أنت هنا

9 محرم 1435
المسلم - الجزيرة نت

تسود الكثير من الأوساط الدينية السنغالية موجة استياء كبيرة على خلفية زيارة يقوم بها حاليا أئمة مساجد وممثلو بعض الطرق الصوفية لإسرائيل.
ووفق القوى الرافضة للانفتاح على إسرائيل، فإن الزيارة تعكس أن الدولة اليهودية اخترقت الأئمة والطرق الصوفية من أجل التغلغل بالمجتمع السنغالي نظرا لمحورية رجال الدين في البلاد.
وقد تحدثت وسائل إعلام محلية عن وجود ممثلين للطريقة التيجانية ذات النفوذ الكبير في السنغال ضمن وفد الأئمة الذي توجه مؤخرا إلى إسرائيل.
وفيما يعتبر إمام مسجد فاس (إمباو عمر جانو) وهو أحد الداعين للتواصل مع إسرائيل، أن الزيارة تسعي لتعزيز الحوار بين الأديان , انتقد عضو المكتب التنفيذي للتجمع الثقافي الإسلامي (الحسن لو) الزيارة، وحذر من خطورة الاختراق الصهيوني للمجتمع السنغالي عبر الدوائر الدينية.
واعتبر أن هذه الخطوة تشكل تحديا سافرا لمشاعر مسلمي السنغال، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الإسرائيلية تبذل جهدا كبيرا في البلاد لخلق تعاطف مع اليهود من أجل اعتبارهم ضحايا، وفق قوله.
ووفق (لو) فقد تمكنت إسرائيل من إجراء عملية غسل أدمغة بعض النخب المحلية بخصوص موضوع الصراع مع الفلسطينيين، محملا البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية في دكار مسؤولية التقصير في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتعريف المجتمع السنغالي بأبعادها وخلفياتها.
ويعتقد مسؤول الإعلام بشبكة الصحفيين السنغاليين للقضايا الدينية بيدي ديانغ أن إسرائيل تريد من هذه الزيارة خلق حليف من داخل القوى الدينية، وذلك لدورها في تعبئة الشارع السنغالي ضد سياساتها تجاه الفلسطينيين.
وفي حديث للجزيرة نت اعتبر ديانغ أن الغرض من الزيارة توسيع دائرة المتعاطفين من الأئمة ورجال الصوفية مع إسرائيل في بلد يمثل المسلمون 94% من إجمالي سكانه البالغ عددهم 12.8 مليون نسمة.
يُشار إلى أن إسرائيل تقيم علاقات دبلوماسية مع السنغال منذ سنوات طويلة، وترعى سفارتها في دكار العديد من الأنشطة المتعلقة بحوار الحضارات وقضايا السلام.
وقد نظمت سفارة تل أبيب في دكار بالسنتين الأخيرتين إفطارات جماعية لصالح بعض أئمة البلاد، ووزعت "الأضاحي" تزامنا مع عيد الأضحى المبارك.