سر سقوط الطائرات الماليزية.. من وراءه؟
23 رمضان 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

في مارس الماضي اختفت الرحلة "أم.أتش. 370" التابعة للخطوط الجوية الماليزية، وعلى متنها 239 شخصا من الركاب والطاقم في طريقها إلى كوالالمبور من بكين، و يكنتف الغموض طريقة اختفائها ومكانها حتى الآن برغم جهود البحث الدولية عن الطائرة ذات الطراز (بوينج 777).

ولا تكاد وسائل الإعلام التي انشغلت كثيرًا برسم سيناريوهات لأسباب اختفاء الطائرة بهذا الشكل، تطوي صفحة هذه القضية، إذ بطائرة ماليزية أخرى من الطراز ذاته الخاص بالطائرة الأولى (بوينج 777) يتم الإعلان عن تحطمها ومقتل جميع ركابها الذين كان من بينهم علماء متخصصون في فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، على الحدود الأوكرانية الروسية في السابع عشر من يوليو الجاري.

وتبادلت السلطات الروسية والأوكرانية الاتهامات بشأن المسؤولية عن إسقاط الطائرة في المنطقة التي يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا، بعد أن أصبح في حكم المؤكد أنها استهدفت بصاروخ أرض جو، بحسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون.

حيث اتهمت الحكومة الأوكرانية الانفصاليين شرقي أوكرانيا بمحاولة طمس الأدلة بوقوع "جريمة دولية" في موقع تحطم الطائرة الماليزية.

وقالت الحكومة إن المتمردين "الذين تقودهم روسيا" يمنعون المراقبين الدوليين من بدء التحقيق، موضحة أن فريق منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منع لليوم الثاني على التوالي منن الوصول إلى موقع الحادث من طرف رجال مدججين بالسلاح

وأضاف مسؤولون أوكرانيون أن بحوزتهم أدلة على أن عسكريين روس شغلوا نظاما صاروخيا يعتقد أنه استخدم لإسقاط الطائرة.

لكن الانفصاليين الموالين لروسيا يزعمون أن طائرة تابعة لسلاح الجو الأوكراني هي التي أسقطت الطائرة الماليزية.

في هذا السياق، رجحت تقارير غربية أن تكون الطائرة الماليزية المنكوبة قد تم إسقاطها بواسطة صاروخ ارض جو من طراز (SA-11)، وهو جزء من منظومة صاروخية ابتكرها الاتحاد السوفييتي في العام 1979 وأطلق عليها اسم (BUK)، ويطلق عليها الغربيون في حلف "الناتو" اسم (Gadfly).

ويقول العديد من المحللين إنه في حال تأكد استخدام هذا النوع من الصواريخ في عملية إسقاط الطائرة الماليزية التي كان على متنها 298 شخصاً لقوا حتفهم جميعاً، فان لغز السقوط سوف يكون قد تفكك، ويمكن تحديد الجهة التي تقف وراء عملية إسقاط الطائرة، حيث كان المقاتلون الأوكرانيون الموالون لموسكو قد استخدموا نفس هذا النوع من الصواريخ في عملية اسقاط طائرة أوكرانية من طراز أنتونوف (AN-26).

وكانت وكالة "ايترتاس" الروسية للأنباء قالت في التاسع والعشرين من يونيو الماضي إن الانفصاليين في اقليم دونتسيك شرقي أوكرانيا استولوا على قاعدة عسكرية دفاعية مجهزة بمنظومة صواريخ (BUK)، وذلك في نفس المنطقة التي تم فيها استهداف الطائرة الماليزية وإسقاطها.

لكن المحلل العسكري نيك دي لاريناج قال إن الصواريخ المحمولة على الكتف والتي يستخدمها عادة المقاتلون الانفصاليون في شرق أوكرانيا ليست قادرة على إسقاط طائرة ركاب تجارية اذا كانت تحلق على ارتفاع طبيعي، بينما يمكن بهذه الأسلحة المحمولة على الكتف اسقاط المروحيات أو الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.

