أنت هنا

التغلغل الإيراني في اليمن والخليج
19 صفر 1435
د. عقيل المقطري

ورقة مشاركة في المؤتمر الثالث لرابطة علماء المسلمين
المنعقد في استانبول بتركيا

للفترة ما بين(16ـ 18 )صفر 1435هـ (19ـ 21 ) ديسمبر 2013م
معد الورقة / عقيل بن محمد المقطري


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد :
فإن الدول القوية التي تمتلك السلاح النووي تسعى جاهدة لإخضاع  واستعمار الدول الضعيفة لهيمنتها ولسرقة خيراتها وثرواتها ولفرض ثقافتها لذلك جهدت إيران لامتلاك السلاح النووي من أجل ذلك وغيره وهي الدولة التي تتبنى الفكر الرافضي الإثني عشري المصادم والمخالف لمذهب أهل السنة والجماعة التي تتبناه عامة الدول الإسلامية ومنها دول الخليج العربي واليمن والتي تعد من أغنى البلدان في الثروات المتعددة والمتنوعة وخاصة النفط ومنذ قيام الثورة الخمينية تظاهرت  إيران بعداوتها للولايات المتحدة التي تعد الحليف الأول لدول المنطقة وعادت عداوة حقيقة كل الدول الإسلامية الحليفة لأمريكا وخاصة المملكة العربية السعودية التي تحتضن الحرمين الشريفين لأن إيران عدوها الحقيقي هو الإسلام فهي تحاول جاهدة بسط هيمنتها ونفوذها ونشر مذهبها الخبيث وتصدير ثورتها الملعونة المشئومة ليس إلى الخليج واليمن فحسب بل لكل العالم الإسلامي وذلك من خلال قنوات متعددة فقد تبنت خطة خمسينية لهذا الغرض وتستفيد من الأحداث التي تطرأ على البلدان من فقر وحاجة واضطراب أمني وضعف قبضة الدول وتقدم الأول فالأول بحسب موقع البلد وأهميته من الناحية الاستراتيجية فها هي اليوم تركز على اليمن لأنه البوابة التي تستطيع من خلالها الدخول إلى المنطقة ولوجود الأرضية الخصبة لتغلغلها فالأمن غير مستتب والفقر والحاجة بعصف بنحو ثمانية عشر مليونا من السكان فهي تسعى لعمل طوق على دول الإقليم وخاصة على المملكة العربية السعودية فهي تحاصر دول الإقليم من الجهة الشرقية والشمالية وتحاول جاهدة من الناحية الجنوبية .
إن إيران التي أصمت آذاننا بإظهار العداء لليهود وأمريكا حتى صنفت أمريكا بأنها الشيطان الأكبر ها هي اليوم تظهر على حقيقتها فهي الخنجر المسموع في خاصرة الإسلام والمسلمين فهي من وطأ لدخول الأمريكان لأفغانستان والعراق بعد أنت تدعي المقاومة والممانعة فهل هذا من المقاومة أم من الممانعة وها هي تسهل للأمريكان تدمير أسلحة سوريا الكيميائية والتي تعد حليفها الاستراتيجي في المنطقة مقابل بقاء الأسد على سدة حكم سوريا أو بقاء أجهزة الأمن النصيرية في حكم سوريا وبالأمس القريب توقع إيران اتفاقا مع دول الغرب ومنها أمريكا ينص على توقفها عن التخصيب العالي لليورانيوم وها هي إيران تستلم من الغرب الجائزة تلو الأخرى فبالأمس سلمت لها العراق وغدا سترحل أمريكا من أفغانستان وستسلمها لإيران وسيسمح لها بالتمدد والتغلغل في دول الخليج واليمن وتصريحات أمريكا حول الحركة الحوثية أكبر شاهد فهي من أشد المدافعين عنهم بل وفرضتهم على مؤتمر الحوار وأعطتهم مقاعد أكبر من حجمهم مقابل تقزيم المشروع الإسلامي المتجذر ذي الانتشار الأوسع في أوساط الشعب اليمني تاركة السلاح بيده الذي كان يفترض أن يكون تسليم السلاح الثقيل والمتوسط مقابل دخوله في الحوار ولذلك فإن دول الخليج منزعجة وقلقة من اتفاق الغرب مع إيران لأن الغرب تجاوزها ولم يشركها فيه ودول الخليج لها تجارب مريرة مع اتفاقات الغرب التي تعقد وراء الكواليس وتحت الطاولات إذ أن الاتفاقات السرية هي الأكثر خطورة على تلك الدول وستظهر تلك الاتفاقات على أرض الواقع قريبا ومن ذلك أن اليهود كانوا غير راضين عن ذلك الاتفاق وقلقين للغاية وكانوا يصرحون بأن المستفيد الأكبر من هذا الاتفاق هو إيران غير أنهم وقبل أيام عادوا ليصرحوا بأنه لا توجد عداوة بينهم وبين إيران وأن إيران لا تستهدف اليهود ولا اليهود يستهدفون إيران وهذا التصريح كاف عند العقلاء لتكذيب زعم الإيرانيين عداوتهم لليهود وأمريكا وزعمهم للمقاومة والممانعة ومما يزيدنا يقينا تدخلها الواضح هي وعملاؤها في المنطقة (حزب الله والحوثيون) في الشأن السوري بتلك الحجة فهي المقاومة ضد الشعب السوري أم ضد اليهود .
وفي هذه الورقة الموسومة بـ ( التغلغل الإيراني في اليمن والخليج ) والمقدمة للمؤتمر الثالث لرابطة علماء المسلمين المنعقد في استانبول بتركيا للفترة ما بين (16ـ 18 صفر 1435هـ ) (19ـ 21)من شهر ديسمبر 2013م تحت عنوان ( الأمة ومقاومة العدوان )سأبين هذا التغلغل من خلال عدة محاور :
الأول :التغلغل العسكري والاستخباراتي. الثاني التغلغل الثقافي . الثالث : التغلغل الاقتصادي . الرابع : التغلغل الإعلامي . الخامس : التغلغل السياسي .

 

المحور الأول : التغلغل الإيراني في المجال العسكري والاستخباراتي في اليمن ودول الخليج :
أسست إيران عدة جبهات في الخليج واليمن، أخذت بعدا عسكريا في تنفيذ أجنداتها، فمن ذلك:
1-    حزب الله البحريني: والذي هو امتداد للجبهة الإسلامية لتحرير البحرين ومقرها طهران، وتهدف إلى إسقاط حكم آل خليفة في البحرين، نفذت اغتيالات بحق بعض ضباط المخابرات في البحرين، وتهريب الأسلحة للبلاد، والتخطيط للانقلاب، وبتنسيق مع المخابرات الإيرانية قررت الجبهة إنشاء جناح عسكري لها تحت اسم: (حزب الله البحريني) في منتصف الثمانيات من القرن الماضي، وقد قام الحزب بعدة عمليات تخريبية في البحرين ما بين عام 1994م، و1996م، وكانت الأسلحة ـ من مخلفات الجيش العراقي ـ تهرب إليهم عن طريق حزب الله الكويتي ، كل ذلك بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية التي كانت تهدف لتهريب السلاح عن طريق البحر مباشرة لحزب الله ـ البحرين ـ وقامت إيران بالتدريب العسكري لأعضاء حزب الله البحرين في شمال طهران، ولبنان شمل التدريب استخدام الأسلحة، والمتفجرات، وألعاب الدفاع عن النفس، وكيفية جمع وتوصيل المعلومات، وجمع وتأمين الأوراق السرية، وكيفية تزويرها.. كما تقوم المخابرات الإيرانية بالتأييد والحشد الانتخابي للتصويت لصالح القيادات الشيعية الموالية لها في البحرين. 
2-    حزب الله ـ الحجاز ـ
في منتصف الثمانيات وبالتحديد عام 1987م تم إنشاء الجناح العسكري لمنظمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية، واتفق على تسميته بحزب الله الحجاز، وتولى هذا الحزب العمليات الإرهابية في السعودية، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني لعمليات الإرهاب والفتنة، في أيام الحج، وتم التأسيس عن طريق الحرس الثوري الجمهوري الإيراني ، بإشراف ضباط المخابرات الإيرانية، وبتجنيد الشيعة السعوديين الذين يدرسون في قم الإيرانية، قام هذا الحزب بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية بافتعال المظاهرات الحاشدة في مواسم الحج بغرض القتل والتخريب، كما قامت بنشر الغازات السامة في بعض الأنفاق، وبعض التفجيرات في المناطق السكنية في الخبر. 
3-    حزب الله الكويتي : نشأ حزب الله ـ الكويت، في بداية الثمانيات بعد نشأة حزب الله اللبناني، واتخذ له أسماء منظمات وهمية مثل: طلائع تغيير النظام للجمهورية الكويتية، وصوت الشعب الكويتي الحر، ومنظمة الجهاد الإسلامي، وقوات المنظمة الثورية في الكويت، تأسس بمجموعة من شيعة الكويت كانت تدرس في الحوزة الدينية في قم، ويرتبط معظمهم بالحرس الثوري الجمهوري الإيراني، ويتدربون لديه، حاول الحزب اغتيال الأمير الكويتي عام 1985م، وخطف الطائرات المدنية، وتفجير مقهيين شعبيين، وقد حاولت المخابرات الإيرانية بعد سيطرتها على جنوب العراق بعد الغزو الأمريكي على إحياء هذا الحزب في الكويت، وتهريب السلاح له.  

 

الحركة الحوثية في اليمن:
في اليمن مذهبان رئيسان هما المذهب الزيدي ويمثل أقلية في اليمن، فبحسب تقرير “الحرية الدينية في العالم” لعام 2006، الذي تصدره وزارة الخارجية الأمريكية، لا تزيد نسبتهم  عن 30 في المائة من إجمالي سكان اليمن، الذي يبلغ 20 مليونا تقريباً.
 والمذهب الشافعي وهم الجمهور الأعظم من سكان اليمن والمذهب الزيدي من جملة المذاهب الشيعية والذي يتكون من عدة فرق  منها الفرقة الجارودية التي ينتمي إليها بدر الدين الحوثي الذي كان قد "سبق أن ادعى الإمامة في عهد الإمام يحيى وبويع فيها وتم سجنه … – ثم بعد ثورة 26سبتمبر، أيضاً ادعى الإمامة وقاتل الجمهورية في صعدة وانتصرت الثورة والجمهورية عليهم..
وحركة الحوثي هي استمرار للحالة السابقة، لكن الجديد فيها أنها دخلت طوراً جديداً، حيث لم تعد تدعي الإمامة بمفهومها التقليدي وإنما أرادت أن تكون صعدة مرتكزاً للمذهب الصفوي الحاقد على الأمة وعلى الإسلام أيضا" 
 وتعود جذور حركة الحوثي إلى الثمانينات من القرن الماضي، وبدأ أول تحرك مثمر ومدروس في عام 1982 علي يد العلامة صلاح أحمد فليتة، والذي أنشأ في عام 1986 اتحاد الشباب وكان من ضمن ما يتم تدريسه مادة عن الثورة الإيرانية ومبادئها قام بتدريسها محمد بدر الدين الحوثي.
وفي عام 1988 تجدد النشاط بواسطة بعض الرموز الملكية التي نزحت إلى المملكة العربية السعودية عقب ثورة 1962، وعادوا بعد ذلك وكان من أبرزهم العلامة مجد الدين المؤيدي والعلامة بدر الدين الحوثي.

