قتل شخص ونحر أمة!!
5 شعبان 1434
منذر الأسعد

ما أصدق قول الشاعر:

قَتْلُ امرئٍ في غابةٍ *** جريمةٌ لا تُغْتَفَرْ
وقتلُ شعبٍ آمنٍ *** مسألةٌ فيها نَظَرْ

 

فذلكم هو تلاعب الغرب الحقود بقضايا الحقوق منذ اصطدم بثبات أمة الإسلام في وجه جرائمه وأطماعه، وبخاصة بعد انهيار الكتلة الشيوعية حيث أصبح الإسلام هو العدو الوحيد للغرب.

 

قبل أيام وقعت بمدينة حلب واقعة مثيرة، إذ اقدم مجهولون على قتل يافع في الخامسة عشرة من عمره، بعد اتهامهم له بالتطاول على النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
قتلوه في الشارع بلا محاكمة شرعية أمام العابرين وبالقرب من منزل ذويه.

 

الحبكة مثالية لأبواق التغريب حتى تلك التي تتظاهر بالوقوف مع الشعب السوري في ثورته النبيلة: مسلحون ذوو لحىً طويلة، شقر الشعر زرق العيون، يتكلمون العربية الفصيحة، يقتلون مراهقاً اتهموه بالطعن في رسول الله، إذاً هي "الجريمة الإرهابية" الكاملة بالمنظار الغربي، الذي يفتش منذ سنتين عن ذرائه سقيمة ليستر بها جريمته الوضيعة: التواطؤ مع الحلف الصفوي لاستئصال أهل السنة والجماعة من بلاد الشام، وبناء حلف للأقليات يحقق لليهود الغاصبين حماية إستراتيجية على نمط الهالك حافظ أسد وابنه المعتوه بشار.

 

لم تقف محطات الدجل التغريبي أمام بديهيات المهنة الإعلامية التي توجب بث الخبر بعد التثبت من عناصره الفعلية، ثم تتحقق منه عبر مصدرين مختلفين، ثم تتابعه بمحاورة الأطراف كافة بمن فيها-بل:على رأسها-الطرف المتهم بارتكاب الجريمة أو الخطأ!!

 

لم يفعلوا من ذلك كله شيئاً فاتهموا جبهة النصرة على الفور، وعندما نفت الجبهة علمها بالواقعة، لم يكلفوا أنفسهم عناء بث البيان!!مع علمهم بأن الجبهة لا تتنصل مما تفعل، وإنما تفاخر به، حتى لو كان في رأي أهل الأرض غلطاً أو غير مشروع البتة.

إنها خيانة أخلاقيات المهنة خيانةً كاملة عن سابق عمد وتصميم.

 

والأسوأ أن تلك الأبواق التي مردت على النفاق وتقديم الأهواء في صورة أنباء، أوحت لمشاهديها وقرائها في الشبكة العنكبوتية أن القتل لم يكن سلوطاً فردياً شاذاً-هذا لمن يسَلّم بروايتهم الكاذبة-وإنما هو نهج شائع وعرف راسخ!!
ولأهمية القضية نهدي إلى جمهورنا الفضلاء مقطعاً ممتازاً يناقش فيه الدكتور إياد قنيبي القضية مناقشة علمية شرعية وافية.

وهذا هو رابطه على موقع يوتيوب لمن لم يفتح معه الملف المرفق:
http://www.youtube.com/watch?v=Hzftwj5BS-4