احذروا منابر الإثم
19 شعبان 1435
عبد الرحمن البراك

      الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
      فهذا تحذير من المشاركة في منابر الفساد والفجور بأي نوع من أنواع المشاركة، فمن المنابر المشهورة بالفساد قنوات (إم بي سي)، و(إل بي سي)، و(العبرية)، و(روتانا)، لما تنشره من البرامج والأفلام والمسلسلات المشحونة بالشبهات المفسدة للاعتقادات وبالدعاية للشهوات المحرمة، وعليه فإن القائمين على هذه القنوات والممولين لها من الجناة على الأمة؛ ولقد نصحهم الناصحون فما ارعووا عن غيهم ولا استجابوا، ومَن يبغض الناصحين فهو من المذمومين على لسان رسل الله،كما قال صالح عليه السلام لقومه: (وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ)، ومعلوم أن الأموال المكتسبة بالحرام ونشر الفساد حرامٌ سحتٌ من أخبث المكاسب؛ وكذلك على أصحاب هذه القنوات مثل آثام من أضلوهم بالشبهات وأفسدوهم بالشهوات، وعلى هذا؛ فلا يجوز لأصحاب المؤسسات والشركات الإعلانُ في هذه القنوات الخبيثة؛ لأن الإعلان فيها دعمٌ لها؛ لأنه من أهم مواردها التي تعتمد عليها في بقائها، وفي جذب المشاهدين لها، ومعلوم أن كثرة المشاهدين مما تتنافس فيه القنوات، فتشتهر القناة بكثرة مشاهديها والمتابعين لها.

 

     وعلى هذا فيجب على الشركات والمؤسسات التي يملكها المسلمون مقاطعة هذه القنوات الفاجرة؛ لأن الإعلان فيها إعانة على الإثم والعدوان، وقد قال تعالى: (وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، فالذين يمدون هذه القنوات بإعلاناتهم لهم نصيب من آثامهم، ولأصحاب هذه القنوات نصيب من قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ)، فجاهدوهم أيها المصلحون.

 

    وكذلك تحرم المشاركة في المسابقات التي تقيمها هذه القنوات، وتستغل بها بساطة عقول الجماهير، وما هذه المسابقات إلا حيلة خبيثة لابتزاز أموال السذج، وفي ذلك ظلم لهم وهم لا يشعرون، مع ما يصيبهم من شر بمتابعة برامج هذه القنوات، فيخسرون قدْرًا من دينهم ودنياهم. وبعد: فيجب على عموم المسلمين مقاطعة هذه القنوات وأمثالها، وعليهم أن يصونوا بيوتهم من شاشاتها؛ فإن من يهيئ لأهله وأولاده الطريق لمشاهدة ما تبثه هذه القنوات من برامج الإثم ـ أقول: من يهيئ لأهله ذلك ـ يكون معينًا على إفسادهم، ومعينًا لأصحاب هذه القنوات على باطلهم.

 

فاتقوا الله أيها المسلمون، وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.