 

إيران والحوثيون وتصدير المذهب:
في عام 1991م نشأ تنظيم “الشباب المؤمن”، بإيعاز من بدر الدين الحوثي بهدف جمع علماء المذهب الزيدي في صعدة وغيرها من مناطق اليمن تحت لوائه! وبالتالي دعم حزب “الحق” باعتباره يمثل المذهب الزيدي!. و”بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، من كبار علماء الشيعة، جارودي المذهب، يرفض الترضية على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويهاجم الصحيحين والسنن في كثير من مؤلفاته، ويتهم الإمام البخاري ومسلما بالتقول والكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إرضاءً للسلاطين؛ ومنه ورث ابنه حسين هذا المذهب، وسار عليه أنصارهم وأتباعهم”!.
وتفرغ بدر الدين الحوثي وأبناؤه للقيام على تنظيم “الشباب المؤمن”، الذي استمر في ممارسة نشاطه وتمكن من استقطاب الشباب والقبائل والوجاهات الاجتماعية في صعدة، كل ذلك برعاية شبه رسمية في حينها من قبل (علي صالح) تحت ذريعة توازن القوى والحفاظ على المذهب الزيدي من الانقراض.
هذا وقد أبدى حسين بدر الدين الحوثي اهتماما كبيرا بتنظيم الشباب المؤمن وتفرغ له عازفاً عن الترشح في مجلس النواب، تاركا المقعد، الذي كان يشغله لأخيه يحيي بدر الدين الحوثي.
وتنظيم الشباب المؤمن هو التنظيم الذي علق حسين بدر الدين الكثير من آماله وطموحاته عليه, وسعى لتوفير دعم كبير وهائل له سواء عن طريق الدعم الإيراني أو الدعم الذي كان يأتيه من قصر الرئاسة في حينها، وكان حسين الحوثي عضوا في البرلمان اليمني في الفترة ما بين 1993 إلى عام 1997 ممثلا للمؤتمر الشعبي العام “الحزب الحاكم”، بعدها أخذ في بناء قاعدة لتأييده خاصة في مديرية حيدان دون ترخيص قانوني، أطلق عليها اسم الحوزة وهي المدرسة التي انطلق منها لتغذية الطلاب بالأفكار الإيرانية والحقد الصفوي على أهل السنة.
وبدأ حسين الحوثي توسيع نشاطه خارج منطقة صعدة، ليؤسس مراكز مماثلة لمركزه في عدة محافظات وأظهر تطاوله وتهجمه على علماء الزيدية، وآراء المذهب وكتبه! , معتبرًا نفسه مصلحًا ومجددًا لعلوم المذهب وتعاليمه،  وقام بنشر العديد من “الملازم” والكتب التي تروج لفكره، وهو ما دفع علماء “الزيدية” لإصدار بيان نشرته صحيفة “الأمة” الناطقة باسم حزب “الحق”! حذر من ضلالات حسين الحوثي وأتباعه، منكرًا أن تمت أقواله وأفعاله إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة، ومحرمًا “الإصغاء إلى تلك البدع والضلالات والتأييد لها أو الرضا بها.

 

وفي سرعة خاطفة ونقلة نوعية قام حسين الحوثي بتحريض أتباع المذهب الزيدي على اقتناء الأسلحة والذخيرة تحسبًا لمواجهة الأعداء من “الأمريكيين واليهود”، واقتطاع نسبة من الزكاة لصالح المدافعين عن شرف الإسلام والمذهب ودفع بشبابه “الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15- 25 عامًا” لإظهار ثقله الديني والسياسي بالتظاهر في معظم المساجد وعقب صلوات الجمعة وترديد شعاراتهم ضد إسرائيل وأمريكا، وكانت قيادات الحوثي وعناصره قد تلقت تدريبات في إيران والعراق ولبنان بواسطة الحرس الثوري الإيراني، وفيلق بدر العراقي، وحزب الله اللبناني، وكان لإيران جواسيس ينتمون لجماعة الحوثي منهم يحي حسين الديلمي الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة التخابر مع إيران والتواصل بين إيران وتنظيم الحوثي، وقد خفف عليه الحكم لاحقاً.
ولما شعر حسين بدر الدين الحوثي بقوته ووقوف إيران معه وادعائهم بأنه السفياني الذي يوطئ لخروج المهدي  بدأ بفرض هيمنته على محافظة صعدة والاعتداء على معسكرات الدولة ما أدى إلى نشوب ستة حروب بين جماعة الحوثي والدولة أولها في 2004م والسادسة في 2010م خرج الحوثيون في نهايتها منتصرين (وقد صدرت عدة بيانات من الحوزة العلمية في قم تضمانا مع الحركة الحوثية في اليمن أثناء الحروب التي خاضتها مع النظام السابق.   
وكان من إظهار الحوثي لثقله أن سير مظاهرة باتجاه السفارة الأمريكية إبان الحرب على العراق في2003م أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى .

 

لقد كان الصعود المتنامي لتنظيم الشباب المؤمن بقيادة الحوثي، يتم علي حساب الحجم السياسي والشعبي لحزب الحق، ويرى بعض المراقبين أن رجحان كفة تيار الحوثي تعود الي استغلاله الدعم الايراني المخصص لتصدير الثورة إلى اليمن والذي كان في بداية الأمر دعما فكريا أكثر منه ماديا ثم تدفق الدعم المادي خاصة بعد زيارة بدر الدين الحوثي وابنه حسين لإيران وكان الدعم يأتي" للحوثيين والقوى الموالية لطهران منذ عام 2000م على شكل عمل تجاري؛ حيث كانت المخابرات الإيرانية تمد تجاراً يمنيين بسلع استهلاكية ذات جودة مميزة بدون مقابل مادي وتباع في الأسواق اليمنية عن طريق هؤلاء التجار وتسلم قيمتها لحلفاء طهران بعد خصم قسط معين لهؤلاء التجار مقابل تخليصها وتسويقها.
ولما قامت ثورة الشباب السلمية في فبراير 2011م وتراخت قبضة نظام صالح الأمنية وانشغل بملاحقة الاحتجاجات ضده التي عمت مختلف محافظات اليمن مطلع ذلك العام ، وجدت طهران مناخا مناسبا وفرصة ذهبية لتوسيع رقعة تحركاتها في اليمن وتأسيس تيار قوي يخدم مصالحها وتوجهاتها في المنطقة انطلاقا من اليمن التي تملك خصوصية مذهبية سمحت لطهران بتنفيذ مشروعها فبادرت في إرسال الخبراء من العراق ولبنان تحت مسميات متعددة ( السياحة ، التدريس ، العمل في أعمال متدنية كالحلاقة وبيع البليلة ، الاستثمار ) وهم في الحقيقة إما استخبارات أو مدربين عسكريين أو مستقطبين للشباب وبدأت تكثف إرسال المال والسلاح وفي هذه الأثناء ألقت أجهزة الأمن القبض على خلايا تجسس تعمل لصالح إيران وأودعت سجون الأمن القومي حاول الحوثيون أكثر من مرة اقتحام السجن لتهريبهم وقد أدركت الحكومة اليمنية  خطورة التغلغل الإيراني ما جعل  رئيس الجمهورية هادي يحذر منه " ففي إحدى خطاباته أمام حشد من قادة الجيش في الكلية الحربية في 29 سبتمبر (أيلول) 2012م قال بالحرف الواحد: «إن على إخوتنا في إيران أن يرفعوا أيديهم من التدخل في شؤون اليمن»"

 

كان هذا التحذير بعد أن قبضت الحكومة اليمنية سفنا محملة  بمختلف الأسلحة المتطورة للحوثيين وبكميات هائلة وهذا ما صرح به "مسؤول ملف الهيكلة في وزارة الداخلية اللواء الدكتور رياض القرشي، الذي قال: «إن السلاح الذي كان على متن السفينة جيهان كان متوجها للحوثيين» وصرح به رئيس جهاز الأمن القومي علي الأحمد، ووزير الداخلية عبد القادر قحطان ووزير الخارجية أبو بكر القربي .
وهذا ما يؤكد حقيقة التدخل الإيراني كما جاء في تقرير لجنة مجلس الأمن الخاصة بفحص أسلحة السفينة جيهان"
وفي مقال في مجلة البيان  عن التدخل الإيراني في اليمن.. حقائقه وأهدافه ووسائله للكاتب أحمد أمين الشجاع.

 

 سرد الكاتب مجموعة من التصريحات الرسمية اليمنية التي تبين حقيقة التمدد الإيراني في اليمن، فقال:
" لم يعد الحديث عن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لليمن، همساً بين دوائر أمنية وسياسية، بل تعداه إلى العلن والمجاهرة على أعلى المستويات الرسمية. ففي أكتوبر 2012م اتهم الرئيس اليمني الجديد - عبدربه منصور هادي - إيران بالسعي إلى تنفيذ مخطط يهدف للسيطرة على مضيق باب المندب في البحر الأحمر، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لوقف المخططات الإيرانية الوشيكة. وفي محاضرة ألقاها في (مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين) في واشنطن - يوم 28 سبتمبر 2012م -؛ ذكر الرئيس هادي من بين التحديات التي تواجهها اليمن التدخل الإيراني، مؤكداً أن إيران تسعى إلى تعويض خسارتها الاستراتيجية مع تزايد مؤشرات انهيار النظام في سورية، في اليمن؛ نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يقع بين دول غنية بالنفط والقرن الإفريقي. وأوضح الرئيس اليمني أن هذه التدخلات تمثلت «في الدعم الإيراني لبعض التيارات السياسية والمسلحة، وتجنيد شبكات تجسسية»، مؤكداً الكشف عن ست شبكات تجسسية تعمل لصالح إيران تم إحالتها للقضاء.

ويرى الكاتب أحمد أمين الشجاع في مقال نشر في مجلة البيان   أن (الدور الاستخباراتي الإيراني في اليمن يهدف إلى تقوية الحوثيين سياسيا من خلال التواصل والدعم المالي للأحزاب اليسارية، وصناعة التحالف مع النظام السابق لتكوين حلف مع الحوثيين ضد تيار حزب الإصلاح والتيارات السلفية في اليمن) .

وفي مؤتمر صحفي في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في 4 أكتوبر 2012م؛ جدد هادي اتهاماته لإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن من خلال دعم الانفصاليين، وقال: إنّ في الجنوب حراكين: «حراكا سلميا وحراكا غير سلمي، هذا (الأخير) يستخدم السلاح، ومدعوم من إيران.. الحراك المسلح هو من يريد الانفصال». 

