أنت هنا

25 شوال 1435
المسلم - وكالات

بعد صراع دام 9 أشهر بين الحكومة والبرلمان الإيراني تمت إقالة وزير العلوم والتكنولوجيا والأبحاث رضا فرجي دانا أمس الأربعاء ، بغالبية 145 صوتا موافقا مقابل 110 أصوات مخالفا و15 صوتا ممتنعا.
وكان الوزير قد استدعي وتم استجوابه بناء على طلب 50 نائبا من الكتلة الأصولية حملوا الوزير مسؤولية "انتشار الأفكار الإلحادية والنزعة الانفصالية في الجامعات" وإعادة عناصر معادية للنظام للجامعات و"تشديد التفكك القومي والديني" .
ووفقا لوكالة "إيسنا" الطلابية للأنباء فإن النائب علي رضا زاكاني اتهم الوزير فرجي دانا بـ "انتهاك القانون وخلق الاضطرابات وتشديد التفكك القومي والديني، واستخدام عناصر غير مرغوب فيها" بالجامعات الإيرانية.
أما النائب هروي فدافع عن أداء الوزير قائلا : إنه عمل على ترويج "التنمية العلمية والعدالة في التعليم" خلال 9 أشهر منذ استلامه الوزارة.
وقد دافع وزير العلوم رضا فرجي دانا خلال جلسه الاستجواب عن سياسة وزارته في قطاع التعليم نافيا التهم الموجهة إليه من قبل نواب الجناح المتشدد.
ودام الصراع بين الحكومة والبرلمان حوالي 9 أشهر حتى وصلت الأمور إلى طريق مسدود حيث أصرّ النواب الأصوليون على استجواب الوزير أمام البرلمان.
ورداً على ضغوط البرلمان قام مقربون من الحكومة بكشف وثائق تثبت تورط النواب المتشددين المطالبين بالاستجواب وأغلبهم من الكتلة الأصولية، في عمليات تزوير ومحسوبيات واختلاسات مالية.
وتثبت الوثائق التي نشرت خلال الأيام الماضية، عمليات سرقة ممنهجة لآلاف المنح الدراسية وسياسية المحسوبية ومنح مساعدات حكومية لا محدودة لأبناء وزراء ومسؤولين في حكومة أحمدي نجاد.
وتظهر الوثائق أن هناك 3000 منحة دراسية لأبناء النواب والوزراء والمسؤولين وذويهم في حكومة أحمدي نجاد والذين ينتمون للتيار الأصولي.
يذكر أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف وعدد من مسؤولي الحكومة حضروا جلسة الاستجواب أمس ، بينما غاب عنها الرئيس روحاني الذي كان مقررا أن يحضر الجلسة.
وكان موقع "سحام نيوز" المقرب من الإصلاحيين قد كشف عن حجم الفساد المستشري في وزارة التعليم خلال حقبة أحمدي نجاد ونشر عدة وثائق تظهر المستفيدين من المنح الدراسية من بينهم ابن وصهر وزير الاتصالات السابق حيث حصلا على منح دراسية في الولايات المتحدة وكذلك أبناء وزير العلوم السابق الذي أخذ 13 منحة لأبنائه والمقربين منه.
ووفقا لوكالة "إيلنا" فإن أبناء وأقارب 10 نواب و300 مسؤول حكومي و700 من أعضاء الاتحادات الطلابية المقربة من الأصوليين حصلوا على تلك المنح بطريقة غير قانونية.
كما أظهرت إحدى الوثائق منحة مالية قدرها 20 مليار ريال من الحكومة لجامعة "إيرانيان" التي أسسها أحمد نجاد في عهده وتبين أن المبالغ لم يتم صرفها في الجامعة.
ومن المتوقع أن يتطور الصراع بين الحكومة والجناح الأصولي ومن يدعمهم من أقطاب اليمين المتشدد، خاصة بعدما هدد روحاني بكشف المزيد من ملفات الفساد وسرقة المال خلال حقبة أحمدي نجاد.