عززوا صمود "القلمون"
2 جمادى الأول 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

رغم الصمود الأسطوري الذي يبديه مجاهدو الجيش السوري الحر والكتائب الإسلامية في القلمون عموما وفي مدينة يبرود بشل خاص في وجه آلة القتل الوحشي الأسدي المدعوم من مليشيات شيعية لبنانية وعراقية , إلا أن ذلك لا يعني أن أن نترك هذه المدينة الاستراتيجية وحيدة في مواجهة ذلك العدوان , بل لا بد من دعمها ماديا ومعنويا لدحر هذه الهجمة الشرسة على المنطقة . نعم ..قد تكون الأخبار الواردة من هناك مبشرة ومطمئنة , فقد ذكر ناشطون أن خسائر قوات الأسد النظامية قد ارتفعت في معركة يبرود خلال الـ24 ساعة الماضية , حيث تمكن الثوار من تدمير طائرتين وخمس دبابات وجرافة لقوات الأسد ، كان آخرها دبابة أصيبت بصاروخ كونكريس على محور سحل ، وفقًا للشرق الأوسط . كما أشارت الهيئة العامة للثورة السورية عن مقتل 64 شخصا لعناصر من "حزب الله" اللبناني خلال المعارك مع الثوار في يبرود , منهم القيادي في "حزب الله" زهير أبو رافع , ناهيك عن الخسائر الكبيرة في العتاد العسكري , وخاصة في اللواء 128 في القلمون التحتاني , الذي شن الثوار عليه هجوما أسفر عن تدمير أكثر من 6 دبابات و4 مدافع ميدانية وعشرات العناصر . إلا أن هذه الأخبار المبشرة لا ينبغي أن تخدرنا , كما أنها لا ينبغي أن تنسينا حقيقة الحشد الشيعي الكبير لإسقاط هذه المدينة , خاصة إذا علمنا شدة معاناة أهل المدينة من الحصار الخانق المفروض على المدينة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع , وأثره على صمود الثوار وقدرتهم على المواجهة والمتابعة , إضافة للحشد العسكري المتواصل والمتزايد يوما بعد يوم . فقد ذكر الناشط عامر القلموني أن ميليشيا فيلق البدر (العراقي) انضمت أخيرا إلى القوات النظامية التي تكبدت خسائر كبيرة ، ناهيك عن أكثر من 400 من عناصر "حزب الله" بقيادة 12 قائدا كانوا قد اجتازوا الحدود اللبنانية السورية إلى يبرود لحسم المعركة لصالح بشار , وقد تلقوا تدريباتهم في ثكنات الحرس الثوري الإيراني . وفوق هذا وذاك فإن النظام لن يتورع أبدا عن قصف المدينة بالأسلحة المحرمة دوليا تمهيدا لاقتحامها بعد أن استعصت عليه طوال تلك المدة , وقد حدث هذا بالفعل اليوم , حيث قالت "تنسيقية مدينة يبرود" : إن الطيران المروحي استهدف قرية "السحل" والتلال المحيطة بها في منطقة "القلمون" بالقنابل العنقودية المحرمة دوليًّا. كما ذكر "المركز الإعلامي في القلمون" أن قوات الأسد المدعومة من الميليشيات الشيعية استهدفت منطقة "القلمون" منذ عشرين يومًا بأكثر من ‫108 غارة جوية بـ"الميغ" و"السوخوي" , قامت خلالها بإلقاء ‫‏صواريخ فراغية أدت لدمار هائل في البنية التحتية لمدينة يبرود ، كما تم قصف المدينة وما حولها بصواريخ ‫‏"أرض - أرض"، ووصل عدد الصواريخ إلى ‫‏أحد عشر صاروخا .

 

 

إن قانون الأسباب والمسببات ووجوب الأخذ بها في دين الله تعالى , يحتم على المسلمين من أهل السنة تقديم أسباب صمود الثوار في سورية عموما , وفي يبرود والقلمون خصوصا , وذلك من خلال الدعم العسكري المتواصل والممكن للثوار هناك , فالمنطقة جبلية وعرة يمكن من خلالها إيصال السلاح . وبالإضافة للسلاح لا بد من من إيصال الغذاء والدواء , فالجوع سلاح فتاك في إضعاف قدرة المحارب على القتال , كما أن الدواء عنصر أساسي في الحفاظ على أرواح المصابين من الثوار . ويأتي الدعم المعنوي لصمود الثوار هناك مكملا ومتمما للدعم العسكري والمادي , فلا شك أن رفع الروح المعنوية للمجاهدين هناك , والتأكيد على أنهم يسدون ثغرة من ثغور الإسلام , وأن ثواب المرابطين والمجاهدين يشملهم ويعمهم بإذن الله , ما دامت النية خالصة في سبيل الله , يزيد من أسباب صمودهم ونصرهم على أعدائهم قريبا بمعونة الله .

 

 

إن معركة يبرود والقلمون معركة مصير ووجود بالنسبة للنظام على ما يبدو , يظهر ذلك من خلال الحشد الكبير استعدادا لاقتحامها , ولا بد أن تكون المعركة كذلك من باب أولى بالنسبة للمسلمين من أهل السنة , فلطالما ارتفعت الأصوات المنبهة لطبيعة المعركة بيننا وبين الشيعة منذ استباحتها لدماء المسلمين من أهل السنة في كل من العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية والإسلامية منذ فترة ليست بالقصيرة . وإذا كانت حقيقة المعركة بيننا وبين الرافضة معركة وجود وبقاء تماما كما هي معركتنا مع اليهود وأعوانهم , فإن على جميع الدول العربية والإسلامية السنية , تقديم الدعم السريع والعاجل لمواصلة صمود الثوار هناك , فالسوريون لا يدافعون عن وجودهم فحسب , بل يدافعون عن وجود أهل السنة في المنطقة بأسرها .