في ذكرى الغزو..العراق إلى أين؟
11 جمادى الثانية 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تحل الذكرى الـ11 لغزو الجيش الأمريكي للعراق في وقت تقف فيه البلاد على مفترق طرق بين التقسيم وطائفية الحكم الذي أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية...

 

قبل 11 عاما شن الإعلام والساسة الغربيون حربا شعواء ضد نظام صدام حسين واتهموه بأنه ينتج سلاحا نوويا يهدد جيرانه وأنه يجب أن يتخلى عنه وعندما وافق نظام صدام على دخول بعثة دولية للتفيش عن الأسلحة المزعومة استمرت الحرب الإعلامية والسياسية واتُهم صدام وقتها بإخفاء الأسلحة رغم أن تقارير الوكالة الدولية أكدت خلو العراق من هذه الأسلحة وأنها لم تعثر على ما يشير إلى وجودها أو التخطيط لإنتاجها...

 

وهنا بدأت حكومة المحافظين الجدد في أمريكا بالتشكيك في التقارير الدولية وإبراز تقارير أخرى مخابراتية مفبركة تؤكد وجود هذه الأسلحة وجرت وراءها بريطانيا وعدة دول غربية ووقف مجلس الأمن ساكنا وهو يشاهد غزو لدولة عضو في الأمم المتحدة على أيدي جيوش لأعضاء أيضا في نفس المنظمة التي من المفترض أن تحمي سيادة أعضائها وكل ذلك دون تكليف دولي أو برهان على وجود الأسلحة المزعومة...

 

وتم الغزو لأول مرة أمام الكاميرات والعالم يشاهد القصف والقتل والدمار يوما بيوم وساعة بساعة وسط ذهول الجميع وهم يرون نظاما عالميا متوحشا ينشب بمخالبه في ضحيته ويذبح ملايين المسلمين المستضعفين بعد حصار طويل أنهكهم وأضعف من مقاومتهم....

 

تحالف مع الاحتلال قوة كانت تخطط للسيطرة على المنطقة منذ زمن بعيد وهي إيران وسهلت طهران كثيرا من مهمة الغزو ودخلت في صفقات سريعة مع الغرب من أجل ترتيب الأوضاع بعد سقوط نظام صدام...

 

وكان صدام قد دخل حربا طويلة مع إيران التي كانت تهدد المنطقة بعد قيام الدولة الشيعية عقب ثورة الخميني وتجدد حلم إقامة الإمبراطورية الفارسية التي قضى عليها الإسلام ووجدت إيران في الغرب أفضل طريق لتنفيذ أحلامها والسيطرة على العراق والتقدم لاختراق دول الجوار الواحدة بعد الأخرى...هذا الكلام ليس بجديد قاله بعض الدعاة والمفكرين وقتها واتهموا بأنهم يبالغون ويلوون الحقائق وبعد مرور هذه السنوات تأكد أنها الحقيقة حتى أن بعض الناس لم يعد يذكر ماذا قيل يومها والتحذيرات التي أطلقها العشرات من المخلصين من خطر الغزو واتفاق الغرب مع إيران على تسلم حكم العراق وهو ما تم عبر تمهيد واستئصال للسنة وتهميشهم وتصعيد أصحاب الأجندات الخاصة منهم....

 

ترك الاحتلال الأمريكي المليشيات الشيعية المدعومة من إيران تعبث في البلاد وتقتل في السنة وتهجرهم من مناطقهم بينما شكل مليشيات مسلحة من السنة لمقاتلة المقاومة وأغراهم بالمال والمناصب والآن انقلب على الجميع فإما الموافقة على التهمش والإبعاد والرضا بالفتات أو القتل والإعدام بدعوى "الإرهاب" ....

 

يحاصرنوري المالكي ـ آخر عنقود الشيعة المتحالفين مع إيران ـ منذ أسابيع عديدة مدن السنة في محافظة الأنبار عقب انتفاضتها ضد الاضطهاد والظلم والإبعاد  ويهدد باقتحامها وهدمها على رؤوس أهلها ويشن يوميا غارات بالطائرات والأسلحة الثقيلة على المدنيين بدعوى "مكافحة الإرهاب" ولم يسأل نفسه هل من كان في ميادين الاعتصام السلمي في الأنبار كانوا من "الإرهابيين" أيضا؟! ولماذا اقتحمت قواته الخاصة الاعتصامات وقتلت من قتلت وأصابت من أصابت؟! إن العراق على وشك التفتيت إلى عدة دول بعد أن استقل تقريبا الأكراد في الشمال عن بغداد وأصبح إعلان دولة مستقلة للأكراد مسألة وقت بعد أن فشل المالكي في فرض الامن في البلاد ودخل في صراعات مع جميع الطوائف حتى مع بعض المنتمين لطائفته الشيعية والآن أصبحنا نسمع من أهل السنة من يقول أن الانفصال هو الحل للأزمة الحالية خصوصا مع إصرار المالكي على موقفه...

 

العراق التي وعد الأمريكان بتحويلها إلى جنة عقب زوال نظام صدام تحول إلى بقايا دولة وانتشرت الكراهية والطائفية بين أبنائه بالإضافة إلى مقتل وتشريد وإصابة الملايين.