقيق عاجل في دخول كتب المذهب الشيعي إلى معرض الكتاب.

 

ودعا المجلس في بيان وزعه خلال المؤتمر إلى تضافر جهود المسلمين لمواجهة الخطر الشيعي،  وجاء فيه أن الشيعة لا يسمحون بنشر مذهب أهل السنة في بلادهم،  مع كشف الدور القذر الذي تقوم به السفارة الإيرانية فهي  تستقطب شباب ورجال السودان وتعلمهم المذهب الشيعي،  وتحميل حكومة السودان وزر ذلك كله..

 

واضطر نظام البشير وقتها إلى سحب الكتب الذميمة التي تطعن في الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الطاهرات المطهرات، لكي يحتوي غضب الشارع السوداني .

 

إن النظام السوداني اليوم يمارس التمثيل عندما يصطنع أنه استيقظ فجأة على نشاط رافضي في أنحاء البلاد،  فهو يعلم علم اليقين أن للمتشيعين السودانيين زوايا وحسينيات معروفة،  ومراكز تعليمية ومنظمات للمرأة،  وأخرى للشباب .. وكان آيات الشياطين  ينظمون الندوات على رؤوس الأشهاد،  ويقيمون مسابقات  في مختلف مجالات الحياة في البلاد،  ويبثون  سمومهم من خلال المعاهد التي افتتحوها لتدريس اللغة الفارسية مجاناً،  وتوزيع الكتاب والمطويات الشيعية بصورة واضحة على السكان مجاناً،  وخصوصاً في الأحياء النائية.

 

صحيح أن وصول المرء متأخراً خير من عدم وصوله، لكن اللبيب لا يسكت على بذرة الشر حتى تنمو وتنتشر وتهدد البلد في دينه وأمنه واستقراره، ثم يفيق في آخر الوقت لمعالجة بلاء كان استئصاله أيسر كثيراً في البدايات..وهل تتجاهل النظم السياسية نشاطاً مماثلاً لو كان مناوئاً لها في السياسة؟ فهل السياسة أهم من دين الأمة عند هؤلاء؟