محادثات "بيع فلسطين"
28 ذو الحجه 1434
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

في أوضاع استثنائية يمر بها العالم العربي حيث تشتعل الأوضاع السياسية والأمنية في عدة دول عربية ومع انشغال العديد من أجهزة الإعلام العربية والعالمية بهذه الأحداث وانصراف اهتمام الكثير من الشعوب العربية للأوضاع التي تمر بها بلدانها والبلدان المجاورة , انطلقت محادثات سرية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني برعاية معتادة من الولايات المتحدة الأمريكية التي طالما وجهت لها جميع الاطراف الفلسطينية اتهامات بالانحياز للكيان الصهيوني ومع ذلك استمرت سلطة عباس في الاعتماد عليها في هذا الشأن..

 

المحادثات تدور منذ حوالي 3 أشهر ولا أحد يعرف على وجه الدقة مجرياتها مما  أثار الشكوك فيما يمكن أن  يتم تمريره خلالها خصوصا في الحالة التي يمر بها العالم العربي الآن..

 

وقد طُرحت الكثير من التساؤلات حول توقيت انطلاق المحادثات وسريتها وعدم توفير الاجواء المناسبة لها خصوصا مع حالة الشقاق بين أكبر حركتين فلسطينيتين وهما حركة حماس وفتح وعدم التوصل إلي اتفاق حول المصالحة وإجراء انتخابات للم الشمل وعودة الاتحاد للحكومة التي تمثل فلسطين..لقد أدانت حركة حماس المحادثات واعتبرت أنها تمنح الاحتلال فرصة للمضي قدما في عدوانه على الفلسطينيين وتنفيذ مخططاته لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وبناء المزيد من المغتصبات في الاراضي الفلسطينية المحتلة مع ذلك لم تلق اعتراضات حماس ولا اعتراضات الكثير من المحللين والمراقبين اذانا صاغية عند السلطة التي استجابت للدعوة الأمريكية من أجل استئناف المحادثات مع الاحتلال في وقت شديد الخطورة...

 

ومع مرور الوقت تبين صحة المخاوف وبدأ الاحتلال في طرح مناقصات لبناء 5 آلاف وحدة جديدة في الاراضي المحتلة كما صعد من عملياته ضد الفلسطينيين فقتل 5 أشخاص في الضفة وغزة خلال اليومين الأخيرين فقط مع سقوط عدد من الجرحى, وقد أدت هذه الأمور إلى تنامي المطالبات بوقف هذه المحادثات السرية التي لا يمكن أن تصل في مثل هذه الظروف إلى اتفاق يحقق العدالة للفلسطينيين إلا أن السلطة رفضت وقف المحادثات, وأكد وزير الخارجية الأمرية استمرارها بعد أن انتشرت معلومات عن استقالة بعض أعضاء وفد التفاوض....وسائل الإعلام الصهيونية أكدت من جهتها وجود عراقيل في المفاوضات وأشارت إلى استقالة عضوين من هيئة التفاوض الفلسطينية ولكنها أكدت أن محمود عباس رفض هذه الاستقالة وأصر على مواصلة التفاوض..

 

البعض يقول أن واشنطن تريد أن تتوصل لاتفاق سريع بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" في ولاية أوباما الثانية لتكون بصمة في تاريخه الرئاسي قبل أن يغادر البيت الأبيض خصوصا أنه لن يحتاج إلى موائمات معينة ما دام لن يحق له الترشح للرئاسة مرة أخرى لكن الاوضاع القائمة في المنطقة تلقي بظلال من الشك على هذا التحليل وإن كان فيه جانب من الصواب إلا أن سرية المباحثات وانشغال الدوائر الرسمية والشعبية العربية بما يجري في مناطق أخرى قد يعتبر فرصة للاحتلال وأمريكا للضغط على عباس لتقديم تنازلات موجعة وهو ما يثير القلق والمخاوف...

 

إن حركة حماس الفصيل الاكبر المقاوم للاحتلال والرافض للمحادثات يعاني صعوبات عديدة جراء الحصار المشدد على غزة والذي زادت عواقبه مع هدم الانفاق دون فتح معبر رفح مع تصاعد التهديدات من السلطات المصرية الجديدة للحركة وسط حديث عن تفاهمات قوية مع الجانب الصهيوني للتضييق على حركة حماس بدعوى دعمها للرئيس المصري المعزول محمد مرسي..

 

المشهد الفلسطيني الداخلي والخارجي في أصعب أوضاعه من حيث الانقسام ونقص الدعم وهو ما يمثل فرصة ذهبية للاحتلال لاقتناص اتفاق مشوه يزيد من تعقيد القضية ومن حدة الخلاف الفلسطيني الداخلي والعربي أيضا ..فهل تضيع البقية الباقية من فلسطين وسط ركام الأحداث الذي يهز العالم العربي؟!