بين دحلان وعباس..هل ينكشف المستور؟
20 جمادى الأول 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

عظيمة هي النكبة التي أصابت العرب والمسلمين عند احتلال الصهاينة لأرض فلسطين وعظيمة ايضا حجم الخيانات والمؤامرات التي أحاطت بظروف قيام الكيان الصهيوني وما تبع ذلك...

 

إن الخيانات والمؤمرات عندما تأتي من الغرب الصليبي الحاقد عقائديا وتاريخيا على المسلمين فهو أمر طبيعي ومتوقع أما المؤمرات والخيانات التي أصابت القضية الفلسطينية من أبناء جلدتها فهي الأخطر والأعظم وهي التي أوصلت القضية إلى هذه الضائقة التي تمر بها الآن...

 

مرت القضية الفلسطينية في جميع مراحلها تقريبا بمحاولات من معظم الأنظمة العربية لاستخدامها بشكل أو آخر؛ فتارة يستخدمونها لزيادة شعبيتهم عندما يتحدثون عن المساعدات والإعانات التي يقدمونها للشعب الفلسطيني والتي تتمخض في النهاية عن فتات وتارة يستخدمونها من أجل تصفية الحسابات بينهم وبين بعضهم البعض فيقربون فصيل ما ويبعدون آخر ويشعلون الخلافات بين هذا وذاك, حتى وصلت الأوضاع إلى الحالة التي نراها الآن....

 

ورغم أن الحديث حول عمالة البعض وتآمره على القضية الفلسطينية من القيادات التابعة لبعض الحركات التي ترفع "لواء المقاومة والنضال" قديم ولكنه كان دائما يخفي أكثر مما يعلن بسبب تشابك المصالح والتجاذبات التي تحيط بالقضية....

 

إلا أنه من أيام تفجرت الخلافات بشكل واسع بين قياديين من أكبر قيادات منظمة فتح المسيطرة على السلطة الفلسطينية والمتحدثة باسم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية والممثلة لهم في المنظمات العربية والعالمية...الخلافات بدأت منذ وقت طويل بين محمود عباس رئيس السلطة ومحمد دحلان أحد أهم رجالات عباس وفتح قبل أن تجمد عضويته وأرجع البعض حقيقة الخلافات لانكشاف محاولة دحلان الإطاحة بعباس من أجل أن يتولى هو رئاسة السلطة وقد أدى هذا الخلاف إلى تجميد عضوية دحلان بمنظمة فتح وإحالته للتحقيق إلا أنه رفض المثول للتحقيق واستقر لفترة في دبي وانقطعت لفترة أخباره قبل أن يصعد عباس اتهاماته له بالتورط في اغتيال قيادات فلسطينية رفيعة من أهمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالتعاون مع الاحتلال كما وجه له اتهامات بالفساد والتربح ...

 

ولم يسكت دحلان عن هذه الاتهامات التي كالها له عباس على مسمع من العالم كله خلال مؤتمر للمجلس الثوري لحركة فتح فرد عليه في حديث لقناة فضائية مصرية خاصة معروفة بدعمها لدحلان وللسلطة الحالية في مصر, حيث وجه دحلان لعباس اتهامات بالعمالة والفساد..إعلان دحلان للاتهامات من مصر ومن قناة موالية للنظام القائم  جعل القاهرة تدخل على الخط في خلاف ناري داخل حركة فتح بعد أن كانت طرفا في خلاف حماس وفتح عندما انحازت مؤخرا لفتح واعتبرت حماس جماعة "إرهابية" بدعوى أنها تدعم جماعة الإخوان وهو ما زاد من تقارب فتح مع النظام القائم في مصر ولكن الاتهامات الأخيرة بين رجلين مقربين من النظام المصري أسفر عن حرج بالغ خصوصا مع ما قيل عن رفض القناة استقبال ممثل لفتح للرد على اتهامات عباس..الأزمة مرشحة للتصاعد والاتهامات للاتساع وقد تكشف عن المستور في علاقة رجلين من أهم الرجالات الذين دارت حولهم الكثير من الشبهات والأقاويل حول دورهم في التفاوض المخزي مع الكيان الصهيوني والتنازلات المتتالية له والتعاون الأمني معه ضد حركات المقاومة مثل حماس والجهاد...

 

ولعل ما جرى في غزة قبيل سيطرة حماس عليها إثر خلاف مع فتح تتكشف الكثير من جوانبه الآن بعد أن اتهمت حماس بشكل مباشر دحلان بالوقوف وراء الصدع الذي أسفر عن انفصال غزة عن الضفة...ولعل هذه المعركة تكشف أيضا عن دور دحلان بشأن ما يجري في سيناء من قبل بعض أتباعه الذين هربوا من غزة عقب الاشتباكات مع حماس...

 

إن المأساة الحقيقية فيما يحدث هو حالة الإحباط التي وصل إليها المواطن الفلسطيني في ظل الأوضاع المتدهورة لبعض قياداته وتكالبهم على المناصب والمصالح رغم الأوضاع المتدهورة التي يعيشها هذا المواطن في ظل قمع الاحتلال وتجويعه له.