 

من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي وجود علاقة قوية بين الحوثيين والحرس الثوري الإيراني؛ من خلال توفير طهران التدريب والأسلحة والمعدات والأموال.
وقال القربي  : إن «إيران لها ارتباطات مع الحوثيين وغير الحوثيين». واستدرك بالقول «هناك جوانب كثيرة لا نود التطرق إلى الحديث عنها في الوقت الحالي؛ لأن ذلك ليس من المصلحة؛ ولأننا داخلياً في حوار، ونأمل أن نعالجها من خلال الحوار» .
وكان وزير الخارجية اليمني قد حذر - قبل ذلك - المجتمعَ الدوليَ من حجم التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية اليمنية.
وقال: إن الأمور «أضحت على نحو حقيقي يدركه الجميع..»، مؤكداً أن «التدخل الإيراني في اليمن يضر بأمن واستقرار المنطقة» .
وعلى هامش مؤتمرٍ أمني عُقد في البحرين في ديسمبر 2012م؛ قال رئيس (جهاز الأمن القومي) الاستخباراتي اليمني - الدكتور علي الأحمدي -: إن إيران «انتهزت الفرصة لتوسيع الصراع للعب دور معين.. ليست لدينا عداوة مع إيران، كل ما نطلبه هو عدم التدخل (في شؤوننا)». وأضاف: «لدينا أدلة واضحة على وجودهم، واعتقلنا عدداً من الأشخاص، ولدينا أدلة كافية على تدخلهم».

 

وهنا يؤكد الدكتور عبدالله الفقيه - أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء -، أنَّ المحاولات الإيرانية الحثيثة للتغلغل في اليمن لم تَعُد - سياسياً وإعلامياً وأمنياً - «خَفية، أو تحتاج إلى الكثير من المهارة لرؤية ملامحها»؛ فإيران «تستغل الضعف الكبير الذي تعانيه الدولة اليمنية خلال هذه المرحلة»، خصوصاً حالة انقسام قوات الجيش والأمن اليمنية والأوضاع الاقتصادية السيئة لأبناء الشعب اليمني من فقر وبطالة، إضافة إلى الخلافات الداخلية بين فرقاء الحياة السياسية في اليمن، وفي مقدمتها التمرد الحوثي في الشمال، والحراك الانفصالي في الجنوب، وأنشطة جماعات (القاعدة). وقال: «إيران تسعى لخلق منطقة نفوذ في هذا الجزء المهم من العالم بأي ثمن، حتى إن تطلّب الأمر مد جسور التواصل مع (القاعدة) التي يمكن أن تمثل حليفاً مرحلياً مهماً يشاركها الأجندة ذاتها، وإن اختلفت الأهداف». " أ. هـ
ويذكر الكاتب في نفس المقال دور إيران المالي والعسكري لدعم الحوثيين في اليمن فيقول:" ففي جانب السلاح تعمل إيران بشكل حثيث على ضمان تدفق السلاح إلى الحوثيين، سواء عبر تهريب شتى أنواع الأسلحة إلى صعدة، أو عبر الدعم المالي لشراء السلاح من الأسواق اليمنية.

 

وأشارت تقارير دولية - في السنوات القليلة الماضية - إلى قيام إيران بإنشاء قاعدة لها في إريتريا لمد الحوثيين بالسلاح عبر رحلات بحرية إلى المناطق القريبة من سواحل مينائي مِيِدي واللُّحَية القريبين من صعدة.
وهناك أنباء تشير إلى قيام السفن الإيرانية الموجودة في منطقة خليج عدن - بحُجة المساهمة في مكافحة القرصنة - إضافة إلى سفن تجارية إيرانية؛ بتهريب كميات من الأسلحة عبر قوارب صيد يمنية إلى داخل اليمن.
كما كشف تقرير أمريكي أمني صادر عن مركز (ستراتفور) للاستشارات الأمنية في ولاية تكساس - عام 2009م -؛ عن دور إيراني في عمليات تهريب منتظمة، وقال: إنها كانت تتم من ميناء (عصب) الإريتري إلى السواحل القريبة من محافظة صعدة في مديرية (ميدي) اليمنية؛ ليتم تخزينها هناك، ومن ثم يتم نقلها عبر مهربين إلى محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين. وأضاف التقرير أن الطوق الأمني الذي فرضته القوات البحرية السعودية على ميناء ميدي وسواحل اليمن الشمالية؛ دفع القوات البحرية الإيرانية إلى إضافة أسطولٍ رابع تمركز في خليج عدن؛ وذلك لتأمين طرق جديدة لتهريب الأسلحة للتمرد الحوثي.

 

وفي الفترة ما بين أواخر 2011م وأوائل 2012م، بدا أن إيران قد كثفت من اتصالها السياسي بالمتمردين الحوثيين وغيرهم من الشخصيات السياسية في اليمن، وزادت من شحنات الأسلحة إليهم، كجزء مما يصفه مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أمريكيون بأنه «جهد إيراني متنامٍ لتوسيع نطاق نفوذ طهران في منطقة الشرق الأوسط بأكملها»، بحسب تقرير لـ (نيويورك تايمز). وبحسب التقرير حاولت إيران - في الشهور الأولى من العام 2012م - أن ترسل إلى اليمن مواد تستعمل في صنع أجهزة تفجير تعرف باسم الأسلحة الخارقة للدروع شديدة الانفجار (إي إف بي)، بحسب مسؤول أمني يمني رفيع المستوى، وهذه المواد كانت قد أرسلت في سفن شحن خرجت من تركيا ومصر ورست في عدن. وقال مسؤول يمني: إن هذه الشحنة كانت في طريقها إلى بعض رجال الأعمال اليمنيين الذين ينتمون إلى المتمردين الحوثيين، قبل أن يتم اعتراضها من قبل الحكومة. " ا. هـ

 

هذا وقد تمت محاكمة المهربين الذين كانوا على متن الباخرة جيهان وحكمت عليهم محكمة عدن بالسجن لمدد متفاوتة كما حكمت بالأسلحة لصالح الحكومة اليمنية كما تم الاستيلاء على عدة قوارب كانت محملة بالأسلحة قادمة من جزيرة دهلك الإرتيرية أو من السفن الراسية في المياه الدولية قبالة السواحل اليمنية قبل تفريغ شحناتها في مواقع متعددة من السواحل اليمنية بل تم إلقاء القبض على حاويات مهربة فوق قاطرات من موانئ مختلفة تم تهريبها بالتواطؤ مع بعض النافذين محملة بأسلحة وذخائر مختلفة ومنها مسدسات كاتمة الصوت خاصة بالاغتيالات واكتشفت الدولة موقعا استثماريا كان يزعم أنه مصنع للألمنيوم وتبين أن معداته معدات مصنع أسلحة .

 

المحور الثاني : التغلغل الثقافي الإيراني في دول الخليج واليمن:
لما كان للجانب الثقافي أهمية كبيرة في بث الأفكار وإقناع الآخرين ركزت عليه إيران بشكل كبير في محاولاتها تشييع المنطقة وتصدير ثورتها المزعومة ومما يدل على ذلك ما جاء في الوثيقة السرية الموسومة ب ـ (الخطة الخمسينية لتصدير الثورة الإيرانية ): وفي حال وجود علاقات ثقافية بين إيران والدول الأخرى فإنه سوف يهاجر بلا ريب عـدد من الإيرانيين إلى هذه الدول، ويمكننا مـن خلالهـم إرسـال عـدد مـن العمـلاء كمهاجرين ظاهراً ويكونون في الحقيقة من العاملين في النظام .. ) ويذكرون في هذه الوثيقة  أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة ذكروا أن الأس الثاني : العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين . وعليه فهم يركزون على هذا الجوانب تركيزا كبيراً . وتتركز أهم الفعاليات والأنشطة الثقافية التي يقومون بها في البلدان التي يريدون تشييعها ويمكن حصر بعض  المظاهر العامة والمشتركة للتغلغل الثقافي الشيعي الإيراني في جميع هذه الدول على النحو الآتي :
1-  تشيع بعض الكتاب وأصحاب الشهادات العلمية المرموقة وربط علاقة قوية معهم ودعمهم ماليا ومعنويا وفتح جميع المجالات الثقافية والإعلامية لنشر أفكارهم المستقاة  من صميم الثورة الإيرانية المراد تصديرها من خلالهم .
2-  نشر الكتب التي تدعو للتشيع علانية وإنشاء مكتبات ودور نشر متخصصة لهذا الغرض والمشاركة الدائمة للمكتبات الشيعية في معارض الكتاب الدولي  المقامة في دول المنطقة ونشر أفكارهم وكتبهم بين هذه الشعوب  وتوزيع عدد كبير من هذه الكتب مجانا ً كنشاط مرافق لهذه المعارض .
3-  إنشاء حسينيات خاصة ولو بشكل سري في هذه الدول لحين تمكنهم من إشهارها علانية  .
4-  إنشاء مراكز إسلامية ثقافية شيعية تحت مسميات مختلفة ومن ثم إصدار المنشورات والصحف والبيانات منها , وتتبنى العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المجتمعية .
5-    استمالة بعض العلماء والمثقفين والدكاترة ممن لا يعلمون بحقيقة الرافضة والتأثير عليهم .
7- إرسال بعض الطلاب الشيعة من إيران والعراق وغيرها للدراسة في جامعات هذه الدول مما يسهل تأثيرهم على باقي الطلاب والكادر الأكاديمي هناك .
8ـ إرسال بعض الدكاترة من العراق وغيرها للعمل في جامعات  تلك الدول وهذا من أسباب نشر التشيع في أوساط الطلاب والطالبات والأكاديميين.
9- تجنيد طواقم صحفية في صحف فعالة للمساهمة في نشر الفكر الشيعي  وتلميع صورة إيران .
10- استغلال الأضرحة والمزارات لنشر التشيع بين المتصوفة في بعض هذه الدول ويتم تجنيد بعض كبار الصوفية هناك للتحدث نيابة عن الشيعة  .
11-  تقديم المنح الدراسية للطلاب لتشييعهم وتشجيع البعثات العلمية والزيارات الأكاديمية إلى إيران وتسهيل كل ما يتعلق بذلك .
12- استغلال القنوات الشيعة  الكثيرة بالتبشير بالمذهب الشيعي والدعوة لاعتناقه ببرامج ووسائل متعددة .
13- تفعيل السفارات الإيرانية  في هذا الجانب بإقامة الفعاليات الثقافية , والندوات العلمية , وإنشاء المراكز الثقافية التابعة لها , وإنشاء الملحقيات الثقافية والمكتبات العامة الضخمة  والطافحة بالكتب الشيعة , ودعم الجمعيات والملتقيات والمراكز الثقافية  وحضور احتفالاتها , ودعم احتفالات التخرج من الجامعات والمنشورات الصادر عنها كل هذا في سبيل نشر المذهب وأفكاره ..
14-  توثيق العلاقة مع شيوخ الصوفية خصوصاً من ينتسب أو يدعي  أنه من آل البيت والتظاهر بأنهم جميعاً مجتمعون على حب آل البيت والوصول إلى مريدي هؤلاء الشيوخ وإلقاء المحاضرات عليهم في مساجدهم وأماكن تجمعاتهم.
15- استغلال تعاطف بعض الأحزاب والفعاليات المجتمعية مع المواقف الإيرانية وحزب الله " الممانعة " عن طريق إقامة الفعاليات الثقافية وإعطائهم عددا من كتبهم ومن ثم التأثير عليهم وتشييعهم .
16- استغلال الأحزاب والفرق المنتمية والقريبة إلى مذهب ولو في العموم  وجعلهم جسراً يعبرون من خلاله إلى النخب ومواطن القرار الثقافي والإعلامي والتأثير عليهم وتجنيدهم .
17- استغلال الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر فكرهم وتجنيد مجموعة من الشباب والشابات  لإيقاع الشباب في هذه الدول في حبائلهم ومن ثم الدخول معهم في نقاشات مطولة تجمل وجه المذهب الشيعي وتحسنه أمامهم .
18- الاحتفال والاحتفاء بالأعياد والمآتم الشيعة المختلفة في هذه البلدان كل بلد بحسب السيطرة والقدرة فيه مع ما يرافق ذلك من ندوات ولقاءات ومحاضرات يتم فيها شرح ما وقع في هذه المناسبة وسبب الاحتفال بها وسرد المآثر والقصص وغيرها.

