19 شعبان 1435

السؤال

السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته..
مشکلتي هي تنظيم الوقت، أنا دائماً أرى المشاورین ینصحون الناس بتنظيم الوقت، وكذلك أعتقد أن لتنظيم الوقت فوائد كثيرة، ولكني لا أستطيع أن أنظم وقتي، وعندما أرتب الجدول لا أستطيع الاهتمام به، ويجعلنی في ضيق، فماذا افعل مع هذا؟ ضيعت الوقت الكثير من حياتي!!

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ الكريم
الوقت هو الحياة، وقد قال بعض السلف: يا ابن آدم إنما أنت أيام مجموعة فإذا ذهب يوم ذهب بعضك، وإنما دخل الشيطان لكثير منا من باب التسويف وعدم الإنجاز وتضييع الأوقات.
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
ولطالما شكا الناس من ضياع أوقاتهم وهم لا يستطيعون تنظيم أوقاتهم.
وقد قسم الإداريون الأعمال حسب أهميتها إلى أربعة أنواع هي (أعمال هامة عاجلة، وأعمال هامة غير عاجلة، ثم أعمال غير هامة عاجلة، وأعمال غير هامة غير عاجلة) فالأولوية يجب أن تكون دوما على جدولك للأعمال الهامة العاجلة، وثانيًا للأعمال الهامة غير العاجلة، وثالثًا للأعمال غير الهامة العاجلة، وأخيرًا للأعمال غير الهامة غير العاجلة وترتيب الأعمال بتلك الصورة ترتيب يجعلك تقوم بفعل أولوياتك الحقيقية بعيدًا عن توهم الأولوية للأعمال التي لا تستحق الجهد أو على الأقل لاتستحق أن تكون في مقدمة اهتماماتك.
فالمستوى الأول من الأعمال وهو مستوى الأعمال الهامة العاجلة، وهي الأعمال التي تمثل صلب عملك، والتي تحسن إنجازها، كما أنها هي التي تكون مطلوبة منك على وجه عاجل سواء لإقامة حياتك باستواء كما ترجو أو من رئيسك المباشر أو منك كمسئول في عمل ما، وهي تلك الأعمال التي لا يمكن تأخيرها عن موعدها أو الاعتذار عنها أو التفويض فيها وكذلك كل الأعمال التي سيترتب على غيابك عنها أو تأخرك عنها أو عدم إنجازك لها أو عدم تركيزك فيها ضرر ما.
وأما المستوى الثاني من الأعمال: فهو مستوى العمل الهام غير العاجل وهو يتمثل في مسئوليات الأعمال بشكل عام من حيث المتابعة والتدقيق لتحسين الكفاءة وتقويم الآداء وكذلك رسم الخطط وترتيب الأولويات وتحديد الإمكانيات وتنظيم الأوقات واختيار سبل ووسائل الوصول للأهداف التي قد سبق ووضعتها لنفسك سواء كانت أهدافا مرحلية أو أهدافا بعيدة، ويدخل في هذا المستوى حقوق نفسك ومن تعول.
والمستوى الثالث من الأعمال: هو مستوى العمل غير الهام العاجل، وهو ذلك المستوى الذي يقدمه معظم الناس في أولوياتهم على أعمالهم الأخرى، وربما يتسبب ذلك في إرباك كبير في جدول أعمالهم، وهذا المستوى يحسن فيه استخدام التفويض في العمل بحيث ما أمكن أن يؤديه غيرك من أعمال هذا المستوى فلا تتردد فورا في تفويض أحدهم بذلك وأما المستوى الرابع: فهو مستوى الأعمال غير الهامة غير العاجلة، ومكانها في مؤخرة الجدول ولا شك.