2 رجب 1435

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد..
أنا طالب مبتعث في الولايات المتحدة ولم أوفق في دراستي إلى الآن مع أني بذلت من الجهد الكثير، وأنا موكل أمري لربي بأن ربي اختار لي الطريق الصحيح ولن يضيع عملي، لكن ما يحزنني هو أبي وأمي وإخواني لا يثقون بي ولا أحد يصدقني.
وكلما أقول لهم إن أموري ليست جيدة وأني أعمل ما أستطيع ووكلت أمري لربي، يقولون انظر إلى فلان فهو ليس أفضل منك وانظر لأبناء أختك أفضل منك، ولا تفضحنا أمام الناس ويشعرونني بأني إذا لم يُكتب لي النجاح والتوفيق؛ فأنا إنسان فاشل وكل الناس أفضل مني وأني لا أدرس، وإذا لم أنجح فإن حياتي ستنتهي، مع العلم بأن أمور العائلة المادية ممتازة ومن ذوي الدخل المرتفع وهم والله لا يعلمون عني شيئاً، ويشهد الله علي بأن مكافأتي أسدد منها سكني وكتبي واحتياجاتي ولا يبقى معي شيء.
أبلغ من العمر ٢٧ سنة وأعيش في هم وحزن وضغوطات من أمي وأبي وإخواني، وهذا التيرم معدلي ضعيف ولن أفلح فيه.. تعبت نفسيتي لدرجه لا أريد الذهاب للجامعة وكرهت الدراسة وأريد العودة لبلدي لكني أخاف لأني أعلم ما ينتظرني من تجريح وكلام يقطع قلبي فلا أحد يصدق مدى التعب الذي تعبته، وكل اللوم سيكون عليّ مع العلم بأني أعلم بأن الله مقدر أرزاق الخلق وما يصير في حياتهم وأن الرزق من رب العالمين، ولا أصدق ما يقال بأن هناك شخصاً ذكياً وشخصاً غبياً؛ بل كلهم متساوون ولكن كل شخص وما كتب له الله من رزق في الدنيا وهل هو سعيد أم شقي..
وأنا على يقين بأن كل شخص يتقن شيئاً في حياته وأن ربي ما خلقنا كلنا سواسية في الأرزاق، ولكن أحزن على حال أهلي وتفكيرهم بهذا الشكل لكن وكلت أمري لله وعلى الله توكلت.. وآسف على الإطالة.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

- الابن الكريم دعني أنصحك بعدة نصائح واضحة لا لبس فيها تقرر بعدها موقفك، وأرى أنك بحاجة إلى: (تقييم حقيقي لحالك، وناصح قريب ينصحك يكون على دراية دقيقة لحالك، وخبير يصوب خطوتك، وقلب حاضر مع ربك يطمئنك ويهديك... ابحث عن ذلك ستجد حلا لمشكلتك..
وببعض التفصيل ما يلي:
- أفضل الطرق أمام المشكلات هو مواجهتها وليس التهرب منها، فقرر فورا أن تواجه مشكلتك ولا تتهرب منها.
- الصراحة مع النفس شيء رائع ولا يخسر أبدا من صارح نفسه وصدقها، فالزم ذلك ففيه الانتصار دوماً.
- أرجو منك أن تضع تقييما حقيقيا لحالتك الدراسية وحالتك بالجملة في بلاد الغربة، وأن تسأل نفسك أسئلة واضحة، هل بالفعل أنت غير قادر على الدراسة وغير قادر على النجاح؟ أم أن ذلك وهم، وهل بذلت جهدك الحقيقي والفعلي ففشلت أم لا؟ أم أنه نتيجة بعض المعوقات التي يمكنك تفاديها؟ أم أنها بسبب أو آخر، وما هي طرق تفادي ذلك؟
- اسأل نفسك سؤالا واضحا، هل قلبك حاضر مع ربك سبحانه بالفعل؟ وهل جمعت شملك بين يدي ربك، أم أنك مشتت، ومن ثم فابحث عن شملك واجمعه بتوبة صادقة وبدعاء ملح دائم وبتدارك ما فات من تقصير في حق الله سبحانه، فرد المظالم، وادم الاستغفار.
- اسع أن تتشاور مع من تثق فيهم من أصدقائك في الغربة، وشاور من تثق فيهم من أهل الديانة وأهل التخصص ولو أن تدفع في سبيل ذلك مالا أو تتكبد مشقة فالأمر هام بالنسبة لك.
- استخر ربك بعد ذلك وصارح والدك بشكواك عبر رسالة مكتوبة كتابة جيدة، كن فيها مهذبا بارا به، وخاطب فيه الأبوة، ولا تقتل أمله فيك، لكن كن متدرجا في حديثك معه عن مشكلاتك، وأشركه معك.