 

 

وحتى نضرب أمثلة على بعض هذه المظاهر المشتركة سأختار ثلاث دول وهي ( اليمن – السعودية – الكويت ) كنموذج  يوضح مظاهر التغلغل الثقافي الشيعي الإيراني  فيها مع ذكر عدد من الأمثلة وذكر بعض الأسماء والمسميات المهمة في ذلك :
اولاً : مظاهر التغلغل الإيراني الثقافي في اليمن :
1-  التقارب الفكري والمذهبي بين الشيعية الزيدية والشيعة الإمامية مما فتح قنوات تواصل كبيرة حيث تعتبر إيران الزيدية بمثابة جسر الوصول إلى اليمن .
2-  نشر التشيع بين الشعب اليمني وهذا يقوده أتباع الحوثي و أتباع الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري وكذلك محمد بن إسماعيل الويسي الذي يقول في أحد مؤلفاته ما نصه : " فأنا أنصح كل من يريد تحرير فكره ونضوج عقله أن يطلع على مؤلفات الشهيد محمد باقر الصدر وغيره من العلماء الواعين الذين خدموا الإسلام بصدق لا بمنطق مذهبي متعصب وبمنطق التكفير والتفسيق, فللمسلمين الحق بأن يفتخروا بعظماء كهؤلاء " .
3- إنشاء المراكز والحسينيات في صنعاء مثل مركز بدر العلمي الذي يديره د. المرتضى بن زيد المحطوري ومركز الثقلين ويديره شيعي يمني اسمه أسماعيل الشامي ومركز النهرين.
4-  إنشاء المعاهد والمدارس مثل دار العلوم العليا وتم بنائها على نفقة إيران ويصل الطلاب فيها إلى 1500 طالب ويديرها عبدالسلام الوجيه.
5-  ظهرت في الآونة الأخيرة مظاهر الاحتفالات والعزاء خاصة في مساجد صنعاء القديمة والتي لم تكن معروفة بين الزيدية في السابق مثل إحياء ذكرى وفاة ومواليد الأئمة مثل جعفر الصادق وغيره وكذا ذكرى عزاء عاشوراء.
6-  لوحظ أن بعض المساجد أدخل في صيغة الآذان جملة أشهد أن علياً ولي الله.
7-  أصبحت للشيعة عدد من الصحف مثل صحيفة البلاغ، والأمة، والشورى، والهوية، والمسار، والحقيقة ولهم مداخل عديدة على مجلات وصحف أخرى سخروها لخدمة توجهاتهم وهي :الأولى، الشارع.
8-  إرسال الطلاب الشيعة إلى إيران من أبناء مشايخ القبائل وغيرهم من حملة الشهادات الثانوية بصحبة زوجاتهم في بعثات علمية على حساب السفارة الإيرانية للدراسة في الحوزات العلمية في طهران لمدة أربع سنوات لدراسة العقائد الإثنى عشرية ونظريات الثورة الإيرانية، وقد عاد بعضهم إلى قبائلهم دعاة كـ ( العماد ) مزودين بالألقاب وبما يحتاجون من دعمٍ ووسائل لنشر التشيع  ولقد ( انفتحت شهية إيران أكثر فأكثر ففتحت أكثر من قناة اتصال كي تعمل على إيفاد الطلاب اليمنيين إليها فراحت تستقبلهم من خلال الحوثي صنيعتهم في اليمن.   وفي الأيام القليلة الماضية تم ابتعاث مأتي طالب وطالبة للدراسة في إيران .
9-  أخذت السفارة الإيرانية عشرات الطلاب في المرحلة المتوسطة والثانوية إلى مراكز علمية جعفرية في صنعاء وصعدة؛ لتلقي دورات علمية تتراوح ما بين ستة أشهر وسنتين وعلى حساب السفارة لتحصينهم بالعقائد الاثنى عشرية، وتأهيلهم دعاةً وإعادتهم إلى بني قومهم.
10-  خصصت السفارة الإيرانية كفالات مالية لكل شيخ شيعي وداعية وطالب.
11-  كما تم بناء ثلاث مراكز علمية للشيعة ومكتبتين وعدد من التسجيلات إضافة إلى إنشاء معسكر في (جبل حام بالمتون محافظة صعدة ) للتدريب على مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما قامت الحكومة الإيرانية عن طريق سفارتها بتزويدهم بوسائل النقل من سيارات وغيرها إضافة إلى فتح مركز طبي لهم في صنعاء باسم المركز الطبي الإيراني وبأحدث الوسائل والخبرات لعلاجهم بالمجان.

 

 ثانياً : مظاهر التغلغل الإيراني الثقافي في السعودية :
 1-  يشكل الشيعة في السعودية نسبة كبيرة  في المنطقة الشرقية وتعتبر مدينة القطيف من أهم معاقلهم ولهم تواجد في مكة والمدينة المنورة خاصة في حي العوالي ويطلق عليهم النخاولة.
2-   لهم مساجد وحسينيات عدة خاصة في المنطقة الشرقية وتقام فيها الشعائر بشكل دائم.
3-   تقام للشيعة ندوات ومحاضرات من غير رقيب ويتم الإعلان عنها بكل مكان دون ترخيص خلافا للمساجد السنية التي يشترط في إقامة الندوات والمحاضرات وجود التراخيص.
4-   تشكل حملات الحج الشيعية في المنطقة الشرقية أرض خصبة لنشر التشيع خاصة بين الوافدين والحجاج.
5-   تمركز الشيعة في مناطق معينة لتشكيل عنصر قوة في هذه المناطق وانتشار بعضهم في المناطق الأخرى في المملكة.
6-   الحرص على دراسة التخصصات العلمية والقوية.
7-   يشكل المجال التربوي والتدريس الحلم الشيعي لشيعة السعودية حيث يقبلون بكثافة على وظائف التدريس خاصة في المراحل الابتدائية.
8-   لهم جمعيات خيرية عدة منها جمعية الأحساء الخيرية وجمعية العمران وجمعية المواساة وهي تهتم بشؤون الشيعة واحتياجاتهم.
9-  تغلغل الشيعة في الوزارات ومؤسسات الدولة حتى كادوا أن يصيروا أكثرية في بعض الوزارات مثل وزارة الصحة ووزارة الزراعة ووزارة البرق والبريد والهاتف ووزارة الإعلام.

 

ثالثا : مظاهر التغلغل  الثقافي الإيراني في الكويت :
1-  انتشار المكتبات الشيعية في مناطق عدة من بينها بنيد القار والرميثية والسالمية والجابرية.
2-  نشر الكتب والأشرطة على نطاق واسع خاصة على الوافدين من الدول العربية .
3-  انتشار المساجد والحسينيات بحيث لا تخلو منطقة إلا وفيها حسينية أو مسجد وأصبحت هذه الظاهرة مريبة ومخيفة بشكل كبير حيث منها المرخص وأكثرها غير مرخص.
4-  إنشاء بعض القنوات الفضائية الشيعية والتي تعد من أقوى القنوات مثل قناة الأنوار والتي يرأسها النائب في البرلمان صالح عاشور ومقرها الكويت وقناة المعارف وقناة أهل البيت ولهم برامج رمضانية في أغلب القنوات الكويتية الرسمية منها والخاصة.
5-   إصدار الصحف اليومية مثل صحيفة النهار وصحيفة الدار ولا تخلو جريدة كويتية من كاتب شيعي أو صفحة أسبوعية للشيعية مثل جريدة الوطن فضلاً عن نقل أخبار الحسينيات أولاً بأول.
6-  التعاون بين القنوات الإعلامية فنرى على سبيل المثال تعاون جريدة الدار مع قناة فنون للمساهمة بنشر وجهة النظر الشيعية بين سكان الكويت.
7-   قامت إيران بإنشاء مدرسة إيرانية والآن تقوم بإنشاء مدرسة ثانية أكبر من الأولى بكثير ويخيل لكل من رآها أنها جامعة خاصة في منطقة الرقعي والتي يشكل الوافدون العرب أكبر نسبة سكان فيها.
8-  تعتبر الكويت دولة مهمة مصدرة للمال الداعم للشيعة في العالم واغلب الكتب تطبع على نفقة التجار الشيعة وكذلك كفالة الدعاة ودعم الحركات الشيعية في العالم.
9-  تركيز التواجد الشيعي في مناطق معينة من البلاد لما ينجم عن ذلك من فوائد كثيرة منها إمكانية إيصال أكبر عدد من النواب الشيعة إلى المجلس.

 

المحور الثالث : التغلغل الاقتصادي الإيراني في اليمن ودول الخليج :
يشكل الجانب الاقتصادي بعدا مهماً في المحاولة الإيرانية للسيطرة على دول المنطقة ساعدها في تقوية اقتصادها وتنامي قدراتها في اختراق اقتصاديات المنطقة سيطرتها على العراق وبسط نفوذها على جميع مقدراته  وبالأخص النفط  وتعتمد في سياستها التوسعية على خطط استراتيجية ثابتة وقوية بعيدة المدى وتتسم بالمرونة والتكافؤ وهي تسير بخطوات ثابتة ومدروسة وقد نجحت في اختراق كثير من المؤسسات الخليجية لاستخدام المال الخليجي لصالح مشروعها التوسعي فصار التوسع الايراني ينفذ بأموال خليجية، ولم يتوقف الأمر عند المال وحده بل تطور الى الوصول الى مؤسسات خليجية رسمية لدعم هذا التوسع.
يضاف إلى ذلك أن سفارات ايران مفتوحة لكل العناصر التي لا زالت في طور التهيئة والإعداد وكذلك مؤسساتهم ودعمهم اللوجستي وبإمكان الواحد من عناصرهم الوصول الى أي آية في ايران بينما سفارات الخليج مغلقة في وجوه من يحملون المشاريع السنية ويعملون بشكل ضيق جدا فيعتمدون على التقارير الفردية  ـ والتي في الغالب ليست بخصوص التمدد الإيراني في المنطقة ـ ولا يسعون لتعزيز فريق مواجهة التوسع الايراني بأي شيء يذكر وأصبح وجود هذه السفارات يمثل واحدا من اهم الحواجز الرسمية.
إن مما يؤسف له أن سفارات الدول السنية وخاصة دول الخليج الغنية لا تحمل مشروعا بينما سفارات إيران لها مشروعها الصفوي لذلك فهي تحاول تصدير ما تسميه بالثورة إلى بقية الدول الإسلامية وخاصة دول الخليج واليمن ولأهمية الاقتصاد في نشر الأفكار ومنها التشيع ركزت الوثيقة السرية الموسومة ب (الخطة الخمسينية لتصدير الثورة الإيرانية) على ذلك فقد جاء فيها : " نحن نعلم أن تثبيت أركان كل دولة والحفاظ على كل أمة أو شعب ينبني على أسس ثلاثة : الأول : القوة التي تملكها السلطة الحاكمة . الثاني : العلم والمعرفة عند العلماء والباحثين . الثالث : الاقتصاد المتمركز في أيدي أصحاب رؤوس الأموال ..  " وجاء فيها في موضع آخر : إذا استطعنا أن نزلزل كيان تلك الحكومات بإيجاد الخلاف بين الحكام والعلماء، ونشتت أصحاب رؤوس الأموال في تلك البلاد ونجذبها إلى بلادنا، أو إلى بلاد أخرى في العالم، نكون بلا ريب قد حققنا نجاحا باهرا وملفتا للنظر، لأننا أفقدناهم تلك الأركان الثلاثة . وأما بقية الشعوب التي تشكل 70 إلى 80 % من سكان كل بلد فهم أتباع القوة والحكم ومنهمكون في أمور معيشتهم وتحصيل رزقهم  من الخبز والمأوى ، ولذا فهم يدافعون عمن يملك القوة " .

