12 جمادى الأول 1435

السؤال

أنا متزوجة من سنتين وعندي بنت، مشكلتي الأولى مع أهلي يريدونني أن أطلق من زوجي وهذا من أول مشكلة حدثت بيني وبين زوجي بعد زواجي بثلاثة أشهر، وكنت حاملا في ذلك الوقت، رغم أنه أتى لي في بيت أهلي واعتذر لي، وعندما حدثت مشكلة أخرى تدخل ناس كثير وكانت فرصتهم في تطليقي من زوجي أكبر.
أشعر أن حياتي تمتلئ بالمشاكل مع زوجي لغضب والدي مني لأنني أرفض طلبهم في الطلاق، ومشكلتي الثانية مع زوجي فهو دائما خارج البيت ولا يعود إلا آخر الليل حتى ولو لم يكن عنده عمل وهذه الصفة كانت من أول شهر زواج، دائما يتهم والدتي بأنها هي التي وراء كل مشكلة بيننا، أصبحت عصبية لآخر درجة ومتوترة والآن عند الجدال بيننا بدأت أرد عليه ردا جامداً وجافاً ومن الممكن أن أشتم، والله أنا لم يكن ذلك في طبعي، وكل مرة يحدث بيني وبين زوجي جدال يخرج من البيت ويتركني اعتاد الجلوس بالمقاهي وتجمعات النساء بالأفراح، أنا لا أريد حياة مثل هذه فقد اعتزلت الناس والتجمعات النسائية بعد زواجي لكن وللأسف زوجي مرتبط بكل هذه الأمور.. ماذا أفعل؟

أجاب عنها:
أميمة الجابر

الجواب

لا تخلو البيوت الزوجية من الهموم والخلافات، فقد يكون هذا الخلاف بسبب عدم التكافؤ سواء عدم تكافؤ علمي أو في السن أو اسري، ولكن مهما تعددت الأسباب فالخلاف لابد أن يكون خاصة في أول أشهر الزواج مهما كانت الزوجة تتسم بالعقل والذكاء ومهما كان الرجل يتسم بالصبر فالخلافات الأولية في مراحل الزواج الأولى تزداد لعدم تطبع كلا الزوجين بطبع الآخر.
فللزوج نظام معين في بيت أسرته والزوجة اعتادت معاملة خاصة وأسلوبا معينا من أسرتها، فبعد التدليل أصبح الزوج أمام مسؤولية بيت وطلبات لم يعتد عليها، والزوجة أصبحت مسئولة عن زوج وبيت ونظام، وللأسف تجد كلا من الزوجين يتربص للآخر بالأخطاء، ويدون كل منهما الأخطاء لنظيره ويجمعها وعند أول مشكله تقابلهما يواجهه بها.
الأخت السائلة الآن بدأت الشكوى من أهلك بسبب تصميمهم على طلاقك من زوجك فهذه المشكلة لم تأت من فراغ ولكن جاءت من الخطأ الذي وقعت فيه دون قصد، ذلك الخطأ الذي جعلك تخرجين أسرار بيتك التي بينك وبين زوجك وسردها لوالديك أو لأسرتك عموما، فبالتالي تغيرت نفسية أبويك من زوجك من ظهور زوجك أمامهما بصورة الظالم دائما، وهذه المشكلة تقع فيها كثير من الزوجات وتكون سببا في إفساد الحياة الزوجية والعلاقة الأسرية كلها، فعليك أن تتذكري حسنات زوجك وتحاولي أن تغيري فكرة أبويك عنه تدريجيا من إحدى المواقف الطيبة التي تصدر منه حتى يرضوا عنه من جديد وذلك لإصلاح العلاقة بين الطرفين.
أمر آخر عليك أن تعلمي أن ابنتك بعد سنة أو سنتين سوف تتفهم كل ما يحدث بينك وبين أبيها فالأطفال يتأثرون بشكل بالغ الخطورة مما يحدث بين الأبوين فهم بحاجة إلى الحب والرعاية والبيت الدافئ ولن يجد الطفل التربية الصالحة في جو أسري متوتر فلابد أن تجعلي العفو والتسامح بينكما لتسير المركب بسلام رغم علو الأمواج.
أيضا عليك أن تعودي لما كنت عليه من الهدوء وعدم العصبية فكيف يصل بك الحد لشتم زوجك والردود الجافة هذه، فعار على الزوجة أن يتصف لسانها بالسب والشتم لذلك عليك الجلوس مع زوجك جلسة صراحة تعترفين فيها بخطئك لما حدث منك ولابد من فتح صفحة جديدة معه بأنك ستسعين قدر استطاعتك لتكوني الزوجة الصالحة له.
أما ما يحدث من الزوج من تأخير وغيره فربما تكون عادته قبل الزواج والدليل على ذلك أنها ظهرت عنده بعد شهر واحد من الزواج فتغيره عن ذلك لن يكون في يوم وليلة، ولا سنة ولا سنتين، ولكن مع الوقت بطريقتك الذكية قد تحببينه في بيته والاستقرار فيه وقد تستطيعين جذبه إلى عشك بدلا من الهروب والسهر كل يوم، فعليك أن تجددي نفسك تماما، أسلوبك، طريقتك، حتى تغيير البيت ولو بصورة بسيطة بوضع بعض الورود والعطور والزينة، وأهم شيء في ذلك وهي البشاشة عند استقباله مهما كان متأخرا واقتناص الوقت المناسب في الحوار والمزاح.
أمر هام أيضا عليك الاهتمام بعلاقتك بالله تعالى، واصلي الله تعالى بكل ألوان الوصال، بالصلاة في مواعيدها، بورد قرآني يومي ولو قليل، بمحاولة الاجتماع مع زوجك في جوف الليل لصلاة ركعتين والدعاء والتقرب له سبحانه بأن يذهب عنكما ذاك الشيطان الرجيم الذي يريد أن يعكر صفو حياتكما فالله تعالى يجيب دعوة الداع إذا دعاه.
أما الأمر الأخير، احذري من إخبار الناس بمشاكلك مرة أخرى فذلك الذي كان سببا في اتهام والدتك بأنها وراء كل مشكلة، فكل مشكلة قد تأخذ يوما أو يومين أو أسبوع ولابد أن تحل، أو يذهب الله تعالى همها وحزنها عنكما، فلا داع من تدخل أطراف في شؤون حياتكما، واعلمي أن المشاكل التي تأتي ليست لعدم رضا أبويك فطلبهما وهو الطلاق من زوجك ذلك أبغض الحلال عند الله تعالى ولكن قد تكون هذه المشكلات تتدفق عليكما بسبب البعد عنه سبحانه، فالقرب من الله تعالى من ناحيتك أمر هام ومحاولة جذب زوجك لذلك أيضا واعلمي أن الزوج يرفض النصيحة المباشرة من الزوجة ولكن عليك النصح بطريقة غير مباشرة فقد تصلين أنت وزوجك إلى بر الأمان. وقد تنتهي كل هذه المشاكل إن شاء الله تعالى مع الوقت، وأحسني الظن بربك في الدعاء فالله تعالى عند ظن عبده به.