28 ربيع الثاني 1436

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر خمسة وعشرين عاما، عقدت شرعيا قبل تسعة أشهر، وسبب تأخر زواجي أن خطيبي كان يدرس، فأهلي كثيرا ما يلومونني على تأخر زواجي رغم إننا حددنا موعد الزواج، أشعر أن خطيبي يحبني جدا ولكن عنده بعض الهفوات، فمثلا يقلل من اتصالاته ويقول إنه مشغول، وأيضا لا يشتري لي هدايا، فأشعر منه بعدم الاهتمام، أهلي دائما يقولون لي أنه لن يتم أمر زواجكما لأنه لا يحبك، فكيف لا يحبني وهو الذي اختارني فأنا في حيرة بين أفعال خطيبي وملامة أهلي لي على أفعاله رغم أنه يأتي كل أسبوع وبصفة مستمرة في الموعد المحدد له ليسأل عني ويراني..

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

الابنة السائلة.. صبرت على خطيبك حتى أتم دراسته، وحتى تم العقد الشرعي، فهذا العقد لم يتم إلا منذ تسعة أشهر فهذه فقط هي الفترة الأساسية لارتباطك وليست قبل ذلك، فهذا هو الحساب الصحيح لميعاد خطبتك، وتسعة أشهر ليست بكثير..
أيضا كما فهمت أن زوجك هو الذي اختارك زوجة له، ويعترف لك بحبه ويمدح في أخلاقك وأدبك ودينك، لذلك عليك أن تنتبهي لعدة أمور:
1- لا تدعي كلام الناس أو تعليقاتهم الهدامة تكون حاجزا بينك وبين خطيبك، فأنت الآن أصبحت زوجة له.
2- تشتكين من خطيبك عدم الاتصال بك، فهذا ليس بعيب لأنه يجد فعلا نفسه مشغولا، فليس الاتصال علامة على وجود الحب أو عدمه، فكم من الناس تواصلوا بالهواتف وغيرها وكانت بعد ذلك العلاقات بينهم معدومة.
3- تشتكين عدم الاهتمام منه بعدم تقديم الهدايا فهل يا ترى حاولت أنت بنفسك تقديم هدية له؟ حاولي تقديم هدية له فربما يكون ذلك رسالة بطريقة غير مباشرة، وربما يكون هو غير منتبه أصلا لذلك.
4- لا تغتري بالمظهر الكاذب، وحاولي تربية نفسك على الرضا بما كتبه الله لك، ولا تستقبلي منه الإساءة وعدم الاهتمام إلا بالإحسان وحسن الاهتمام مراعاة لوجه الله تعالى.. فالله تعالى سوف يجازيك جزاء من جنس العمل.
5- حاولي بلطف التعليق له على الانضباط بالموعد المحدد للعُرس، وإذا جاء الموعد ولم يتمم الزواج ففي هذه الحالة قفي معه وقفة جادة لوضع حد لذلك في أقرب وقت، ومعرفه ما الشيء الذي يعطله عن إتمام الزواج، فإن كان السبب ماديا فلا تحاولوا إرهاقه في الجهاز وغيره، ولكن قدر المستطاع الرضا بالقليل علامة البركة في البيت السعيد، أو محاولة إمداده بيد المساعدة من قبل أهلك بأي وسائل الإسراع، فإن ماطل بعد ذلك.... فقد حكم على نفسه وقد بانت حقيقته قبل الزواج، وإن وجدت منه الرغبة في الإنجاز بلا معوقات فهو كذلك
6- عليك دائما حسن الظن بالله تعالى فإن كل ما عند الله تعالى خير، واعلمي أن الزواج رزق، وأن راحة البال رزق، والسعادة رزق، فعليك بتقوى الله تعالى واللجوء له سبحانه ولا تنسي قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2-3]..