الحوثيون وسقوط هيبة الدولة
4 ربيع الثاني 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

جاءت سيطرة الحوثيين على مواقع هامة تابعة لقبيلة حاشد اليمنية بعد معارك عنيفة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من الجانبين لتظهر خطورة الظاهرة الحوثية الشيعية في اليمن والتي تذكرنا بظاهرة حزب الله اللبناني الذي أصبح تدريجيا أقوى من الدولة ولم تعد تجربته قاصرة على الداخل اللبناني بل امتدت لتصل إلى سوريا حيث يخوض الحزب حربا حقيقية دفاعا عن نظام الأسد وبشكل علني دون حياء أو إنكار, ومن يعلم بعد ذلك إلى أين ستصل هذه الظاهرة ؟! ...

 

يحدث ذلك وسط صمت تام من كافة الأطراف المعنية وعلى راسها الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة والدول الكبرى التي تغض الطرف عن تدخل الحزب في سوريا...ظاهرة الحوثيين لم تبدأ هذه الأيام في اليمن ولكنها ظاهرة قديمة منذ عهد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الذي خاض ضدهم عدة حروب كلها فشلت في وقف تمددهم وازدياد نفوذهم بسبب الدعم الإيراني اللامحدود والذي يمر أمام أعين الغرب دون حساب أو عتاب في محاولة لتضخيم الوحش الشيعي لتبرير الوجود العسكري الغربي في المنطقة وإخافة أهلها لكي يزداد اعتمادهم على السلاح والنفوذ الغربي ...لقد استفاد الحوثيون كثيرا من حالة الاضطراب الأمني التي يشهدها اليمن بعد الثورة على نظام صالح وحالة الفراغ السياسي التي تعيشها البلاد وعدم ضبط الحدود البرية والمائية التي تتدفق منها الأسلحة إلى داخل اليمن....

 

إن تمدد الحوثيين في اليمن وتمكنهم أولا من إجلاء السلفيين من دماج وتهجيرهم من منازلهم بعد معارك طويلة وقصف بمختلف الأسلحة الثقيلة تحت سمع وبصر الحكومة المركزية التي تبنت الاتفاق وأشرفت على تنفيذه نزولا على رغبة الحوثيين وصرحت بوضوح بأنها لا تضمن أمن السلفيين في دماج إذا ظلوا فيها وأن عليهم الخروج منها حتى تتوقف المعارك....والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن لدولة ولجيش ما أن لا يستطيع حماية أمن مواطنيه ويجبرهم على ترك منازلهم من أجل رغبة مواطنين آخرين يجاهرون بالوقوف في وجه الدولة ويرفعون السلاح ضدها منذ سنوات طويلة ولا يخفى على أحد ارتباطهم بالخارج وتلقيهم الدعم من دول لها أطماع في البلاد...

 

ليس من المستبعد الآن أن يتجرأ الحوثيون ويقتحموا العاصمة صنعاء ويقيموا دولتهم الشيعية التي عملوا منذ أول يوم حملوا فيه السلاح على إقامتها لتكون ظهيرا لإيران في حلمها لإعادة تكوين الإمبراطورية الفارسية التي حطمها الإسلام....إن تنامي قوة الحوثيين وانشغال الحكومة بالتوازنات السياسية مع عدم حسم القضايا الخلافية بشكل واضح بالرغم من التوقيع على وثيقة الحوار ينذر بعواقب وخيمة في اليمن أقلها قد يكون الدخول في صراع أهلي وتفتيت البلاد خصوصا مع استمرار مطالبة بعض فصائل الجنوب بالانفصال واستخدامهم السلاح.. ..

 

إن الموقف الحازم التي تتخذ أمريكا ضد عنصر تنظيم القاعدة في اليمن لا يقابله موقف حاسم مع سلاح الحوثيين المتنامي والمهدد لأمن الكثيرين من شرائح المجتمع اليمني والذي كان يرفع شعار الموت لأمريكا حتى وقت قريب, وهو ما يثير الكثير من الشكوك حول الموقف الغربي في المنطقة وأهدافه..

 

إن الحوثيين ليسوا إلا حلقة من حلقات المخطط التوسعي الشيعي والذي لا يقتصر على نشر التشيع وسيلة من أجل اختراق الدول السنية والتغلغل فيها بل يسعى أيضا لتشكيل مليشيات موالية له تنمو تدريجيا داخل دول المنطقة كل على حسب وضعها حتى تصبح هي المسيطرة على الدولة وهو ما تسعى إليه حتى هذه اللحظة في البحرين وإن كانت يقظة دول التعاون قد أفلحت في إحباط هذا المخطط حتى الآن ولكن إيران لم تيأس من تكرار المحاولة....