ووفقًا للمحلل في مجلة (Jane’s Defence IHS) المتخصصة بالشؤون العسكرية، فإن إسقاط طائرة ركاب تجارية يحتاج الى منظومة صاروخية مثل (Buk) أو غيره من الأنظمة البديلة كــ(S-300) المصنوع في روسيا والذي يُطلق عليه أيضاً اسم (SA-10 Grumble).

وكلمة (BUK) روسية تعني "شجرة الزان"، وتتضمن منصة الإطلاق الواحدة في هذه المنظومة أربعة صواريخ، على أنها تضم نظام رادار منفصل يعمل على تحسين اصطياد الهدف.

ويبلغ طول الصاروخ الواحد في منظومة (BUK) خمسة أمتار و70 سنتيمتراً، أما وزنه فيبلغ 55 كيلو غراماً، ويصل مداه الى 28 كيلو متراً من الارض الى الجو، أي أنه يستطيع الوصول بسهولة الى طائرات الركاب التجارية التي عادة ما تحلق على ارتفاع لا يزيد عن 40 الف قدم، اما الطائرة الماليزية المنكوبة فكانت تحلق على ارتفاع 33 ألف قدم لحظة سقوطها.

في هذا الصدد، قال "ميشيل بوكيوركيو" المتحدث باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن فريقا مكونا من 16 شخصا تفقدوا حطام الطائرة الماليزية بالأراضي الأوكرانية، مشيرا إلى أنهم تعرضوا لمضايقات من قبل المسلحين الموالين لروسيا في تلك المنطقة، إذ منعوهم من الوصول إلى مكان الحادث بسياراتهم الخاصة، الأمر الذي اضطرهم إلى السير على الأقدام، بحسب قوله.

من جهته، أصر رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق اليوم السبت على الاحتفاظ بالصندوق الأسود التابع للطائرة الماليزية التي أسقطت في رحلتها رقم (إم إتش 17) بالقرب من الحدود الأوكرانية - الروسية والتي كانت متجهة إلى العاصمة كوالالمبور من العاصمة الهولندية أمستردام

وقال عبدالرزاق "أن ماليزيا بوصفها صاحبة الطائرة التي تحطمت في أوكرانيا يجب أن تتأكد من عدم سيطرة أي طرف لا علاقة له بهذه الحادثة على الصندوق الأسود التابع للطائرة الماليزية".
وأضاف أنه "وفقا للوائح والقوانين الدولية فإن مالكي الطائرة من حقهم الاحتفاظ بصندوقها الأسود" مشددا على "أن حق الاحتفاظ بالصندوق الأسود التابع للطائرة يجب أن يتبع القانون الدولي والذين لا حق لهم فيه لا يمكنهم الاستيلاء عليه".
يأتي ذلك بعد نشر تقارير إعلامية أن عمال الإنقاذ عثروا على الصندوقين الأسودين للطائرة بعد ساعات من سقوطها إلا أن زعيم الانفصاليين في شرق أوكرانيا إلكسندر بوروداي ادعى يوم السبت إنه لم يتم العثور على الصندوقين الأسودين وأنه لم يقرب موقع سقوط الطائرة

يذكر أن أعضاء مجلس الأمن الدولي قد طالبوا بإجراء  تحقيق دولي شامل ومستقل في حادثة سقوط الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا وفق إرشادات الطيران المدني الدولي  وبضمان المساءلة  الملائمة.

وشدد المجلس على الحاجة لأن تسمح كل الأطراف بوصول المحققين بشكل فوري إلى مكان الحادثة لتحديد سبب حدوثها.

كما أشار جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية  إلى ما ذكره بان كي مون حول الحاجة إلى إجراء تحقيق كامل وشفاف ودولي في الحادثة  وأكد على أن الأمم المتحدة مستعدة للتعاون في هذا الشأن.

ومازال الغموض يكتنف مصير الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الماليزية التي سقطت داخل الأراضي الأوكرانية، وأيضًا الصندوق الأسود الخاص بالطائرة الأولى التي من المرجح أن تكون قد سقطت بمنطقة مجهولة في المحيط الهادي، ولم يعرف بعد السبب الحقيقي وراء إسقاط هذه الطائرات.