هل يسعى المالكي لعسكرة احتجاجات السنة؟
25 صفر 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

إذا كانت مظاهرات واحتجاجات الشعب السوري ضد ظلم بشار وطغمته الفاسدة في البلاد استمرت سلمية ستة أشهر , رغم القتل والتنكيل والملاحقة , فقد مضى على سلمية مظاهرات واحتجاجات واعتصامات العراقيين ضد سياسات المالكي الطائفية سنة كاملة , قبل أن يبدأ المالكي بمحاولة فض هذه الاعتصامات واقتحامها بقوة الحديد والنار .
فقد اندلعت اشتباكات متفرقة بين قوات عسكرية قادمة من بغداد وأبناء عشائر في عدد من مناطق مدينة الرمادي غرب العراق، واعتقلت قوات الأمن النائب في البرلمان عن محافظة الأنبار أحمد العلواني، في حين أعلنت السلطات المحلية فرض حظر للتجول في الرمادي .
وبدأت المواجهات المسلحة مساء أمس الجمعة بين قوات من الجيش العراقي ومسلحين من العشائر قرب ساحة اعتصام الأنبار، في إطار حملة تشنها قوات الجيش بغرض فض الاعتصام بالقوة , وقد قامت قوات تابعة لمكتب رئيس الوزراء نوري المالكي بإطلاق النار على المعتصمين في الساحة فجر اليوم , مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجروح .
فهل هذا التطور يعني أن المالكي يسعى لعسكرة الاحتجاجات العراقية السلمية لتكون ذريعة فيما بعد لمواجهتها عسكريا كما فعل نظيره بشار في الثورة السورية ؟؟ وهل هذا مرتبط بصفقة الأسلحة التي حصل عليها المالكي مؤخرا من الولايات المتحدة الأمريكية ؟؟ مما يعد بمثابة ضوء أخضر أمريكي لقمع احتجاجات أهل السنة في العراق وإخمادها ؟؟
إن كثيرا من المؤشرات تدل على ذلك :
1- إن التصعيد غير المفاجئ من قبل المالكي ضد الثائرين من أهل السنة , لا يمكن أن يأتي من فراغ ودون ضوء أخضر ممن وضع المالكي على سدة الحكم في العراق قبل أن يخرج منها , والذي تمثل بتهديده عشائر محافظة الأنبار بحرق خيام الاعتصام المنصوبة في ساحة الاعتصام منذ أكثر من عام إن لم ترفعها في القريب العاجل , معتبرا أن صلاة الجمعة الموحدة أمس هي الأخيرة على حد قوله , واصفا "ساحة العزة والكرامة" بـ"ساحة "الفتنة ", ومتوعدا بإنهاء الاعتصام بالقوة , لأنه - بحسب قوله - تحول إلى مقر لكبار تنظيم القاعدة , العدو الوهمي الأكبر لأمريكا والغرب وأعوانهم في الشرق .
2- الزيارة الأخيرة التي قام بها المالكي لأمريكا , والتي لم يفصح عن أهدافها سوى ما قاله المالكي عن صفقة أسلحة مع أمريكا لمحاربة ما سماه الإرهاب , والذي يتمثل – حسب العرف الأمريكي الغربي الصفوي – بأهل السنة في المنطقة .
3- المواقف الأمريكية والغربية التي بدأت تتكشف شيئا فشيئا من الحرب الدائرة في سوريا والمنطقة , والتي تظهر تفضيلهم بقاء بشار وحلفائه على وصول الإسلاميين إلى السلطة هناك , مما يعني إعلان حرب شاملة على أهل السنة في كل من سوريا والعراق ولبنان , والتي يقودها الشيعة على يد المالكي في العراق وبشار في سوريا وحزب الله في لبنان , ومن يقرأ الأحداث جيدا في كل من هذه الدول الثلاث , يمكنه استنتاج وجود ضوء أمريكي غربي عالمي أخضر للقضاء على أهل السنة في المنطقة باسم مكافحة ومحاربة الإرهاب .
ولا يعني ذلك أن هذا التحالف الأمريكي الغربي الصفوي لا يمكن مواجهته , بل على العكس تماما , فإن هذا التحالف لم يكن ليفتضح ويظهر بهذا الشكل العلني المخزي , لولا التخوف الحقيقي من إنجازات المجاهدين من أهل السنة في أرض الشام , وثبات إخوانهم في كل من العراق ولبنان .
ففي أول رد على تهديدات المالكي قال أمير قبائل الدليم في العراق الشيخ علي الحاتم السليمان : إن عشائر الأنبار قادرة على مواجهة أي اعتداء تشنه القوات الأمنية والمليشيات التابعة لحكومة المالكي على ساحات الاعتصام ، وأكد في أن عشائر العراق هي التي وقفت ضد الإرهاب وليست حكومة المالكي .
من جهته، دعا خطيب الجمعة في سامراء الشيخ محمد أحمد مطر المالكي إلى الكف عما وصفها بسياسة الكيل بمكيالين ، قائلا : إن الحكومة تغض الطرف عن ممارسات المليشيات الشيعية التي تستهدف أهل السنة ، بينما تصف أهالي المحافظات الست المنتفضة ضد سياستها بأنهم إرهابيون .
إنه المصطلح البغيض الذي كان وما يزال مطية الغرب وأمريكا للقضاء على المسلمين في كل مكان , والذي ورثه الصفويون منهم لمحاربة المسلمين من أهل السنة .