أنت هنا

نصر الله و"تطمين" تل أبيب!!
30 جمادى الأول 1435
موقع المسلم

أتى على العرب زمانٌ غير بعيد، كانت خطبة حسن نصر الله فيه تُعَدُّ حدث الموسم، فيتحذلق ويتباهى ويهدد ويتوعد..

وكانت الفضائيات العربية تقطع برامجها مهما بلغت من الأهمية، لتبث هراء " سيد المقاومة"، وبعد أن ينتهي من صراخه المغرور، ينطلق "الخبراء" في تحليل مضمون الخطبة وأبعادها، وفي استقراء حاضر المنطقة والعالم في ضوئها!!  تلك كانت مرحلة إدمان المخدرات النفسية والعقلية، حيث يتم اصطناع بطل زائف واختلاق بطولات له أشد زيفاً،  لتمرير لعبة الأمم على أمة لا تنقصها العقول اللبيبة ولا الخبرات الرصينة!!

 

لو كانت تلك المرحلة قديمة بما يكفي لكان من حق العاقل اليوم أن يسخر من تلك المهازل، التي تدل على ازدراء العقل، واحتقار  الحقيقة.. أفليس من المضحكات المبكيات أن يتشدق أدعياء الفكر " الحداثي!!" أن معمماً صفوياً يتخفى حتى من قطيعه، يخيف الغرب والشرق، وبخاصة أنه –باعترافه- ليس أكثر من أداة في يد سيده خامنئي الذي يهاجم الشيطان الأكبر ثم يمهد له سبل غزو العراق وأفغانستان، ولا يقتل هو وفرق موته المجرمة إلا المسلمين العزل من شيوخ ونساء وأطفال؟؟

 

في اليوم الأول من أمس، ظهر نصر الله –على الشاشة فحسب- يخاطب رعاعه، فلم يستأثر كلامه المُعاد المكرور بأكثر من خبر قصير في موقع قَصِيٍّ من شاشات الفضائيات، التي كانت تتبارى في بثها وتملأ سطحها بكلمة: ( عاجل) وعنوان مثير تتبعه أخرى كل بضع ثوانٍ تلخيصاً لأبرز ما يرميه من شعارات جوفاء وثرثرة بائسة لا تنطلي على صبيان الابتدائية !!

 

كل صراخ زعيم حزب اللات الأخير لم ينجح في اجتذاب أحد،  فالثورة السورية المباركة، قشقشت خرافة المقاومة المجوسية من جذورها.. جملة واحدة طارت بها بعض المنابر الإعلامية، ويغلب على الظن، أن هذا الطيران الصوفي الافتراضي لا يعدو أن يكون من رواسب مرحلة الزيف البائدة..

 

الجميع اختاروا عنواناً يتيماً هو: نصر الله يُطَمْئِنُ " إسرائيل"!!

 

هذه اللغة الشوهاء مستمدة –عن وعي أو بلا وعي- من قاموس الأسطورة الساقطة ومن زمن الخديعة المتبخر،  فلا اليهود يحسبون لنصر الله وأذنابه أدنى حساب،  ولا هو صاحب قرار في أي دور يتولى تمثيله.. ولو كان بينه وبين سادته الكبار في تل أبيب 1% من العداء المزعوم،  لفتكوا بكلابه الحاقدة وهي تذهب للمشاركة في نحر الشعب السوري، فالطيران الصهيوني يستبيح أجواء دجال الممانعة الأسدي الذي يملك سلاحاً جوياً ومنظومات صواريخ مضادة للطيران، فكيف بلبنان الذي لديه "جيش " يستأذن أوغاد نصر الله لكي يمر من عند حواجزهم، يوم حاصروا أهل عرسال الأبطال قبل أيام، وفضحته عدسات تلفزة وثّقت تلك المهانة بالصوت والصورة!!

 

إن طائرات العدو قادرة على اصطياد قطعان القتلة المجوس في طريقهم من لبنان إلى سوريا، فما لها لا تفعل؟

 

ومن مفارقات هذه البيئة الآسنة، أن أزلام نصر الله هاجوا وماجوا قبل أيام،  لأن ناشطين سوريين سرّبوا وثيقة سرية من استخبارات نيرون الشام،  مفادها أن حزب اللات طلب من روسيا إبلاغ نتنياهو أن الحزب لا يفكر في الرد على تأديب اليهود له قبل مدة، عندما تجاوز حدود عمالته فأراد تهريب أسلحة من عصابات عائلة الأسد إلى لبنان.. وانطلق فحيح أفاعي الرفض يتهم بالخيانة كل من اعتبر الوثيقة المسرّبة قابلة للمناقشة!!

 

لكن كبيرهم يعلن اليوم بلسانه ما جحدوه وافتروا على الناس نكراناً له!!

 

وأما الكذبة المحورية في خطبة نصر الله –وفي جميع خُطَبه منذ اعترافه بدخول مجرميه إلى سوريا- فتتمثل في ادعائه أن مشاركته في جرائم النصيرية في الشام تحمي لبنان من " الإرهاب"!! ويشاء الله تعالى أن يعجّل في افتضاحه وتجليله بالخزي،  فلا تمضي على خطبته البلهاء سوى سويعات،  حتى يقهره " الإرهاب" فينفذ عملية انتحارية على حاجز لجيش لبنان الذي وضعه المجوس الجدد في موضع التابع الذليل،  بدلاً من أن يكون جيشاً للبلد!!