19 ذو القعدة 1434

السؤال

أنا أعاني جدا ولا أجد أي حل.. جرَّبت كل شيء ولا فائدة، لا أعيش واقعي، أستمتع بنسج شخصيات من خيالي أتكلم معها أضحك وأبكي لها، ما يسمى بأحلام اليقظة، كانت تأخذ مني وقتاً قصيراً، ولكنها الآن تأخذ كل وقتي وتستنزف طاقتي، أُقَصِّر في كل شيء: عملي، أسرتي، مع أن حياتي جيدة.. أخاف أن يكون ما أنا فيه عدم رضا بما قسمه الله لي، رغم أني - والله - حامدة له وشاكرة، أحكي مع الناس الذين لا يعرفونني بالشخصيات التي أنسجها من خيالي.. أحس أني سأجن؛ فأنا في قفص من صنع يدي يضيق يومياً ويكتم أنفاسي؛ لتحتل الشخصيات التي أتخيلها مكاني وتلغيني من الوجود!! ساعدوني الله يحفظكم.

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله
أختي الفاضلة
ألمح في رسالتك يأسا وتشكيا عاليا فرفقا بنفسك.. أبشري وأملي بالله خيرا فلكل مشكلة حل. من المعتاد أن يكون لكل إنسان تخيل يعيش بعض أحداثه لفترات قصيرة وجيزة، ويتعلق غالبا فيما يمكن أن يكون عليه مستقبله وما يؤمل تحقيقه وكيف سيعيشه في المستقبل بظروفه وشخوصه، ويكثر ذلك في بداية مرحلة الشباب. لكن أن يستمر ذلك لفترات طويلة بما يمنع الإنسان من أداء عمله والعيش في واقعه، فهذا ولا شك أمر يحتاج إلى معالجة. يبدو في رسالتك أنك متزوجة، لكن لم تتضح بعض تفاصيل حياتك التي ربما تساعد معرفتها في إسداء النصح لك (مستوى التعليم، عدد الأولاد، موظفة أم ربة بيت، وجود أعراض نفسية من أي نوع..الخ ). وأنا أسألك هنا: هل ما تعيشينه من أحداث يرسمها خيالك وما تتخيلينه من حوارات ومحادثات يكون لها أثر في حياتك؟ بمعنى هل تغيرين من عملك وخططك الواقعية وطريقة تعاملك مع الآخرين بما يمليه عليه خيالك؟ هل خيالك يرسم لك أو للعالم من حولك صورة مختلفة كثيرا عما تعيشينه أو تؤملين فيه سواء فيما يتعلق بهويتك أو دورك في الحياة؟. هذا وغيره من وجوه المشكلة يحتاج لإيضاح وبيان حتى يتم الوصول إلى مقترح للحل. ربما يكون من المفيد لو استشرت طبيبا نفسيا كي يستقصي الأعراض ويساعد في حل المشكلة.؟ وفقك الله وأعانك.