التآمر على الهوية الإسلامية
18 شوال 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تشن النخب العلمانية في عالمنا العربي حملة شعواء ضد الهوية الإسلامية الراسخة لشعوب المنطقة منذ سنوات طويلة وعندما بدا لها جهلا أنها انتصرت في حملتها, استيقظ المارد الإسلامي واكتسح جميع الحركات العلمانية يسارا ويمينا مما أصابها بالفزع وظلت كامنة تطلق سمومها من حين لآخر مدعية أنها حركات تنويرية تريد الحفاظ على صحيح الإسلام وتحميه من "التطرف" و"الإرهاب" على حد زعمها..

 

وعندت ظهرت ثورات الربيع العربي وبان قوة التيار الإسلامي وشعبيته الجارفة حاولت بعض النخب مداهنة التيار الإسلامي والاقتراب منه حينا أو تفريقه وبث النزاع والشقاق بين مكوناته حينا آخر, وعندما سقطت الثورات في أزمات متلاحقة بسبب غياب الرؤية الشاملة والاختلاف بين عناصرها والتآمر عليها من الداخل والخارج أظهرت النخب العلمانية حقيقتها مرة أخرى وأعلنتها حربها صريحة ضد الهوية الإسلامية للأمة...لقد ظهر وسط هذه النخب من ينتقد الحجاب وتطبيق الشريعة الإسلامية والحدود ويطعن في صحيحي البخاري ومسلم وعذاب القبر ويرمي الدعاة والعلماء باستغلال الدين لأغراض دنيوية وكأن من يدعو لتطبيق الإسلام كما فعل الرسول وصحابته الكرام رضي الله عنهم صاحب غرض دنيوي! وأن عليه أن يترك للجهلاء قيادة المسلمين بقوانين من الغرب والشرق فيحل الحرام ويحرم الحلال..

 

هذا هو الدين الذي يعتبرونه "اعتدالا"!..ومن المآسي أنهم بدأوا ـ خلافا لمنهجهم العلمي الذي يدعون الإيمان به ـ الترويج للتصوف المليء بالخرافات والبدع وعبادة القبور ويقدمون ذلك للناس على أنه "الإسلام الحقيقي" رغم أن هذا المنهج يحتوي على الكثير من الخرافات التي كانوا هم أنفسهم ينتقدونها في وقت سابق ولكن لأنه منهج يكتفي بحلقات الذكر المبتدعة والطواف والاستغاثة بالقبور ولا يتدخل في السياسة ولا يطالب بتحكيم شرع الله فقد أرضاهم على الأقل مؤقتا حتى يتخلصوا من جميع التيارات الإسلامية الأخرى..

 

إن محاولة طمس الهوية الإسلامية يأتي من قبل أطراف نافذة في عالمنا العربي حاليا تحاول أن تختبئ وراء شعارات براقة وتلبس الحق بالباطل, وليس أدل على ذلك من موقفهم من الرئيس التركي رجب أردوغان الذي لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال من "المتطرفين" فغاية ما يريده الرجل كما صرح في العديد من المرات المحافظة على الهوية الإسلامية للشعب التركي بعد أن قام أتاتورك بطمس الكثير منها هو وأتباعه إثر إلغاء الخلافة الإسلامية في بداية القرن الميلادي الماضي ومع ذلك فهم يناصبون الرجل العداء بشكل سافر ويتمنون هزيمته لمصلحة أحزاب يسارية ويمينية فاشلة تولت الحكم أكثر من مرة وأوشكت على إفلاس البلاد بأدائها الضعيف وحرصها على مصالحها الخاصة؛ حتى جاء أردوغان وأنقذ تركيا ووضعها في مصاف أقوى دول العالم اقتصاديا...

 

لقد اشتدت الحرب على الهوية الإسلامية في الأشهر الأخيرة ورفعت الكثير من الفضائيات رايات الاعتداء على ثوابت الدين ومعاني التوحيد الخالصة وأصبح لزاما على الدعاة والعلماء التصدي لهذه الحملة الشعواء.