ما وراء المطالبة بتجديد الخطاب الديني؟
8 ذو القعدة 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تصاعدت المطالبة في الفترة الأخيرة بما يسمى "تجديد الخطاب الديني" في وقت تزداد فيه الحرب الشرسة ضد التيار الإسلامي بجميع مكوناته..

 

وما يثير القلق بشأن هذه المطالبات أنها تخرج في معظمها من أوساط مشبوهة معروفة بانتمائها للتيار العلماني المناوئ للإسلام أو مقربة من بعض الأنظمة التي تشن حربا ضد الإسلاميين أو صاحبة توجهات عقائدية فاسدة..

 

وتتستر هذه التيارات وراء مطالبها بدعاوى مختلفة من أهمها انتشار ما تقول أنه "تطرف وإرهاب" دون تعريف واضح لماهية هذا "التطرف والإرهاب" ولا المقصود بتجديد الخطاب الديني..المتمعن فيما يقصده فريق من العلمانيين المنتشرين على القنوات الفضائية وفي الصحف والمجلات وبعض المحسوبين على الدعوة الإسلامية, يرى أنهم يريدون تفريغ الدين من محتواه بحيث يصبح مجموعة من العادات والتقاليد العامة التي ترتبط بحسن المعاملة بحيث لا يمكن التفريق بين المسلم وغير المسلم وبالتالي لا تجد كبير اهتمام بموضوعات العقيدة والولاء والبراء والحجاب وتطبيق الحدود والحلال والحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أن إعلاميا مصريا خرج على الناس في تبجح واضح وتحسر على أيام كان فيها الرجل يشرب "البيرة" وزوجته تقف بجانبه ترتدي "قميص النوم" في الشرفة ولكنه كان يعامل الناس بشكل جيد, على حد وصفه, كما تحسر على أيام كانت النساء ترتدين الملابس العارية ولا يجرؤ أحد على مضايقتهن, مشيرا إلى أن هذا هو الإسلام الحقيقي!

 

إن الهجمة التي يشنها البعض ضد التيار الإسلامي هي في حقيقتها ضد أحكام الإسلام نفسه وثوابته لذلك خرج أحد مدعي الثقافة ليقول أن بعض الايات القرآنية لا يمكن تدريسها في المدارس لأنها تؤذي "المسيحيين"! ودعا إعلامي آخر إلى عدم تصديق أن هناك عذابا في القبر! ...

 

إذن الغاية التي يعملون لها من خلال مطالبتهم بتجديد الخطاب الديني هي إسلام علماني خالي من الأحكام والعقيدة وتلخيص الدين الإسلامي فقط في أركان الإسلام وكأن البناء يشيد فقط بالأعمدة دون حاجة للحوائط والسقف..الخطورة الأكبر في هذا الموضوع هو أن البعض يروج في نفس الوقت لإسلام صوفي ملئ بالخرافات والشركيات والبدع وقائم على عبادة القبور والإستغاثة بالأولياء واعتبار كل من ينتقد هذه الأمور من الخوارج ومهاجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب ودعوته واعتبارها دعوة "تكفيرية" ـ حسب زعمهم ـ بل ويحاولون الربط المباشر بين السلفيين من جهة والخوارج وداعش والقاعدة من جهة أخرى بشكل تعسفي ينم عن جهل مركب وبقصد تشويه جميع التيارات الإسلامية وإخلاء الساحة تماما "للإسلام العلماني" أو "الصوفي" ـ إن صح التعبير ـ..

 

الأدهى من ذلك أن هذا الإسلام المزعوم هو قريب في بعض محتواه من التشيع وهو ما يفتح الباب واسعا أمام إيران ومخططاتها في المنطقة التي تريد من خلالها التوسع والتغلغل وكانت معظم التيارات الإسلامية خصوصا السلفية تقف لها بالمرصاد ..

 

معظم دعاة تجديد الخطاب الديني يريدون القضاء على التيار الإسلامي وشعبيته الجارفة وتفريغ الدين من محتواه خدمة لأفكارهم ومناهجهم أو خدمة لبعض الأنظمة التي ترى خطورة في تنامي شعبية التيار الإسلامي.