أنت هنا

30 محرم 1435
المسلم - متابعات

أقدم أفراد عائلة في شرق لبنان على إحراق خيم لاجئين سوريين في بلدتهم وأرغموهم على مغادرتها بعد تفكيك ما تبقى من المخيم , بعد أن تم تلفيق تهمة لهم لتكون ذريعة لطردهم .
جاء ذلك على خلفية ادعاء عائلة (آل الديراني) بتعرض أحد أفرادها (شاب معاق يبلغ من العمر 29 عامًا) لاعتداء قام به سوريون ، إلا أن طبيبا شرعيا كشف على الشاب أكد أنه لا أثر لتعرضه لأي عنف .

وقال مراسل وكالة فرانس برس وشهود عيان : إن خيم اللاجئين في بلدة (قصرنبا) والبالغ عددها أكثر من مئة خيمة تأوي حوالى 400 لاجىء على الأقل، أزيلت بشكل كامل أمس الاثنين من قطعة الأرض حيث كانت منصوبة، بعدما نظم سكان البلدة احتجاجات لإرغام قاطنيها على المغادرة، تخللها إضرام النار في حوالى 15 خيمة.

وشاهد المراسل بعض اللاجئين يجمعون ما تبقى لهم من أمتعة وأغراض لمغادرة المكان، ومحاولة إنقاذ ما تبقى في الخيم التي كان يتصاعد منها الدخان.
وقال أحمد عبد المحمود (33 عاما) أحد سكان المخيم : إن آل الديراني أحرقوا الخيم، ولم يسمحوا لآليات الإطفاء بالوصول لإخماد الحرائق". وأضاف : "مساء أمس تعدوا علينا وضربونا، وسرقوا لنا حاجياتنا وأغراضنا"، مشيرا إلى "أنهم اتهمونا بالتعدي على الشاب، علما بأن الجيش اللبناني داهم الخيم وأوقف نحو 30 شخصا، قبل أن يفرج عنهم جميعا لعدم ثبوت تورطهم" .

ونفى طبيب شرعي وجود أي إثبات على تعرض الشاب لاعتداء , وقال الطبيب أحمد وليد سليمان ردا على سؤال لوكالة فرانس برس : إنه وضع تقريرا يؤكد أن "لا إثباتا طبيا يبين تعرض الشاب لأي اعتداء"، وأنه "لم يتبين لدينا وجود أي عنف أو دماء أو آثار أو كدمات حول المخارج" .

وأكد أحد سكان البلدة لوكالة فرانس برس : أن الاعتداء على الشاب "ملفق"، كاشفًا أن أسباب القضية "تعود الى رغبة أصحاب الأرض التي أقيم عليها المخيم، وهم من آل الديراني، باستعادتها، ولم يجدوا طريقة اخرى لطرد اللاجئين السوريين".

ويستضيف لبنان أكثر من 830 الف لاجئ سوري بحسب أرقام الأمم المتحدة، علما أن السلطات الرسمية تقدر أن العدد الفعلي لهؤلاء هو أعلى من ذلك بكثير , ويعاني اللاجئون من ظروف معيشية قاهرة، ويقيم عدد كبير منهم في مخيمات مؤقتة أو لدى عائلات مضيفة لا سيما في البقاع (شرق) والشمال.