"إسرائيل" وعملية نيروبي
23 ذو القعدة 1434
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

أعادت عملية نيروبي التي قامت بها جماعة الشباب الصومالية في قلب العاصمة الكينية, مرة أخرى الحديث عن التعاون الوثيق بين الكيان الصهيوني وعدد من الدول الأفريقية ذات الأهمية الاستراتيجية مثل كينيا وأثيوبيا وأريتريا وغيرها..

 

فقد أعلنت مصادر أمنية كينية أن قوة "إسرائيلية" خاصة شاركت في اقتحام المركز التجاري الذي احتجزت فيه حركة الشباب عددا من الرهائن من أجل إطلاق سراحهم ثم أعلنت الحكومة الكينية أن فريقا "إسرائيليا" يشارك مع فريق أمريكي وبريطاني في التحقيق في العملية بعد انتهائها إثر مقتل العشرات.. إن التعاون بين "إسرائيل" وعدد من الدول الأفريقية في كثير من المجالات وعلى راسها المجال لأمني قديم جدا منذ أن استقلت هذه الدول وبدأت" إسرائيل" تنظر إلى امتدادات لها خارج المنطقة العربية التي تناصبها العداء, كما أن هذه العلاقات الوثيقة تتيح لها تطويق العالم العربي وفتح طرق جديدة لاختراقه بشكل غير مباشر و لايثير الشبهات...

 

"إسرائيل" رأت في اريتريا منفذا هاما لها على البحر الأحمر والتحكم في باب المندب وتسهيل تجارتها نحو آسيا كما رأت في أثيوبيا مصدرا جيدا لزيادة عدد سكان الكيان الصهيوني بالعمالة الرخيصة حيث وافقت على تهجير الآلاف من يهود الفلاشا عبر جنوب السودان التي استقلت أخيرا ومنذ هذا الاستقلال تعددت أوجه التعاون بينها وبين الكيان الصهيوني في مجالات اقتصادية وعسكرية وأمنية مما شكل خنجرا حادا في جنب دولة السودان ..

 

كما رأت "إسرائيل" في عدد من دول القرن الأفريقي غايتها من أجل مراقبة الحركات الإسلامية المتصاعدة في المنطقة ..

 

في نفس الوقت تنامت بشدة العلاقات الكينية ـ  " الإسرائيلية" التي بدأت مع استقلال كينيا عام 1963 وشملت مجالات عديدة كالزراعة والتعليم والامن والاستخبارات, وتشير ارقام صادرة عن معهد الصادرات "الاسرائيلي" إلى ان التبادلات الاقتصادية بين البلدين شكلت في عام 2012 نحو 8% من التبادل الاقتصادي بين "اسرائيل" وكل افريقيا بقيمة تقدر ب139 مليون دولار..

 

.أما عن المجال الأمني فيقول خبير "إسرائيلي" ان "ذروة التعاون الامني بين اسرائيل وكينيا ظهرت في عملية عنتيبي عام 1976" في اشارة الى عملية قامت بها وحدة كوماندوس اسرائيلية لاطلاق سراح "اسرائيليين" في اوغندا, وأضاف, ان المسؤول الحكومي الكيني بروس ماكينزي الذي كان مقربا من وكالة الاستخبارات "الاسرائيلية" الموساد اقنع الرئيس الكيني جومو كينياتا بالسماح لعملاء الموساد بجمع المعلومات قبل العملية والسماح للطائرات "الاسرائيلية" بالتزود بالوقود في مطار نيروبي..

 

وقد استمر التعاون بين الطرفين حتى هذه الساعة وهو ما عرض المصالح الصهيونية في كينيا للهجوم أكثر من مرة ففي العام 2002، ادى هجوم نفذه ثلاثة على فندق يرتاده العديد من السياح "الاسرائيليين" الى مقتل 12 كينيا وثلاثة سياح "اسرائيليين" قرب مدينة مومباسا الساحلية, كما تعرضت طائرة "اسرائيلية" تقل 261 راكبا لهجوم بصاروخين لدى اقلاعها من مطار مومباسا...

 

إن الهجوم الذي تبنته حركة الشباب لكي يلفت الانتباه ـ كما قالت الحركة ـ للمجازر التي تقوم بها كينيا ضد الشعب الصومالي بعد دخولها بقوات كبيرة إلى الاراضي الصومالية, لفت أيضا الانتباه بقوة إلى الدور الصهيونتي المتنامي في أفريقيا وتأثيره على أوضاع عدد من الشعوب الإسلامية التي تعاني من ويلات المجاعة والصراعات العرقية وعدم الاستقرار ..لقد ورثت "إسرائيل" الدور الأمريكي في أفريقيا على ما يبدو حيث أصبحت مصدرا رئيسيا للسلاح ولتأجيج النزاعات ونشر الجواسيس ونهب الثروات.