التحالف النصيري الرافضي على سنة لبنان
21 جمادى الأول 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

لم تكن الحرب الدائرة في سورية منذ أكثر من ثلاث سنوات هي فاتحة معاناة أهل السنة بلبنان , بل يرجع تاريخ المعاناة إلى زمن ما بعد الحرب الأهلية , حيث بدا واضحا زيادة دور الرافضة سياسيا وعسكريا من خلال كيانهم المزروع هناك "حزب الله" على حساب دور أهل السنة .

ولم تكن المواجهات - التي زادت حدتها مؤخرا - بين منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية النصيرية الموالية لبشار وحزب الله وليدة الأزمة السورية الراهنة , بل ربما يمكن اعتبار انطلاق الثورة السورية القشة التي قصمت ظهر البعير هناك , ليظهر بعدها مدى تغول الأقلية الشيعية المتحالفة من النصيرية والمارونية والعلمانية على حساب الأكثرية السنية .

إن تاريخ الخصومة بين هاتين الطائفتين قائمة منذ الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، وكانت المواجهات بينهما تندلع لأسباب تتعلق غالبا بمعارضة أو تأييد الحكومة السورية التي يقودهه النصيريون "العلويون" , إضافة لأسباب سياسية متعلقة بالشأن اللبناني الذي لم ينأى النظام السوري عن مواصلة التدخل فيه حتى بعد خروجه من لبنان عام 2005م .

إن تحالف الحزب العربي الديمقراطي المحسوب على الطائفة النصيرية مع سورية منذ الحرب الأهلية (1975- 1990م ) ، وانخرطه إلى جانب الجيش السوري في قتاله ضد حركة التوحيد الإسلامي السنية التي كانت تتمركز في باب التبانة , زاد من حدة الخصومة والمواجهات بين الطرفين التي وصلت إلى أشدها عام (1984- 1986م) , كما أنها تجددت في عام 2008م .

وبعد اندلاع الثورة السورية ولمجرد دعم أهل السنة بلبنان لمطالب الشعب السوري , وخروج مظاهرة حاشدة في باب التبانة دعما للثورة الشعبية السورية , اندلعت المواجهات من جديد في يونيو/حزيران 2011، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص وجرح 59 آخرين , لتصبح ظاهرة تجدد الاشتباكات حدثا متكررا مرتبطا بتوجيهات حزب الله والنظام السوري وعملائه في لبنان .

ومن الملاحظ أن هذه الاشتباكات غالبا ما ترتبط بتسارع الأحداث في سورية , ويبدو أن أي تقدم للثوار هناك أو تحقيقهم أي إنجاز على الأرض يعقبه مباشرة تجدد للاشتباكات في طرابلس بين باب التبانة وجبل محسن .

وعلى الرغم من التضخيم الإعلامي لإنجازات وانتصارات النظام السوري وحلفاءه بحزب الله , إلا أن ضربات الثوار الموجعة حتى في المناطق التي يزعم النظام أنه انتصر فيها - كما حدث مؤخرا في يبرود بالقلمون - حيث استطاع الثوار السيطرة على نحو 40 دبابة من المستودعات القريبة من مطار "السين" الحربي , ناهيك عن الخسائر الفادحة في الأروح لشبيحة الأسد وحزب الله....

كل ذلك جعل النظام السوري وحلفاءه بحزب الله – على ما يبدو - يستخدمون ورقة منطقة طرابلس اللبنانية لصالحه في وقت الأزمات , حيث يعمد على إثارة التوتر هناك باستفزاز أهل السنة لإعادة الاشتباكات , ليضمن استمرار ولاء أنصاره في جبل محسن باعتباره الحامي الوحيد لهم , ناهيك عن تصدير أزمته الداخلية إلى الخارج وخاصة دول الجوار .

لقد ارتفعت حصيلة الاشتباكات بين مجموعات سنية وأخرى علوية في مدينة طرابلس شمالي لبنان إلى 11 قتيلا منذ مساء الخميس ، بينما تشير حصيلة الاشتباكات في الجولة الأخيرة خلال أسبوع إلى أكثر من 23 قتيلاً و 165 جريحا حسب مصادر أمنية لبنانية .

وبدأت هذه الجولة من المواجهات – كالعادة - باستفزاز من قبل جبل محسن الموالي لبشار وحزب الله , فقد قتل رجل سني مقيم في جبل محسن في 13 مارس/آذار الجاري برصاص أطلقه رجلان ملثمان كانا على دراجة نارية في وسط طرابلس قبل ثمانية أيام .

وقال مصدر أمني لبناني إن أعمال القنص مساء الجمعة في مدينة طرابلس أدت إلى مقتل سبعة أشخاص، أربعة منهم في باب التبانة، وثلاثة في جبل محسن , وكان رجل رابع توفي في جبل محسن الجمعة، متأثرا بجروح أصيب بها قبل يومين.

ويبدو أن هذا التحالف النصيري الرافضي ضد أهل السنة في لبنان قد توسع ليشمل معظم المؤسسات اللبنانية بما فيها الجيش والشرطة والأمن , حيث يتم ملاحقة واستهداف أهل السنة أينما وجدوا في لبنان , في موجة عداء لم يسبق لها مثيل كما أعرب عن ذلك بيان صادر عن علماء جبل لبنان منذ يومين .

واعتبر البيان أن القضاء بلبنان يفتقد إلى المصداقية ؛ لأن رجال القانون لا يطبقون القانون ، وإذا طبقوه فهو يطبق على فئة دون الفئات الأخرى، كما أن بعض رجال الجيش يضعون أهل السنة بلبنان وحدهم موضع الشك والريبة ، حيث يتم اعتقال شباب أهل السنة دون غيرهم بتهمة العنف والإرهاب , وخاصة إذا كانوا من الناشطين في مجال العمل الإسلامي أو الإنمائي والإنساني .

كما اشتكى البيان من رجال الأمن الذين يعتقلون الأبرياء ويدعون المجرمين الحقيقيين والإرهابيين الآخرين يصولون ويجولون ويقتلون ويفجرون ويدمرون دون أن يحاسبهم أحد ، ودون أن يتجرأ أحد على مواجهتهم بسبب انتمائهم الحزبي أو المذهبي , في إشارة إلى ما يفعله حزب الله ومليشياته في لبنان وسورية .

فأين هو التحالف السني العربي والإسلامي في مواجهة هذا التحالف الرافضي النصيري ؟!!