 

ويمكن حصر بعض المظاهر العامة والمشتركة للتغلغل الاقتصادي الشيعي الإيراني في جميع هذه الدول على النحو الآتي :
1-  شراء المساكن والعقارات والمزارع والجبال المحيطة بالمزارات والأضرحة والأماكن الاستراتيجية الهامة والمؤثرة في المدن والقرى والسواحل .
2-  سيطرة بعض الشيعة عن طريق المشاركة مع بعض الصوفية على المحال التجارية في مناطق الأضرحة .
3-  توفير الدعم المادي والمالي الكثير لنشر الفكر الشيعي في هذه الدول  سواء كان عن طريق كتب أو أشرطة أو ندوات وكذلك كفالة دعاة التشيع فبعض الدعاة لا يملك وظيفة ومع هذا يظهر الترف عليهم ما يدل على تلقيه للأموال والهبات.
4- وجود الشركات الإيرانية في هذه الدول ولو بأسماء أشخاص من أبناء تلك الدول الذين تم استقطابهم وتشييعهم وتقام فيها كل مظاهر التشييع.
5-  للتجار الشيعة يد كبرى داخل الاقتصاد الكويتي فلهم شركات كبرى ومؤسسات ضخمة ومن أهم التجار الشيعة في الكويت الذين لهم مساهمات كبيرة في حركة التشييع مثل  بهبهاني ومعرفي و المتروك وبو خمسين ودشتي وحيدر وقبازرد والوزان وغيرهم.
6- سيطرة الشيعة على النواحي الاقتصادية فهم يسيطرون على قطاع تجارة الذهب وقطاع الصيرفة والصرافين و قطاع الأغذية وقطاع الأقمشة ويمتلك الشيعة العديد من العقارات في اليمن ودول الخليج وخاصة الكويت فهم من كبار ملاك العقارات نتيجة لقدرتهم المالية الكبيرة فتمكنوا من السيطرة على مجالس إدارات الشركات المساهمة.

 

وهذه أسماء  بعض الشركات والمؤسسات متعددة الأنواع الداعمة لحزب الله و للاتجاه الشيعي بشكل عام في المملكة العربية السعودية ودول الخليج :
::: المواد الغذائية    :::
- زمزم كولا /  مياه الشفاء / مياه نجران / بهارات فردوسي / مؤسسة المطرود لتموين الأغذية الوطنية / (الخبز الشرائح -الدونات - كورن فليكس- كيك بريما ) / منتوجات مصنع الري للعصائر/ ومؤسسة الري للمواد الغذائية (مقر المصنع الرئيسي الأحساء) / مصانع الريان للألبان والعصائر / منتوجات عصائر جودة/ منتوجات عصائر داليا/ ألبان وعصيرات ومربى نجران/ مخابز وحلويات العيد /(الدمام، وسيهات، والقطيف - السعودية)/ مخابز أبو خمسين الأوتوماتيكية/ مخابز الخرس (الأحساء)/ مصنع الجواد للمواد الغذائية/مخبز الجمعان، الهفوف شارع حرض / العامر للتسويق /(الأحساء - السعودية)/مخابز القارة/ (الأحساء - السعودية)/مخابز النجاح /(الأحساء - السعودية)/اليحيى للتموين(الأحساء - السعودية )
::: المطـاعــم :::
- مرمريز (البحرين)
::: الفنــادق :::
- فندق الغزال بالهفوف / فندق الهفوف
::: مجمعات التسوق :::
- مجمع العلوي (النويـدرات - البحرين)/ مجمع العالي (المنامة - البحرين)
::: المـــلابـس :::
- الخرس للملابس/الحسن للاقمشة/البن سعد للأقمشة/القطان للمشالح/ البغلي للمشالح/الصالح للأقمشة والأزياء/(الدمام والخبر والأحساء - السعودية)/عبايات بوكنان في جميع أنحاء المملكة / بو حليقة للعبايات/محلات الرواد الصغار لملابس الأطفال(لشرقية - السعودية)/محلات العوفي لبيع جميع أنواع الملابس (الخبر - السعودية)/ محلات بو جباره للملابس والعبايات/هود للاقمشه بالجملة/ بوصالح للاقمشه بالشرقية/ الخليفه للاقمشه بالشرقية/ النهر الخالد للاقمشة/ الصدير لمستلزمات الخياطه/البطاط لمكائن الخياطة/ المنارة للملابس بالجملة
::: المجــوهــرات :::
(أغلب محلات الذهب هي للشيعة خاصة في المنطقة الشرقية - السعودية)
- المهنا/ لؤلؤة الناصر/ مجوهرات الأمير/ مجوهرات بوخمسين/ مجوهرات الحرمين/ الخرس للمجوهرات/البحرين للمجوهرات / مؤسسة الأربش للمجوهرات / مجوهرات غسان النمر - ياسر النمر للمجوهرات- حسن النمر - مؤسسة ماسة النمر للمجوهرات/ مجوهرات الصبايا - صاحبها عبد اللطيف النمر/ ورشة درة الدمام (صاحبها سامي النمر)
::: المستشفيات - المستوصفات - الصيدليات :::
- مستوصف الصادق (سيهات)/المشافي - الفرقدين - الحوراء - الشاوي (المنطقة الشرقية)
- مستشفى الزهراء (المدينة المنورة)/-صيدلية بادي (بالمدينة المنورة)/ مستوصف الزهراء لصاحبه حسين العلي
ومؤسساته (الأحساء - السعودية)/ مستوصف الرضا /(العمران - الأحساء - السعودية)
::: المكاتب الهندسية :::
- مكتب القطري الهندسي / مكتب المرهون / مكتب العوامي الهندسي / مكتب الحداد للاستشارات الهندسية/مكتب المصطفى الهندسي/ مكتب فاضل بو خمسين/- العامر- السيهاتي
::: المكاتب العقارية:::
- مكاتب النمر العقارية / مكتب الحرز العقاري /
::: المفـروشـــــــات :::
- مفروشات العصفور ( طريق الخبر- طريق الجبيل - السعودية ) / مفروشات بو كنان (السعودية و البحرين)/ عبد الستار البراهيم لأعمال الديكور/ الرميـح للأثاث (الرياض شارع الستين - صلاح الدين)/ مفروشات باقر (البحرين)
::: النقليــات :::
- نقليات الخواجة / نقليات الدر/ نقليات السيهاتي (تاسكو)بشراكة مع التميمي صاحب السيفوي (التميمي سني)/ نقليات الحمادي (القطيف - السعودية)/ نقليات السالم (اتضح أن هناك شركتين بنفس الإسم ونفس النشاط أحدها لسني وأخرى لروافض)
::: مـواد البنـــــاء :::
الغانم للخرسانة / الطويلب للكهرباء / وميض الإنارة للطويلب / علي حسين الدهان للأدوات الصحية (في أنحاء المملكة )
- المقاول وصاحب الأصباغ : حسن الدهان
::: المــؤسسات:::
- مؤسسة حسين العلي أعمال مقاولات . . مجاري . . صيانة / مؤسسة أحمد الرميح للمقاولات التي تتعامل مع أرامكو واسم صاحبها أحمد عبد النبي - قبل التعديل – الرميح .
::: مكاتـب الإستقـدام :::
- الجسر العربي بالدمام / مكتب الجشي للإستقدام / زكي الخليفة للاستقدام
::: المطــابــع :::
- مطابع الوفاء بالدمام/ مطابع الرجاء في عدد من مدن السعودية ومن ضمنها شمال الرياض
::: المشاتـل:::
- مشتل بو مرة / مزارع الغدير لأبناء ياسين الغدير
::: قصـــور الأفــراح :::
- قصر البادي للأفـراح (العـوالي - المدينة النبوية) / القصر الأخضر (العوالي - المدينة النبوية) / محلات الأمل للوازم الأفراح (لصاحبه عبدالمجيد هندي)
::: الصالات الـرياضية :::
- صالة الغزال الرياضية/ الصالة الأولمبية للألعاب الرياضية
::: الجمعيــات الخيــريـة :::
- جمعية القاره / جمعية البطاليه / جمعية الشعبه / جمعية المنصورة/ جمعية العمران/ جمعية الرميلة/ جمعية قريه الجبيل/ جمعية الحليله الخيريه بالحليه /-جمعية اسكان الكلابيه 

 

المحور الرابع : التمدد الإعلامي الإيراني في اليمن ودول الخليج :
هنالك جبهة إعلامية فضائية وإلكترونية تابعة للنظام الإيراني بعد أن كان حلفاء طهران وإلى وقت قريب قبل أقل من أربع سنوات فقراء في الجانب الإعلامي، واقتصر وجودهم على قنوات ساندتهم وهي «العالم والمنار» فقط خارجيا، في حين كانوا في الداخل محاصرين ولا يملكون الكوادر الإعلامية المؤهلة للدخول إلى الفضاء الإعلامي والاستفادة من طفرته الرقمية بل كانوا يمنعون مشاركة المرأة في الإذاعة الوحيدة التي استولوا عليها في صعدة بحجة أن صوت المرأة عورة غير أن المخابرات الإيرانية أفردت في تحركاتها باليمن بحسب التقرير الذي نشرته «الشرق» مساحة كبيرة للجانب الإعلامي؛ حيث عمدت طهران إلى استقطاب كوادر إعلامية بارزة لمساندة مشروعها، وذلك من مختلف المحافظات وحظيت تعز بنصيب الأسد؛ حيث نجحت إيران بضم كوادر مهمة إلى صفها وبحسب التقارير استطاعت إيران أن تستقدم ما يزيد عن (1300) ألف وثلاثمائة إعلامي من الذكور والإناث من مختلف محافظات اليمن لتجنيدهم في صفها وصف عملائها حيث تم تدريبهم في عدة دول كلبنان والعراق وإيران في مجالات مختلفة منها (التقنيات والبرمجيات المتخصصة بالبث عبر الأقمار الاصطناعية والإخراج والتقديم في القنوات الفضائية والإذاعات وفي مجال الإعلام المكتوب الورقي والإلكتروني وغير ذلك )، وأصبح صوت طهران في اليمن عاليا بعد أن كان نظام صالح يسجن كل من يساند الحوثي إعلاميا كما حصل مع صحفيين بارزين سجنوا بذات التهمة
وبالتوازي مع استقطاب إعلاميين لصفها عملت إيران على تدريب كوادر إعلامية تابعة للحوثيين من أبناء المحافظات الشمالية من خلال دورات تدريبية أجريت لهم في مصر وبيروت وطهران، وتم تخصيص عناصر عراقية ولبنانية لهذا الغرض وبإشراف كادر لبناني من مؤسسة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله وبعد تدريب هؤلاء الكوادر واستقطاب الإعلاميين جاءت المرحلة الثانية وهي إنشاء الوسائل الإعلامية من قنوات وصحف ومواقع إلكترونية ،وأنشطة أخرى تتمثل في تسجيلات صوتية ومراكز طباعة ونشر للملازم والكتب والإصدارات التابعة لحركة الحوثيين وحلفاء طهران في اليمن.

