تداعي الأمم على المسلمين
26 رمضان 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

على الرغم من يقين المسلم بحتمية وقوع ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غيبيات أخبرا أنها ستظهر في آخر الزمان كعلامات الساعة و تداعي الأمم على المسلمين وغير ذلك , إلا أن معاينة هذه الأخبار ومعاصرتها ومشاهدتها تحدث على أرض الواقع يزيد المؤمن إيمانا ويقينا . وقد ورد في الحديث الصحيح عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ » سنن أبي داود برقم 4299 وصححه الألباني . والواقع المشاهد منذ فترة ليست بالقصيرة تشير إلى هذا الأمر بوضوح , فقد تداعت الصليبية الغربية الحاقدة , مع الصهيونية العالمية الماكرة , بالإضافة للصفوية المجوسية , على إعلان الحرب على الإسلام واضطهاد المسلمين في كل مكان . إن المتابع لما يجري في العالم منذ سنوات يمكنه ملاحظة هذا التحالف الخبيث على الإسلام والمسلمين , والذي تبدو معالمه واضحة في الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات , حيث تحالفت تلك الأمم وتداعت على معاداة المسلمين ومحاولة القضاء عليهم نهائيا . وإذا كان الغرب الصليبي قد أخفى هذا التحالف مع طاغية الشام لأسباب دبلوماسية وسياسية لا غير , فإن اليهود والمجوس لم يخفوا هذا التحالف على الإطلاق . فقد قالها الرئيس السابق لجهاز الموساد "الإسرائيلي" "أفرايم هاليفي" بصراحة ووضوح : ( إن بشار الأسد هو رجل تل أبيب في دمشق ، وإن إسرائيل تضع في اعتبارها منذ بدأت أحداث الثورة السورية أن هذا الرجل ووالده تمكّنا من الحفاظ على الهدوء على جبهة الجولان طيلة 40 سنة ) وذلك في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية تحت عنوان "رجل إسرائيل في دمشق" . وأما الرافضة فقد شاركوا فعليا في قتل الشعب السوري بوحشية منقطعة النظير , وإذا كان ساسة طهران ينفون هذه المشاركة في البداية , فإنهم ما لبثوا بعد مدة أن اعترفوا بذلك , مؤكدين أنهم سبب ما يتحقق على الأرض السورية من انتصارات على المعارضة – حسب زعمهم - . لقد كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني "جواد كريمي قدوسي" عن وجود مئات الكتائب العسكرية التابعة للجمهورية الإسلامية التي تقاتل إلى جانب بشار , بالإضافة لتأكيد بعض قادة "فيلق القدس" ذراع الحرس الثوري الإيراني للتدخل الخارجي عن تواجد عسكري إيراني في سورية وضلوعها في الحرب هناك , بل إن طهران قد صرحت سابقا بأنها دربت أكثر من 50 ألف متطوع للقتال مع النظام في سورية , ليأتي تباهي قائد الحرس الثوري الإيراني بإعداد 130 ألفا من جنود الاحتياط للتوجه لسورية ليقطع الشك باليقين في مسألة مشاركة طهران في ذبح وقتل الشعب السوري . وإذا ما انتقلنا من سورية إلى العراق فإن الأمر لا يكاد يختلف بالنسبة للحلف الغربي الإيراني الصهيوني , وتكالبهم وتداعيهم على المسلمين من أهل السنة , فمن المعروف أن الغرب لم يغزو العراق إلا بتحريض من اليهود , وأن الأمريكان حين أرادوا تخفيف فاتورة التكلفة المادية والبشرية الباهظة في العراق , سلمت البلد قبل خروجها للحليف الرافضي المتمثل بالمالكي . وقد قام المالكي بدوره المرسوم له في إقصاء واضطهاد وتهميش أهل السنة كما يريد منه حلفاؤه بل وأكثر , وإذا كان تداعي الأمم على أهل السنة في العراق واضح وظاهر قبل سيطرة ثوار العراق على مدينة الموصل وتكريت وغيرها من مدن الشمال العراقي , فإن هذا التداعي والتحالف قد توثق وتعمق أكثر بعد تلك الإنجازات . فقد كثفت طائرات المالكي من غاراتها على المدن التي يسيطر عليها الثوار , ملقية على المدنيين براميل الموت الرافضي , والتي سقط بعضها اليوم على مدرسة (الصادق الأمين) في منطقة (الگناطر) بقضاء الكرمة والتي تأوي عائلات مهجرة ، ما أسفر عن مقتل وإصابة (21) مدنيا أغلبهم من النساء والأطفال , إصابات عدد من الجرحى خطيرة جدا . وكإحصائية إجمالية لضحايا القصف الجوي والبري الذي تتعرض له مدينة الفلوجة منذ الحملة العسكرية الظالمة التي تشنها قوات المالكي الهمجية وحتى الأن , أكد الدكتور (احمد الشامي) رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة العام أنها وصلت إلى (606) قتلى و (2022) جريحا بينهم المئات من الأطفال والنساء . وإذا ما انتقلنا إلى فلسطين المحتلة , وإلى مدينة غزة – العزة – تحديدا , فإن التحالف على أهلنا هناك - بما فيها المقاومة - قد لا يقتصر على ما سبق , فمن يرى ويسمع وسائل إعلام بعض الدول العربية والإسلامية , يمكنه أن يكتشف بسهولة أن هذا الحلف أوسع من ذلك بكثير وللأسف الشديد . لقد تخطى عداد الشهدء في غزة حاجز 679 شهيدا , ناهيك عن أكثر من أربعة آلاف جريح , وذلك خلال 17 يوما من العدوان اليهودي الوحشي على تلك المدينة المقاومة , وما زالت بعض الدول العربية مترددة حتى في مجرد الإدانة . وعلى الرغم من صمود المقاومة الفلسطينية الأسطوري , وإنجازاتها الكثيرة في هذه الحرب , من خلال إلحاقها بالعدو الهزائم المتتالية , ما زالت وسائل إعلام بعض الدول العربية تتحدث عن – حماس – وكأنها هي العدو وليس "إسرائيل" , ناهيك عن ادعائها خرافة تحالف بين المقاومة وبين أعداء الأمة !! ومع وجود هذا التحالف الخبيث الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم , إلا أن بروز ظاهرة المقاومة والمواجهة في ضمير المسلمين من أهل السنة , يبشر بخلاص وفرج قريب لهذه الأمة بإذن الله تعالى .