تحت تأثير الحشيش
7 شوال 1435
إسماعيل ياشا

مضى أكثر من ستة أشهر على وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في كلمته باجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، جماعة فتح الله كولن بـ”الحشاشين”، وطوال هذه الفترة دعاة الجماعة وكتابها لم يوفروا جهدا لإثبات صحة هذا التشبيه البليغ.

الكاتب “فاروق أرسلان”، أحد كبار دعاة جماعة كولن، كتب في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” هذه التغريدة: “ليقرأ الجميع اليوم دعاء أصحاب بدر فإن المجاهدين الأوائل لقضية الإسلام زاروا إخواننا الشرطيين المعتقلين في الزنازين”.

“دعاء أصحاب بدر” الذي أشار إليه “أرسلان” في تغريدته وطلب من أعضاء الجماعة أن يدعوا به، دعاء من الأدعية التي اختلقتها الصوفية ولم ترد في أي مصدر معتبر من المصادر الإسلامية المعروفة، وفيه توسل إلى الله بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر أسماء الصحابة كرام المشاركين في معركة بدر، وتزعم الصوفية أن من يقرأ هذا الدعاء تقضى حوائجه.

 

لم يكتفِ الكاتب الذي تربى بعقيدة جماعة كولن وتربيتها بهذه التغريدة، بل وأضاف قصة عجيبة نقلا عن أحد رجال الشرطة المعتقلين، وكتب التالي:

“هدية العيد…

نقلا عن الأخ الكبير….. الذي جاء من ….. (يخفي هوية صاحب القصة): “كانت الساعة متأخرة. لم أكن أعرف أني سوف اعتقل. صليت صلاة الحاجة. ودعوت. وبعد الانتهاء من الدعاء بقليل رن جرس الباب. جاؤوا. لا يمكن وصف الراحة النفسية التي حلت علي. (هنا يعلق على ما ذكره صاحب القصة قائلا: “حسب ظني أنه نزلت عليه السكينة”). فجأة شعرت ببداية خيرٍ جميلة جدا ودخول مرحلة جديدة. بينما كان الموظفون (يقصد رجال الأمن) الذين يقومون بوظائفهم طلبت المدد من جميع الكبار بدءا من سيدنا (يقصد النبي صلى الله عليه وسلم) والأشخاص الذين أديت العمرة عنهم (هنا يعلق ويقول “الأستاذ وكبيرنا” ولعله يقصد الأستاذ النورسي وفتح الله كولن). وانتهى الموظفون من عملهم ووصلنا إلى إسطنبول. وبعد ما انتهت الإجراءات التي شاهدتموها في التلفزيون، وضعوني في زنزانة. حزنت كثيرا، لأني عملت هناك 17 سنة، وكانت في كل طوب لها خدمة لي. وفجأة حلت حالة ما. وبدءا من سيدنا (يقصد النبي صلى الله عليه وسلم)، وأهل بدر، وشهداء أحد، وأمنا عائشة (رضي الله عنها)، وأمنا فاطمة (رضي الله عنها)، والخلفاء الأربعة، وجميع الأشخاص الذين طلبت منهم المدد، والأستاذ، وكبيرنا، وسادتنا الصحابة، كلهم قاموا بإلقاء التحية علي واحدا تلو الآخر. وشعرت مرة أخرى بأنا دخلنا مرحلة ستكون عاقبتها خيرا. أخونا الكبير حكا هذه باكيا ومبكيا جميع الحاضرين في الزنزانة. هذه ليست رؤيا بل حدثت في حالة اليقظة.”

 

عندما سجَّل بعض المتابعين اعتراضهم على التغريدة، ذكر “أرسلان” أن “الوهابيين” لا يؤمنون بالرؤيا والكرامات التي تحدث في حالة اليقظة. وفي تغريدة أخرى زعم أن المعركة التي تجري في تركيا بين حكومة أردوغان وجماعة كولن هي في الحقيقة بين شيخ الإسلام ابن تيمية ومحي الدين ابن عربي الصوفي، وأن “السعودية تستغل تفسير ابن تيمية  الذي يقع في 10 مجلدات (لعله يقصد مجموع الفتاوى) لنشر الفكر الوهابي الضال المنحرف” وأن “أردوغان الذي أعجب بالسعوديين أيضا يستمد فتاوى من تفسير ابن تيمية لأنها توافق مصالحه السياسية”.

 

الكاتب “فاروق أرسلان” من أبرز أقلام جماعة كولن وهو مقيم في كندا منذ عام 2000 وكان ممثل صحيفة “زمان” التابعة للجماعة. وحصل على البكالوريوس والماجستير في علم الاجتماع بجامعة “سنتنيال” الكندية. وفي آخر “اكتشاف” له وكتبرير لخسائر جماعته المتتالية، زعم أن أردوغان يلبس مرة في كل 29 يوما قميص السلطان سليمان القانوني الذي قُرِأت عليه تعويذات ولذلك لا يستطيع أحد أن يهزمه في الانتخابات، وأن خبيرا أتاتوركيا بشؤون الجن أخبره أن أردوغان يستعين بمشعوذ لديه 72 ألف جنِّي للسيطرة على عقول الناخبين.

 

إذا كانت هذه عقيدة جماعة وطريقة تفكير أفرادها فمن الطبيعي أنها لا تشعر بأي حاجة للمراجعة وتصحيح أخطائها، لأنها تؤمن بأنها تقوم بـ”مهمة مقدسة” يزور النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين والخلفاء الأربعة والصحابة الكرام أبطالها لإلقاء التحية عليهم، كما يزعمون زورا وبهتانا. ومن المفاراقات أن هذه الجماعة التي تستغل الدين بمزيد من الخرافات والخزعبلات لتحقيق مصالح الجماعة، تعادي الإسلاميين بحجة أنهم يستغلون الدين لأغراض سياسية.

 

 

المصدر/ أخبار تركيا