هل قرر الغرب انتصار الأسد؟
17 صفر 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

جاء تصريح مصدر في الائتلاف الوطني السوري المعارض لنظام الأسد بشأن إبلاغ الغرب لهم بأن عليهم الاستعداد لإمكانية استمرار بشار الأسد في حكم سوريا خلال الفترة الانتقالية ليكشف عن نتاج الصفقة التي عقدها الغرب مع نظام الأسد وإيران والتي باعت دماء الشعب السوري بأرخص الأسعار...

 

لقد كان الغرب يؤكد في كل مرة يدعو فيها لمؤتمر جنيف من أجل التوصل لحل للأزمة السورية على أنه لا مكان للأسد في المرحلة الانتقالية أما الآن فبدأ يرسل العديد من الرسائل المخالفة لهذا النهج وهو ما يشير إلى أن مؤتمر جنيف سيكون ورقة إنقاذ لنظام بشار ولإيران ولحزب الله ولكل من تآمر على الشعب السوري بينما سيكون إغراق للمعارضة في أوحال التفاوض والمباحثات كما فعل الغرب في القضية الفلسطينية تماما....

 

إن مبدأ وجود الأسد على مائدة المفاوضات ومعه إيران المتورطين في قتل الشعب السوري معناه تبرئة للنظامين ومنحهما فرصة ذهبية لغسل أيديهما من دماء الأبرياء.....

 

إن أمريكا قررت فجأة مع تقدم المعارضة في العديد من المناطق السورية وسيطرتها على عدة مواقع استراتيجية قررت وقف المساعدات غير القتالية بدعوى الخوف من وقوعها في أيدي من أسمتهم بـ "المتطرفين"  دون أن تضع تعريفا محددا "للتطرف" و"الاعتدال" وبناء على أي معيار تقوم بذلك كما كانت تطلق وصف "الإرهاب" على كل من لا يرضى عن منهجها أو يخالفه أو يعارض محاولة سيطرتها على العالم وبث الفرقة بين دول الجوار بعضها وبعض وتفتيت الدولة الواحدة إلى دويلات..

 

إن واشنطن صرحت بارتياحها لبعض أطراف المعارضة السورية واعتبرتها معارضة "معتدلة" ولكن حتى هذه المعارضة لم تجد منها الدعم الحقيقي وشكت مر الشكوى من تجاهل أمريكا لها وعدم دعمها لمعاركها مع بشار الأسد...إذا كان الغرب صادقا في أنه يريد إزاحة بشار الأسد والإتيان بخيار الشعب السوري فلماذا لا يؤيد المعارضة التي يصفها بـ"المعتدلة" ويدعمها بقوة ويرفض بقاء الأسد في السلطة وينزع يده عنه أما أن المسألة لها علاقة بأمن الكيان الصهيوني والمصالح مع إيران؟!...

 

قضية التطرف والاعتدال هي حيلة  أمريكية لشق الصف المعارض لبشار الأسد وتشتيته وإلهائه تماما مثلما هي جنيف واحد وجنيف اثنين..

 

ما يلوح في الأفق هو الضغط على المعارضة بمختلف أطيافها وخنقها ومنع المساعدات  عنها من كل جانب بدعوى ضرورة الوصول لحل سلمي وهذا الحل طبعا هو ما يرضاه الأسد وإيران ويحقق مصالح الغرب, ثم تكون هناك مرحلة انتقالية يتزعمها الاسد أو أحد من أعوانه فيقضي على بقية المعارضة ويصبح الثوار المقاومون لهذا النهج من "الإرهابيين" وتطبق العقوبات عليهم بدلا من تطبيقها على المجرم الحقيقي وقد يترشح الأسد في مرحلة لاحقة إلى الرئاسة بعد أن تكون الأرض أكثر تمهيدا لذلك...هناك عدة تجارب تدرسها واشنطن الآن لإنهاء الصراع السوري بشكل يحقق لها ما تريد ومن هذه التجارب التجربة اليمنية التي تعاني من الفشل الذريع بسبب وجود نظام صالح وأتباعه في السلطة أو قريبا منها واستغلال نفوذهم القديم من أجل بث الخلافات بين القوى السياسية وها نحن نسمع عن تفكير صالح في الترشح للرئاسة مرة اخرى وكأن شيئا لم يكن..

 

إن نظرية الامتصاص والتهدئة والرهان على عامل الزمن والأمر الواقع من الألاعيب السياسية المعروفة التي تستخدمها أمريكا والقوى الغربية منذ فترة طويلة في المنطقة من أجل تنفيذ سياساتها خصوصا طويلة الأجل...إن الضحية هذه المرة هي الشعب السوري بأكمله الذي لم يصادر ماضيه فقط لمصلحة طغمة حاكمة مستبدة ولكن يراد الآن العبث بمستقبله.