متى يتعلم العرب الدرس؟
25 شوال 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

لا زال الكثير من العرب ـ كأنظمة أو كساسة وإعلاميين ـ يراهنون على الحل السلمي مع الاحتلال الصهيوني ويقدمون المبادرات تلو المبادرات في هذا الجانب ويصرخون في المحافل الدولية لتبرئة أنفسهم من "الرغبة في الحرب" وكأنهم هم من اعتدوا على الأراضي واغتصبوها وطردوا أهلها منها!..إن الموقف العربي أصبح يثير السخرية والحسرة أكثر من أي شيء آخر في ظل العدوان الصهيوني المتكرر ونقضهم للعهود مرة تلو الأخرى ليس الآن فحسب ولكن منذ مئات السنين..

 

فقد نقض اليهود عهدهم كما هو معتاد واستغلوا فرصة انشغال الفلسطينيين بالتفاوض في القاهرة وقاموا بتحديد أماكن بعض القادة ونفذوا عمليات اغتيال ضدهم بعد أن ساقوا مبررات واهية لخرق التهدئة..

 

لقد قتلت زوجة قائد كتائب القسام واثنان من أبنائه ونجا هو من الاغتيال بينما نجح الاحتلال في اغتيال ثلاثة من قادة كتائب القسام واثنين من عناصر سريا القدس..إذن الاحتلال لم يكن يريد التهدئة رغبة في وقف نزيف الدماء ولكن من أجل الانتقام وسفك المزيد منها..

 

متى يتعلم العرب أن هؤلاء القوم لا يعرفون إلا لغة القوة؟! ألم يتعلم العرب من تاريخهم القديم مع اليهود الذين نقضوا العهد مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأرادوا قتله, وفي التاريخ القريب في عام 1947 عندما صدر قرار الأمم المتحدة رقم 181 بتقسيم فلسطين لدولة عربية ودولة يهودية ووضع القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة، تحت الوصاية الدولية وبعد انتهاء الانتداب البريطاني قرر تسليم فلسطين للصهاينة حيث تم إعلان دولة إسرائيل فى 14 مايو 1948, و فى عام 1953م انتهكت "إسرائيل" القرار 101 الصادر عن مجلس الأمن وهاجموا قرية قبية الفلسطينية وقتلوا وجرحوا 141 من النساء والأطفال, وفي عام 1955 لم تلتزم "إسرائيل" بقرار مجلس الأمن رقم 106 والذي يدين "إسرائيل" بسبب غاراتها الوحشية على قطاع غزة، وكذلك القرار رقم 162 لعام 1961 الذي يحث "إسرائيل" على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة..

 

هذه فقط أمثلة قليلة من تاريخ اليهود والاحتلال المليء بنقض العهود ومع ذلك نرى عددا من الدول العربية تعقد معها العهود وتنسق معها أمنيا وتكبل نفسها عن نصرة الفلسطينيين بسبب هذه الاتفاقات رغم أن الاحتلال يخرق هذه الاتفاقات عشرات المرات كلما أراد, ولعلنا نتذكر مقتل العديد من الجنود المصريين على الحدود إثر اعتداء الاحتلال عليهم وتبرير ذلك بالمحاذير الأمنية ومطاردة رجال المقاومة, كما تم ضبط العشرات من الجواسيس في مصر يعملون لصالح الاستخبارات الصهيونية رغم العهود الموقعة مع الاحتلال في كامب ديفيد..

 

كما انتهكوا الاتفاق مع الأردن وحاولوا قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل داخل الأراضي الأردنية وكانت فضيحة مدوية للموساد الصهيوني..ما فعله اليهود مؤخرا في القاهرة من مماطلة ثم نقض للهدنة واغتيال عدد من القادة هو ديدنهم وعقيدتهم ولن يتغيروا ولكن المشكلة أننا لا زلنا نركن لأوهام ووعود المجتمع الدولي المنحازة لليهود والتي لا تعرف سوى لغة القوة ونمد أيدينا لمن يريد أن يقطعها في حين أن ديننا أمرنا بإعداد ما نستطيع من قوة لترهيب أعداء الله وأعدائنا ..فهل قمنا بما طلب منا أم أننا ركنا إلى الدنيا فهنا على أعدائنا؟!