أنت هنا

23 رمضان 1435
المسلم ــ الهيئة نت

دعت هيئة علماء المسلمين في العراق، تنظيم (الدولة الإسلامية) إلى إصلاح الخطأ الكبير الذي ارتكبته ضد النصارى في مدينة الموصل، والعمل على رفع الظلم عن هذا المكون والسماح لأبنائه بالرجوع إلى ديارهم لأن الظلم عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة.

 واوضحت الهيئة في بيان لها اليوم ان تنظيم (الدولة الإسلامية) حدد مهلة للنصارى بالخروج من مدينة الموصل انتهت يوم امس، الحادي والعشرين من شهر رمضان، وبناءً على ذلك خرج هؤلاء لتصبح المدينة خالية من هذا المكون ولأول مرة في  التاريخ الإسلامي الطويل الذي بدأ بعهد الرسالة، مرورا بالخلافة الأموية فالعباسية فالعثمانية، وغيرها من الأنظمة الإسلامية وغير الإسلامية التي تخللت هذه المدد.

ورأت الهيئة ان هذا العمل يُعد تجنيا على الأبرياء وخروجا عن السبيل التي أوصى بها نبي الإسلام، وشرحها فقهاء المسلمين من بعده في التعامل مع هذا المكون، وغيره من أهل الكتاب .. مؤكدة انه لا يحق شرعا لأي جهة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات التي تفتقر ـ إن سلمت صحتها ـ إلى دولة وسلطان يمثلان الأمة، وقضاء شرعي معروف بنزاهته وكفاءته، وعلماء في الفتوى مشهود لهم بالعلم والتقوى.

 

وشددت على إن ما جرى من استلاب البيوت والأموال والمقتنيات، تجري عليه أحكام الغصب في الشريعة الإسلامية، والعلماء متفقون على أن من غصب مالا لأحد لزمه رده أو تعويضه، لان الواجب في هذه الظروف الصعبة هو حماية المستضعفين من أبناء المناطق المحررة وتوفير العيش الكريم لهم ولا سيما الأقليات؛ لقطع الطريق على أعداء الثورة والمتصيدين في الماء العكر.. لافتة الانتباه الى انها كانت قد حذرت في بياناتها السابقة، جهات معروفة سعت الى تهجير هذا المكون من مدينة الموصل ومدن أخرى في العراق، وكانت ترتكب جرائم الاغتيال أو التهديد بالقتل بهدف تحقيق مصالحها الخاصة التي تنسجم مع أهداف معروفة لأعداء الإسلام.

 

وخلصت هيئة علماء المسلمين في بيانها الى القول: " ان الإنسان يعتريه الخطأ والنسيان، والضعف والقوة، ويقع منه الزلل، وليس ذلك عيبا، ولكن العيب هو التمادي فيه، أما إذا عرف الحق ورجع إليه فهذه منقبة له، استرشاد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون) .. موضحة ان الله سبحانه وتعالى عندما اقسم في الحديث القدسي بقوله للمظلوم (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) جاء اللفظ بصيغة العموم، ولم يفرق في دعوة المظلوم بين المسلم وغيره.

وفيما يلي نص البيان:

بيان رقم (1007)
المتعلق بقيام تنظيم الدولة الإسلامية بإخراج
النصارى من مدينة الموصل
  
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فقد تواردت الأنباء عن قيام تنظيم (الدولة الإسلامية) بإمهال نصارى مدينة الموصل مهلة للخروج منها تنتهي في يوم 21 رمضان /1435هـ؛ وبالفعل خرج هؤلاء بناءً على ذلك لتخلو المدينة لأول مرة من هذا المكون عبر التاريخ الإسلامي الطويل ابتداء بعهد الرسالة، ومرورا بالخلافة الأموية فالعباسية فالعثمانية، وغيرها من الأنظمة الإسلامية وغير الإسلامية التي تخللت هذه المدد.

 

    وترى الهيئة في هذا العمل تجنيا على الأبرياء، ما أنزل الله به من سلطان، وخروجا عن السبيل المعتبرة التي أوصى بها نبي الإسلام، وشرحها فقهاء المسلمين من بعده، في التعامل مع هذا المكون، وغيره من أهل الكتاب.

 

    وتبين الهيئة بهذا الشأن ما هو آت:

 

    أولا: لا يحق شرعا لأي جهة أن تتخذ مثل هذه الإجراءات التي تفتقر ـ إن سلمت صحتها ولا تسلم ـ إلى دولة وسلطان يمثلان الأمة، وقضاء شرعي معروف بين الناس بنزاهته وكفاءته، وعلماء في الفتوى مشهود لهم بالعلم والتقوى.

 

    ثانيا: إن ما جرى من استلاب البيوت والأموال والمقتنيات، تجري عليه أحكام الغصب في الشريعة الإسلامية، وعلماؤنا متفقون على أن من غصب مالا لأحد لزمه رده، أو تعويضه.

 

    ثالثا: نرى أن واجب الوقت في هذه الظروف الصعبة هو حماية المستضعفين من أبناء المناطق المحررة وتوفير العيش الكريم لهم ولا سيما الأقليات؛ قطعاً للطريق على المتصيدين في الماء العكر وأعداء الثورة.

 

    رابعا: لقد سعت من قبل جهات معروفة؛ لتهجير هذا المكون من مدينة الموصل ومدن أخرى في العراق، وكانت ترتكب جرائم الاغتيال أو التهديد بالموت في سبيل تحقيق ذلك لمصالح تخصها، تنسجم مع أهداف معروفة لأعداء الإسلام، وقد سبق للهيئة في بيانات لها أن نبهت على ذلك وحذرت منه، واليوم يقدم ما عمل أولئك على تحقيقه بالجريمة؛ هدية مجانية إليهم على طبق من ذهب!!.

 

    خامسا: الإنسان يعتريه الخطأ والنسيان، والضعف والقوة، ويقع منه الزلل، وليس ذلك عيبا، ولكن العيب هو التمادي فيه، أما إذا عرف الحق ورجع إليه فهذه منقبة له، لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (رواه ابن ماجة والدارمي).

 

    وندعو أخيراً إلى إصلاح هذا الخطأ الكبير، المضر بسمعة الإسلام والمسلمين، ورفع الظلم عن هذا المكون والسماح لأبنائه بالرجوع إلى ديارهم؛ لأن الظلم عواقبه وخيمة في الدنيا والآخرة، والمولى عز وجل أقسم بعزته وجلاله كما في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح " وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"، حيث جاء اللفظ بصيغة العموم، ولم يفرق في دعوة المظلوم بين المسلم وغيره.

 

الأمانة العامة
22 رمضان/ 1435هـ
20/7/2014م