 

قنوات فضائية برعاية إيرانية:
وقد تم إطلاق قناة المسيرة الفضائية التابعة للحوثيين وتيار إيران من بيروت وبإشراف وإدارة كادر من حزب الله وإعلاميين تابعين للحركة الحوثية، وتتناول القناة القضايا بحسب التوجه الإيراني والحوثي من خلال مهاجمة المملكة العربية السعودية ومساندة النظام الإيراني والسوري وحزب الله والحركات التي تعمل في ذات الإطار كحزب الله في البحرين .
كما تم إطلاق قناة الساحات الفضائية أيضا التي تتبع البرلماني سلطان السامعي الذي يعد رأس حربة تيار طهران السياسي في اليمن، وهو قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني وشيخ قبلي بارز في محافظة تعز، عُرف بمواجهته المبكرة لنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن المتوقع إطلاق قناة ثالثة تابعة لذات التيار خلال العام المقبل بحسب المعلومات المتوفرة التي سيتولى طاقم عراقي قريب من طهران مهمة إدارتها وتوجيه خطابها من خلف الكواليس وبوجوه إعلامية يمنية ظاهريا حيث قامت إيران بتدريب إعلاميين يمنيين في بيروت عن طريق منظمة لبنانية تتبع شخصيات محسوبة على إيران وعملت على استمالة المبدعين من هؤلاء الإعلاميين والتركيز على قوى اليسار والإعلاميين الذين عملوا مع المؤتمر الشعبي العام ونظام الرئيس صالح حيث يواجهون الآن حملة إقصاء ستدفعهم إلى أي جهة تستميلهم.

 

صحف ومواقع إلكترونية:
إضافة إلى ذلك تم إصدار عدد من الصحف بدعم إيراني ومنها المسار والديمقراطي والحقيقة والبلاغ والهوية والأمة وصوت الشورى) ومطبوعات أخرى تساند المشروع الإيراني بطريقة غير مباشرة من خلال توظيف تغطياتها بطريقة مقبولة ظاهريا وموجهة في ذات الوقت كصحيفتي ( الأولى والشارع )وتعد المملكة العربية السعودية هدفا رئيسا لخطاب هذه الصحف لأنها تعتبر دعمها لليمن وصاية يجب إنهاؤها، كما شهد العام الجاري إطلاق مواقع إلكترونية عديدة وتأسيس صفحات متعددة على مواقع التواصل الاجتماعي بدعم وتنسيق من الجناح الإعلامي لتيار إيران في اليمن، ومن هذه المواقع (أنصار الله وأفق نيوز والمنبر الديمقراطي) ومواقع أخرى عديدة تنشط في ذات الاتجاه 
أما عن القنوات الفضائية التي أطلقتها إيران لبث وتصدير عقائدها فهذه إحصائية من المواقع الإلكترونية تبين الكم المهول من القنوات وهنالك قنوات لم تدخل ضمن الإحصاء نظرا لحداثتها وهذا الكم يوضح ضعف القنوات السنية التي تنشر التوحيد وتحد من التغلغل الرافضي في العالم بشكل عام وفي البلاد العربية والإسلامية بوجه خاص :
عدد القنوات الشيعية على جميع الأ قمار الاصطناعية
1ـ  الانوار الاولى  2ـ المعارف  3ـ فورتين  4ـ الفرات  5ـ بلادي  5ـ الغدير  6ـ الاوحد  7ـ العهد  8ـ المنار
 9ـ المسار الاولى  10ـ الكوت  11ـ العالم  12ـ طه  13ـ بريس تي في  14ـ الاتجاه  15ـ هدهد للأطفال :: متوقفة
 16ـ سحر 1 / 17ـ سحر 2  18ـ الدعاء  19ـ الوحدة  20ـ المهدي  21ـ الصراط  22ـ الانوار2  23ـ اهل البيت فارسي
 24ـ كربلاء    25ـ السلام    26ـ قناة النجف  27ـ الوطن للجميع 28ـ الحجة  29ـ الكوثر 30ـ نحن الفضائية
31ـ الامام الحسين 2   32ـ النعيم   33ـ الزهراء 34ـ الباقة الايرانية  35ـ قناة الامام الحسين  36ـ اهل بيت ( فارسي )
37ـ المودة 38ـ برس تي في 39ـ الثقلين 40ـ  الامام الرضا 41ـ الولاية 42ـ  قنوات هادي 43ـ  ثامن 44ـ  فدك
45ـ  هدهد فارسي 46ـ هدهد عربي 47ـ  قناة البقيع 48ـ قناة الاتجاه الانجليزية 49ـ سلام 50ـ آفاق 51ـ باقة ايرانية
52ـ  آي فيلم 53ـ  قناة اهل البيت الانجليزية  54ـ ولايت 55ـ  قناة آي فيلم 56ـ سلام فارسي 57ـ 5قناة المصطفى
58ـ اللؤلؤة 59ـ قناة الميادين
 

القنوات الشيعية اليمنية:
60ـ قناة الساحات
61ـ قناة المسيرة
))القنوات التي يتم التحضير لإطلاقها قريبا)):
1ـ قناة البراهين 2ـ قناة الرسالة الاسلامية 3ـ قناة نور الأمين 4ـ قناة أمير المؤمنين عليه السلام 5ـ قناة الجوادين الفضائية
6ـ قناة الأضواء 7ـ قناة أبو الفضل العباس 8ـ قناة الإمام الصادق 9ـ قناة 14 فبراير 10ـ قناة آل محمد عليهم السلام
11ـ قناة المصطفى 

 
المحور الخامس : التمدد السياسي الإيراني في اليمن ودول الخليج :
تمكنت إيران من استغلال ضعف دولة لبنان والصراع الذي دار فيها بين الفصائل المختلفة وعمدت إلى تقوية ودعم حلفائها في ذلك البلد (حزب الله ) فهربت إلية مختلف الأسلحة عن طريق حليفها التقليدي النظام السوري المجاور للبنان وكذلك عن طريق البحر وصار حزب الله قوة لا يستهان بها في لنان ولقوته امتنع من تسليم السلاح الذي في حوزته للدولة اللبنانية وبالمقابل استمر الحزب بحشد واستقطاب المؤيدين حتى صار رقما ولم يمتنع من المشاركة السياسية عبر ممثلين بالبرلمان وتشكيلة الدولة اللبنانية فحاولت إيران أن تستنسخ نفس التجربة فحاولت تشكيل أحزاب مماثلة في دول الخليج واليمن منها ما نجح ومنها ما لا يزال يعمل في الخفاء فمن ذلك:
1ـ حزب الله في الكويت: والذي وإن فشل عسكريا إلا أن الرافضة هنالك لهم تمثيل وحضور فاعل في مجلس الأمة ويختلف ذلك الحضور ما بين فترة وأخرى واستطاعوا الوصول إلى مواطن صنع القرار.
2ـ حزب الله في البحرين :والذي يعد الأنشط في دول الخليج ويعمل على كل المجالات (عسكرية وسياسية وخيرية ) حتى إنه استغل موجة ثورات الربيع العربي التي أطاحت ببعض الأنظمة فحاول أن يقوم بثورة في البحرين للإطاحة بحكم آل خليفة تدعمهم إيران ماديا وإعلاميا ولوجستيا.
3ـ وحزب الله في الحجاز ( المملكة العربية السعودية ): قام بمظاهرات عدة في مواسع متعددة للحج وقام بأعمال عسكرية ذكرناها في المحور الأول ولو سمح بقيام أحزاب وأنشئ برلمان في هذا البلد لوجدت لهم حضورا .
4ـ الحوثيون (أنصار الله) في اليمن :وهي البلد الأكثر انفتاحا في المجال السياسي والتي يوشك أن تنجح إيران في استنساخ التجربة اللبنانية فالحوثيون هم الذراع العسكري للرافضة ومع قيام الجمهورية اليمنية في 22 (مايو) 1990 كثفت إيران أنشطتها في العمل السياسي، تساوقا مع المناخ السياسي الجديد الذي أقر التعددية وقد أعلن ما يزيد عن 60 حزبا في اليمن تمثل جميع التوجهات القومية واليسارية والإسلامية والليبرالية، فيما تمثلت الأحزاب الشيعية في حزب (الثورة الإسلامية، حزب الله، حزب الحق، اتحاد القوي الشعبية اليمنية).
وقد توارى الحزبان الأولان (حزب الثورة، وحزب الله)، فيما بقي في الساحة حزب الحق واتحاد القوى الشعبية ولا يزالان يعملان إلى يومنا هذا .

 

ثانيا أحزاب أخرى موالية لإيران :
استطاعت إيران أن تشق عصى اللقاء المشترك الذي يضم مجموعة من أحزاب المعارضة وهي
1ـ حزب التجمع اليمني للإصلاح  2ـ الحزب الاشتراكي اليمني. 3ـ حزب الحق.4ـ التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري5ـ  التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري  . 6ـ حزب البعث العربي الاشتراكي القومي.7ـ التنظيم السبتمبري الديمقراطي.8ـ اتحاد القوي الشعبية اليمنية.
فاستقطبت أربعة أحزاب على رأسها حزب البعث العربي السوري الذي يقف في صف طهران وتحركاتها في اليمن وحزبا الحق واتحاد القوى الشعبية وهما حزبان شيعيان فقد صرح القيادي البعثي  علي الأسدي المعروف  بمناهضته لنظام الأسد كونه قد أقحم حزب البعث في تحالفات مشبوهة مع إيران على أن طهران قد نجحت فعلافي شق اللقاء المشترك .  
إنشاء أحزاب جديدة:
استغلت إيران فترة ما بعد ثورة فبراير 2011م حيث دعمت إنشاء أحزاب جديدة موالية لها، وهي : الحزب الديمقراطي وحزب الأمة إلى جانب الأحزاب الموجودة قديما التي تتبعها، وهي حزب الحق واتحاد القوى الشعبية وحزب البعث العربي السوري الذي يقف في صف طهران وتحركاتها في اليمن.
وفي تقرير نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) وتناقلته وسائل الإعلام الأخرى يتحدث التقرير عن قيام طهران بإنشاء وتمويل سبعة أحزاب يمنية منها ثلاثة أحزاب أصبحت موجودة فعلا وحزب تم الإعلان عنه وحزبان يتم الإعداد لإشهارهما قريبا إضافة إلى حركة أنصار الله “الحوثيين”، الذراع العسكري لهذه الأحزاب والتي تريد إيران من خلال دعم هذه الحركة (أنصار الله ) استنساخ تجربة حزب الله في جنوب لبنان  وأضاف أن هناك تنسيقا على مستوى رفيع مع قيادات في الحراك الجنوبي لإعلان تحالف سياسي استراتيجي ينسق المواقف والتوجهات للطرفين. 

