قناة العربية وتلميع طغاة الجزائر!!
12 شعبان 1434
منذر الأسعد

لا أحد يدري كيف تستطيع قناة العربية أن توائم بين تبنيها القوي للثورة السورية وبين الحملة البائسة والمفضوحة والممنهجة لتلميع النظام الاستبدادي الجاثم على صدور نحو 40 مليون جزائري؟

 

كلمة السر وراء الحملة المفلسة شعور السادة الغربيين بقرب رحيل بو تفليقة الذي نهشته الأمراض فصار زبوناً شبه دائم للمستشفيات "العسكرية" الفرنسية!! ولا شأن لنا بعشق طاغية بلد المليون شهيد لكل ما هو عسكري، فربما يُعَدُّ ذلك عنده نوعاً من الوفاء للجنرالات المتفرنسين قتلة الجزائرين وناهبي ثروات هذا البلد النفطي، فهم الذين نصبوه واجهة لسطوتهم الباطشة، وبدلوا دستور البلاد خصيصاً لتوليته مدة رئاسية ثالثة.

 

هي حرب سياسية وقائية إذاً يشنها لصوص النفط والسكر والخشب-بحسب تخصص كل جنرال في تقاسمهم الوقح لمقدرات البلاد-، ولأن القنوات الإخبارية المحترمة ترفض إغراءات المتفرنسين الطغاة في الجزائر، فالعربية هي البديل الجاهز.

 

نحن لا نتهم القناة من عندنا، فهي لا تخفي عداءها المطلق والممجوج لكل ما يتصل بالإسلام كما أنزله الله على خاتم أنبيائه ورسله ومثلما طبقه السلف الصالح. وكما قامت عليه الدولة السعودية حتى الآن منذ الدولة الأولى التي كانت ثمرة اتفاق الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود رحمهما الله على إقامة شرع الله تحت راية التوحيد النقي بالعودة إلى الينبوع الصافي: الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح.

 

هنا يتبدد الوهم وتنكشف الأسرار فالقناة التي تعنى بالثورة السورية عناية ملحوظة تنتكس 180 درجة إذا تعلق الأمر بأي قورة إسلامية فيها. ولذلك وقعت العربية في مطبات قاتلة مهنياً بسبب هذا الحقد المؤدلج الذي يجعلها تدوس على أبجديات المهنة.

 

فما الفرق مبدئياً بين نيرون الشام الذي تعمل العربية ضد مجازره وبين طغاة الجزائر الذين أفقروا شعبهم بالرغم من الثروات النفطية والمعدنية الهائلة، حتى إنه يمتطي قوارب الموت بحثاً عن أعمال وضيعة في أوربا؟

 

أليس مستبدو الجزائر من أكبر وأوقح مؤيدي بشار في ذبحه للشعب السوري وتدميره لسوريا بشرياً ومادياً؟
إنه العداء للإسلاميين الذي يتغلب لدى العربية على كل اعتبار آخر.

 

والمأزق الكبير الذي سوف تواجهه القناة سيقع عندما يتغلب الشعب الجزائري على الحذر ويثور سلمياً على طواغيته. فهل تعود سياسة القناة إلى ما كانت عليه في فترة الثورة المصرية على المخلوع حسني مبارك؟