27 محرم 1439

السؤال

هل مساجد مكة كلها حرم والصلاة فيها كأجر الصلاة في الحرم نفسه جزاكم الله خيرًا ؟

أجاب عنها:
عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ

الجواب

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبعد :
فجميع مساجد الحرم حرم ؛ فما كان داخل الأميال فيسمى حرمًا ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية كان نازلاً خارج الحرم ، فإذا أراد أن يصلي دخل الحرم أي صلى داخل الأميال ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض ، لم يحرمها الناس فهي حرام بتحريم الله لها ، فجعل الحرم عمومًا حرام سفك الدم فيه ، وعضد شجره ، والتقاط لقطته لم يخصصه بالمسجد الحرام ، وإنما علقه بعموم الحرم ، وقوله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام يشمل جميع الحرم ؛ لأن الله يقول : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وهو أسري به من بيته) ، ومن الأدلة أيضًا قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ) الآية ، ومعلوم أن الكافر لا يجوز إدخاله الحرم كله ، وليس هذا الحكم مختصًا بمسجد الكعبة .
فجميع الحرم فيه الفضل ، ولا يختص بذات المسجد ، وإن كان الإنسان يرى في نفسه أن قربه ومشاهدة الكعبة أولى من غيره ، وأنه إذا صلى في المسجد الحرام وشاهد الكعبة يرى لهذا في نفسه شأنًا ليس كما إذا صلى في سائر مساجد مكة ، لكن مع هذا كله نقول : إن الصحيح أن جميع الحرم تضاعف فيه الصلاة ، ويدخل في عموم حديث المضاعفة . والله أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.