 

تأثير إيران على الحراك الجنوبي :
لم تكتف إيران بالأحزاب التقليدية بل استطاعت أن تضم إلى موالاتها فصائل من الحراك الجنوبي وعلى رأسها فصيل علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السبق والذي يقيم حاليا في الضاحية الجنوبية من لبنان وقد زار إيران عدة مرات وأطلقت له قناة ( عدن لايف ) الفضائية التي تبث برامجها من لبنان وهي قناة فتنة تدعوا للانفصال وبحسب المصادر الحكومية أن ثمة فصائل أخرى في الحراك وهي ( الحراك المسلح ) تتلقى  أموالاً من طهران لتمويل المشروع الانفصالي في جنوب اليمن وهذا ما جعل الرئيس هادي يصرح بهذا الشأن ففي مؤتمر صحفي في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في 4 أكتوبر 2012م؛ جدد هادي اتهاماته لإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن من خلال دعم الانفصاليين، وقال: إنّ في الجنوب حراكين: «حراكا سلميا وحراكا غير سلمي، هذا (الأخير) يستخدم السلاح، ومدعوم من إيران الحراك المسلح هو من يريد الانفصال».  
وتفيد التقارير أن إيران طرحت على الحراكيين في المحافظات الجنوبية ضرورة تفعيل المظاهرات وتحميل دول الخليج وخاصة السعودية مسئولية إهمال القضية الجنوبية  .
وقد أدركت الحكومة اليمنية تشعر بأن النفوذ الإيراني في اليمن لم يعد محصوراً في مناطق الوجود التاريخي للزيدية في الشمال، ولكن تأثيره بدا واضحاً في محافظات سنية مثل «إب» و«تعز» التي يقع «مضيق باب المندب» ضمن نطاقها الجغرافي والذي تطمح إيران للاستيلاء عليه وهي تعمل حاليا على استقطاب أبناء المنطقة مستغلة فقرهم فتشتري ولاءهم بالمال وتنسبهم للحزاب الشيعية وترسلهم للتدريب في معسكرات الحوثي في صعدة .
التأثير على الصوفية:
استطاعت إيران التواصل بواسطة الحوثيين (حزب الحق ) مع المنتسبين لآل البيت من الصوفية في المناطق الشافعية في جميع محافظات اليمن وتمكنت من إقناع الجمهور الأعظم منهم بالانضواء تحت راية الأحزاب ذات التوجه الشيعي أو بالانضمام مباشرة مع جماعة الحوثي من أجل التكتل لاسترداد ما يطلقون عليه الحق الإلهي في الحكم والذي غاب عنهم قرونا إضافة إلى شكواهم بالمظلومية الموهومة من قبل الأنظمة وخاصة في اليمن كما استمالتهم بالأموال الطائلة والرحلات المكوكية بين صنعاء ولبنان أو سوريا فطهران ولا شك أن الصوفية لهم تأثير في أوساط عامة الناس من خلال طرقهم البدعية وإقامة الموالد والمدائح وأكثر هذه المحافظات تأثرا هي محافظة تعز نتيجة لكثرة الأسر المنسوبة إلى آل البيت من جهة ومن جهة أخرى الفقر والحاجة والبطالة التي استغلتها جماعة الحوثي فكانت تستقطب الشاب بمرتب شهري يتراوح ما بين خمسين إلى سبعين ألف ريال مقابل الانضمام والذهاب إلى صعدة لغرض التدرب على السلاح وهذا المرتب لا يتقاضاه كثير من موظفي الدولة وتركيز إيران على تعز بالذات لأنها تريد الاستيلاء على مضيق باب المندب الاستراتيجي والذي يقع تحت نطاقها الجغرافي .
وهنالك قسم من الصوفية المنتسبين لآل البيت وهم الذين يسكنون في المحافظات الجنوبية لم يعلنوا انضمامهم إلى الأحزاب الشيعية بل لم يؤسسوا أي حزب فيما أعلم مع تنسيقهم التام مع الحوثيين سرا وذلك لحساسية أتباعهم من الانضمام إلى أحزاب (شمالية) يعنون في المحافظات الشمالية ذلك لأنهم أميل إلى انفصال الجنوب عن الشمال ولأن الشارع سيمجهم لو أعلنوا ذلك وقد كان موقفهم السكوت التام إبان الستة الحروب التي خاضتها الدولة مع الحوثيين. 
تأثر قطاع كبير من أبناء المحافظات الشمالية ذات التوجه الزيدي:
يتركز المذهب الزيدي في المحافظات الشمالية  (ذمار، صنعاء، عمران، صعدة، حجة، الجوف) وقد مثلت هذه المحافظات حاضنا مهما للدور الإيراني وحركة الحوثيين نتيجة الفراغ الذي تركه نظام صالح وتوجه حركة الإخوان المسلمين للسيطرة على المشهد السياسي، الأمر الذي دفع أبناء هذه المحافظات إلى مساندة الحوثيين بسبب الروابط المذهبية التي تربطهم بهم وبسبب حقدهم على الحركات الإسلامية وخاصة حركة الإخوان التي كان لها دور بارز في الثورة التي أطاحت برأس النظام السابق وعائلته وأكثر الزيدية كانوا منتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي صالح فشن حزب المؤتمر حملة تحريضية عدائية على حركة الإخوان ما جعل من الزيدية حاقدين على الإخوان مناصرين لأشد أعدائهم وهم الحوثيون إضافة إلى إيعاز على صالح لأتباعه بمناصرة الحوثيين الذين كانوا أعداء الأمس وقد ظهر التحالف واضحا في مؤتمر الحوار الوطني بين حزب المؤتمر والحوثيين ويعد على صالح الداعم الرئيس للحوثيين بالسلاح .
التنسيق بين حزب المؤتمر بقيادة علي صالح والأحزاب الموالية لإيران :
جهدت إيران على التنسيق بين حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة على صالح العدو الأكبر(سابقا) للحوثيين وأقنعت حلفاءها الحوثيين بتناسي الماضي فبدا التنسيق واضحا من أيام ثورة فبراير 2011م فكان الحوثيون يعملون على الخطين مع الثورة ومع علي صالح وبعد التوقيع على المبادرة الخليجية وضح التنسيق أكثر من خلال اللقاءات بين علي صالح وقادة الحوثيين والاتصالات الهاتفية ومن خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل ودعم الحوثيين بالسلاح الذي نهبه علي صالح وعصابته من مخازن الحرس الجمهوري وتعمل إيران جاهدة لإشهار تكتل يضم كلا من المؤتمر الشعبي العام أربعة من أحزاب اللقاء المشترك وليس ثلاثة كما يشاع منها حزبان شيعيان هما اتحاد القوى الشعبية وحزب الحق بالإضافة إلى الحوثيين والأحزاب التي أنشأت بعد ثورة فبراير 2011م وشخصيات مستقلة في الشمال والجنوب إضافة إلى شخصيات دينية " الطائفة الصوفية "  
وتخطط إيران أن تكون قاعدة هذا التكتل الجماهيرية في محافظة تعز ذات الكثافة السكانية العالية وهي تعمل حاليا على قدم وساق لاستقطاب النخب والمثقفين وعامة الناس  .
وفي مقال للكاتب الأسدي قال فيه "يتم صياغة برنامج سياسي موحد لهذه الأحزاب ينسجم مع التوجهات الإيرانية في المنطقة تمهيدا لانفصالها عن "المشترك " وإعلان قيام تحالف سياسي جديد موال أو قريب من إيران "
وأوضح الأسدي أن اجتماعات ولقاءات مكثفة عقدت في هذا السبيل وكان يحضرها السفير الإيراني في أغلب الحيان للإشراف على لجنة صياغة النظام الموحد لهذا الأحزاب ولفت إلى أن الحزب الاشتراكي ـ بحسب المعلومات  ـ تلقى هو الآخر دعوة وجهت له للانضمام إلى هذه الأحزاب ولكنه رفض الدخول في التحالف الجديد الذي ينطلق نظريا من معاداة السياسات الأمريكية وعمليا هو مموجه ضد المملكة العربية السعودية حسب قوله .
وأشارت المصادر إلى أن ثلاثة أحزاب كانت هددت بالانسحاب من التكتل وهي حزب البعث العربي الاشتراكي المرتبط بالقيادة القومية في سوريا وحزبي اتحاد القوى الشعبية والحق الحليفين لجماعة الحوثي على خلفية قضايا كثيرة كان آخرها وصول قوات مارينز إلى البلاد بعد حادثة اقتحام السفارة الأمريكية  
وبحسب التقرير فإن أهم الأحزاب التي ستعمل إيران على إنشائها حزب يضم قوى ناصرية واشتراكية وبعثية وسورية وشخصيات مستقلة في الشمال والجنوب إضافة إلى شخصيات دينية " الطائفة الصوفية " وسكون مظلة لجميع القوى المغادرة لتجمع قوى المعارضة ( اللقاء المشترك) والحزب .

 

 

الاستقطابات:
تعمل إيران عبر سفاراتها وحلفاءها على استقطاب النخب السياسية والإعلامية وخاصة من الاتجاهات الاشتراكية والقومية وتجندها للعمل لصالحها ففي اليمن برز نشاطها واضحا في هذا الاتجاه ما جعل الدولة تعلن قلقها فبعد تسعة أشهر من نشر «الشرق» للتقرير وفي شهر أكتوبر من عام 2012م كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في محاضرة ألقاها بمركز (وودرو ويلسون) الدولي للباحثين في واشنطن «إن اليمن تواجه تدخلات إقليمية معادية، منها التدخلات الإيرانية».
وقال هادي إن هذه التدخلات تمثلت في الدعم الإيراني لبعض التيارات السياسية والمسلحة واستقطاب إعلاميين ومعارضين سياسيين في محاولة منها إلى تخريب التسوية السياسية التي تمت وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي قال إنها اعتبرتها «مبادرة سعودية أمريكية».
وبات واضحا في أوساط عامة الناس فضلا عن النخب السياسية ذلك الاستقطاب فهو حديث المجالس يقول الشاب اليساري خالد حسن: «رعى الله زمان الشبيبة الأممية التقدمية» متحسراً على الماضي ومتهكماً من بعض رفاقه ممن سافروا إلى إيران ضمن رحلات تنظمها مؤسسات يمنية موالية لطهران ولـ «حزب الله» اللبناني. في إحدى تلك الرحلات سافر نحو مئة ناشطة يمنية معظمهن من ناشطات ساحات الحرية والتغيير.
ويقول الناشط في ساحة التغيير هاني عبد الرحمن بدر : (انحدر كثير من الشباب اليمني ممن ينتمون إلى أحزاب يسارية وقومية وليبرالية ومن يقدمون أنفسهم كمستقلين أو علمانيين، وتهافتهم على التمترس وراء الجماعات الدينية (السنية والشيعية) تمثل واحدة من المشاكل والسلبيات التي أفرزتها أو «أظهرتها على السطح» الثورة الشبابية اليمنية.
ويأخذ البعض على اليساريين والمستقلين الذين لطالما قدموا أنفسهم باعتبارهم الطليعة الجديدة «عدم الانسجام مع ذواتهم ومع ما يدعون إليه».
لقد نجحت إيران من خلال الجماعات السياسية والمذهبية الموالية لها في استدراج كثير من شباب الأحزاب اليسارية وغير الدينية إلى صفها ودفعهم إلى المشاركة في نشاطات ترعاها مستفيدة من فقرهم وحاجتهم ومن حال الإحباط والانكسار التي آلت إليها ثورتهم فيما يرفض كثيرون منهم المبادرة الخليجية التي يعتقدون أنها فرضت عليهم فرضاً لذلك عمدت إلى تغيير الأجواء عند هؤلاء الشباب من خلال الرحلات التي سيرتها لهم إلى كل من لبنان وإيران فضلا عن عودتهم محملين بالأموال ومنبهرين من التقدم الذي وصلت إليه إيران.
وفي تقرير نشرته صحيفة  الشرق الأوسط أوضح أن إيران وعبر عناصر تابعة لها من يمنيين ولبنانيين يتبعون حزب الله وسوريين وإيرانيين في أوروبا يعملون على تجنيد واستقطاب قوى وعناصر سياسية وإعلامية بصورة حثيثة داخل اليمن وخارجه من الطلاب والمبتعثين للدراسات العليا والعناصر المعارضة في الخارج .
وبين التقرير أن نحو ثلاثين قياديا برلمانيا وسياسيا من مختلف الأحزاب والتكتلات السياسية ( غير الحوثيين )هم من ينسق في الداخل أنشطة ما يطلق عليه (حركة إنهاء الوصاية الخارجية على اليمن ) وأن مسؤولين تم إعفاؤهم من مناصبهم في الجيش اليمني والمؤسسة الأمنية إبان حروب الحكومة ضد الحوثيين يعملون على تجنيد أنصارهم في الجيش والأمن لتشكيل جبهة موحدة لتحقيق أهداف إيران  . 
كما أفرد التقرير مساحة واسعة لرصد تحركات وأنشطة أفراد يعملون مع المخابرات الإيرانية تواصلوا مع عدد كبير من قيادات الثورة الشبابية حتى من المحسوبين على الإخوان المسلمين دون علم هذه القيادات حيث أن عنصرا في الاستخبارات الإيرانية (لبناني الجنسية ومقيم في ألمانيا) التقى قيادات من شباب الثورة بينهم أعضاء في اللجنة الأمنية وقدم نفسه على أنه ممثل لمنظمة كندية واستطاع خلال هذا اللقاء استقطاب ثلاثة من القيادات المحسوبة على المستقلين وقدم لهم دعما.
وإلى جانب ذلك استطاعت طهران استقطاب سياسيين وبرلمانيين وشخصيات اجتماعية بارزة وتم تسفيرها إلى طهران للالتقاء بالقادة الدينيين والسياسيين حتى أنها لم تعد تخفي علاقتها بطهران أو ترفضها كما كان عليه الوضع سابقا؛ حيث شارك أعضاء في البرلمان لهم حضور اجتماعي في محافظة تعز في فعاليات أقامها الحوثيون في محافظة صعدة كان مفتي محافظة تعز سهل بن إبراهيم عقيل وسلطان السامعي وأحمد سيف حاشد أبرز هؤلاء.  
كما كشف الأسدي( قيادي بعثي ) المعروف بمناهضته لنظام الأسد فقال : ( بحسب معلومات أكيدة هنالك وفد من شخصيات قيادية تمثل اربعة أحزاب في المشترك قامت بزيارة إلى طهران عبر مطار القاهرة واستمرت زيارتهم تقريبا أسبوعين وعقب عودتهم إلى اليمن وفي صنعاء تحديدا عقدوا أول اجتماع لهم وشكلوا لجنة لإعادة تقييم الأنظمة السياسية التنظيمية لهذه الأحزاب بما يواكب الأحداث والمتغيرات السياسية الراهنة  .  
استقطاب قادة وأفراد الجيش والأمن وتأثرهم بالحوثيين :
عمد علي صالح على تقليل دخول الشافعية في السلك العسكري ومن دخل منهم أبقاه جنديا ولم يرقه ومن رقي بعد مرور سنوات الخدمة التي بها يستحق الترقية لم يسمح له في أن يمسك بزمام القيادة فجعل القيادة والغالبية العظمى للأفراد حكرا على الزيدية وكان يرقيهم بقرارات مباشرة منه دون اعتبار لقانون الترقيات ومن كان من الشافعية من ذوي الرتب المتدنية ومن أفراد الجيش فكان يرمي بهم في الجبال والمناطق الوعرة من باب العقوبة والنكاية بهم ولما كانت قيادة الجيش بيد الزيدية  ساندوا الحوثيين بسبب الروابط المذهبية وبإيعاز من علي صالح خاصة بعد ثورة فبراير2011م كما هربت الكثير من الأسلحة من مخازن المعسكرات الحكومية إلى صعدة وسهلوا مرور كثير من الشاحنات المهربة والمحملة بالأسلحة .

 

التواجد الشيعي في اليمن والخليج :
كثافتهم السكانية :
  يدعي الرافضة أنهم يبلغون 25% من سكان المملكة العربية السعودية, كما في كتابهم الشيعة في السعودية ص (3)!!
  مع أنهم في الحقيقة لا يتجاوزون 5% بل لا يبلغون ذلك. وللرافضة دعوة جادة لتكثير التناسل بينهم, وللحث على الزواج المبكر, وتعدد الزوجات, ولذلك فإن من الملفت للنظر لمن دخل القطيف وتجول فيها أن يرى تلك اللوحات الكثيرة التي تحمل التهاني والتبريكات بمناسبة زواجات فلان أو علان .
وبحسب إحصائية 2013 لعدد سكان المملكة فإن عدد السكان ( 29,994,272)   أي أن تعداد الشيعة هو
(1499714 )مليون وأربعمائة وتسعة وتسعون ألفا وسبعمائة وأربعة عشر نسمة .
وأما في الكويت فإن نسبة الشيعة تقريبا 15% حيث بلغ إجمالي عدد سكان الكويت لعام 2012م(  3807000) أي أن عددهم (571050) خمسمائة وواحد وسبعون ألفا وخمسون نسمة .
وأما في الإمارات العربية المتحدة فبحسب تقرير الحريات الدينية، الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية لعام 2010، فإن نسبة الشيعة في الإمارات تصل إلى 15%   فإذا كان تعداد السكان الرسمي لعام 2008م بلغ (8,199,996) وبحسب التقديرات الأولية لعدد السكان لعام 2010م ( 8626460 ) وذلك لعدم إجراء تعداد بعد عام 2008م  فإن نسبة الشيعة سيكون (1293969) مليون ومئتان وثلاثة وتسعون ألفا وتسعمائة وتسعة وستون نسمة  وهو عدد ليس بالقليل هذا إضافة إلى الشيعة المقيمين والوافدين من كل من الهند وباكستان وإيران وغيرها .
وأما في قطر فقد أعلن جهاز الاحصاء أن عدد السكان في قطر بلغ (1701219 ) مليون نسمة حتى نهاية  سبتمبر 2011م   وبحسب تقرير الحريات الدينية، الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية لعام 2010، فإن نسبة الشيعة  تصل إلى نحو 5% من السكان  فيكون عدد الشيعة (85061) خمسة وثمانون ألفا وواحد وستون نسمة .
وأما في البحرين فقد بلغ عدد السكان الأصليين بحسب إحصائية فبراير 2011م (568399)  وأما نسبة الشيعة فاضطربت الإحصائيات فلو أعطيناهم نسبة وسطا وهي (55% )  أي أن عددهم (312619)ثلاثمائة واثنا عشر ألفا وستمائة وتسعة عشر نسمة
وأما عدد سكان سلطنة عمان لعام 2010م فبلغ 2,773,479 مليون نسمة  ونسبة الشيعة الامامية : 4.05% .
أ ي أن عدد الشيعة (124807)مائة وأربعة وعشرون ألفا وثمانمائة وسبعة نسمة .
وأما اليمن فبلغت آخر إحصائية للتعداد السكاني (24527000)  ونسبة الزيدية تقرب من 30-35%,   أي أن عددهم (8658031) علما أن الزيدية هي أقرب فرق الشيعة للسنة وإن كان الأمر كما قال الإمام المقبلي رحمه الله " ائتني بزيدي صغير أخرج لك منه رافضيا كبيرا "

 

الخاتمة :
تبين من خلال هذا العرض السريع والموجز حجم الخطر المحدق باليمن ودول الخليج فإيران دولة ذات مشروع وهدف رسمت له خطة خمسينية لإقامة امبراطوريتها الصفوية وهي سائرة في تنفيذ خطتها على قدم وساق رغم قلة وشح مواردها مقابل الثروات الهائلة التي تمتلكها دول الخليج لكنها ـ للأسف ـ لا تحمل مشروعا ولا تنفق في سبيل صد عدوان الرافضة الحاقدين شيئا يذكر بل إنها اتخذت من هذا العدو الذي لا يتوانى في تنفيذ أجندته بعبعا تهدد به شعوبها كي لا ينتقدوها ومن أجل أن تبقى على سدة الحكم فإن بقيت هذه لدول تسير على نفس الخطى فلن تفيق إلا على فاجعة عظيمة لا تهز المنطقة فحسب بل العالم الإسلامي برمته وهذا ما يخطط له أعداء ديننا وأمتنا ومن قرأ كتيب ( بروتوكولات آيات قم ) عرف الهدف الذي من أجله وضعت إيران خطتها الخمسينية فنناشد هذه الدول ونصرخ في آذان حكامها محذرين من هذا الخطر القادم من إيران علها أن تصحو من نومها وتفيق من غفلتها فالمسئولية ملقاة على عواتق هؤلاء الحكام الذين لم يستطيعوا ـ على أقل تقدير ـ طرد سفراء إيران وقطع العلاقات الدبلوماسية معها كما فعل ملك المغرب الذي أحس بخطر هذا التمدد ومعلوم أن قطع رأس هذا الأفعى هو الدواء الناجع إضافة إلى العمل الجاد والدؤوب في نشر الإسلام الصحيح في ربوع العالم الإسلامي واستغلال الخيرات والثروات الثي أودعها الله في هذه الدول بدلا من تبديدها في مجالات تغضب الله وتسخطه.
والله من وراء القصد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين .